افتتح معرض فني فلسطيني الماني في رام الله بالضفة الغربية واستخدمت فيه النفايات في أعمال فنية متعددة باضافة مؤثرات اخرى اليها كالموسيقى والتصوير. ويدمج المعرض الذي اطلق عليه "ترانسفورم أوركسترا" بين الاعمال الفنية من خلال اعادة استخدام المواد المستخدمة من الحديد والبلاستيك والاحذية وغيرها في اشكال فنية وبين عرض لواقع البيئة الفلسطينية بسبب عدم معالجة النفايات وواقع من يعمل فيها من خلال افلام تصويرية تعرض كما هي. وقالت لورا ويرز منسقة المعرض الذي اقيم بدعم من الوكالة الالمانية للتنمية ومعهد جوته الالماني في رام الله يوم الاثنين لرويترز "هذا المعرض نتاج عمل مشترك بين مجموعة من الفنانين الفلسطينييين وفنانين المان من بلاك هول فاكتوري على مدار عشرة ايام جرت خلالها زيارات ميدانية الى مكب للنفايات في مناطق نابلس والخليل." واضافت "شارك في هذا العمل فنانون من غزة لم نستطع الحصول لهم على تصاريح للوصول الى رام الله ولكننا احضرنا اعمالهم الى المعرض الذي شاركوا في اعداده عبر الفيديو كونفرنس (الدائرة التلفزيونية المغلقة") ويشارك فنانو غزة بالمهرجان بلوحات من الصور الفوتوغرافية لنفايات صلبة من الحديد والخردة على شاطئ بحر غزة اضافة الى فيلم تسجيلي اطلق عليه بلا عنوان لاكوام من الحديد والخردة هذا بالاضافة الى جدارية كبيرة لصور لمواد من الاكياس والقش والارض تمثل في مجملها انعكاس لبيئة مثقلة بالنفايات الصلبة التي تتبعثر في اماكن يمكن ان تكون سياحية بالدرجة الاولى. وفي الجناح المخصص لاعمال فناني الضفة الغربية والفنانين الالمان تختلف الصورة كثيرا من خلال اعطاء صورة اشمل عن النفايات بحد ذاتها وعن اناس يبحثون عن لقمة عيشهم وسط اكوام من النفايات. وقالت ويرز "كنت متفاجئة جدا وانا ارى اناسا يعيشون في مكب النفايات منهم اطفال وجوههم لا تكاد تظهر من الاتساخ.. كانوا خجولين من وجودهم هناك لكنهم قالوا لنا انهم يفضلون العمل هنا على ان يكونوا متسولين في الشارع انني اكن لهم كل الاحترام." واضافت وهي تقلب على شاشة عرض كبيرة خلفيتها صورة جوية لمنطقتي نابلس وجنين وضعت عليها نقاط حمراء كثيرة وكل نقطة كانت تشير الى موقع نفايات تم تصويره بالفيديو او فوتوغرافيا "هذه الصور تعطي فكرة ايضا عن الواقع البيئي في الاراضي الفلسطينية حيث لا توجد حلول للنفايات التي يعالج بعضها بالحرق وبالتالي يكون ضرره اكبر." وتربط هذه اللوحة النفايات بالسياسة من خلال عرض صور لمواقع الجدار والحواجز واستخدام مكبات النفايات الفلسطينية من قبل الاسرائيليين. ويضم المعرض عددا من اللوحات الفنية التي استخدمت فيها مخلفات البلاستيك بدون ادنى معالجة ومنها نموذج لدكان باستخدام العلب الفارغة ومجموعة من المواد البلاستيكية لبقايا العاب الاطفال ولوحة اخرى اطلق عليها الحاجز لاحذية تالفة مبعثرة على اوراق رسمت عليها علامة ممنوع الدخول والى جانبها العديد من اعقاب السجائر كما علقت العديد من اكياس الجلوكوز التي تستخدم للمرضى والى جانبها مجموعة من ملفات المرضى. وفي لوحة الصندوق السحري اختار احد الفنانين حقيبة سفر قديمة يبدو ان صاحبها كان قد اجتاز بها الحدود بين الاراضي الفلسطينية والاردن وذلك من خلال ملصق عليها تم وضع العديد من الصور الفوتوغرافية بطريقة مبعثرة داخلها لمناظر طبيعية واخرى لاطفال واحداث يومية ربما تشكل في مجموعها ذاكرة صاحب هذه الحقيبة. فيما اعاد فنان اخر استخدام بعض الخردة لعمل مجسم صغير لدراجة هوائية بدت كانها قديمة جدا تحمل مصباحا احمر صغيرا وسماعة مذيع قديمة يخرج منها صوت ينادي "اللي عندو حديد خردة للبيع". واستخدمت ادوات اخرى لعمل لوحات اخرى لعجوز تجلس على كرسي من القش القديم واخرى لشخص معلق من قدميه يترك فيها الفنان خيال المشاهد لمعرفة ما يمكن استخدامه من النفايات بطرق فنية مختلفة هذا بالاضافة الى عمل مجموعة من الثريات باستخدام العلب الفارغة. وقالت ديانا ماردي احدى المشاركات في هذا المعرض "هناك امكانيات كبيرة لاعادة استخدام النفايات لانشاء لوحات فنية انه (المعرض) يعطينا افاق لاعادة تدوير استخدام النفايات لحماية البيئة والطبيعة." واضافت "تجسد العديد من اللوحات والصور وافلام الفيديو المعروضة واقعا من الحياة اليومية الفلسطينية." وقالت ويرز ان المعرض المقام في بناء قديم يعود للفترة العثمانية وكان يضم محكمة في تلك الفترة واعيد ترميمه قبل خمس سنوات وتحويله الى مركز للتراث والطفولة سيستمر حتى الثالث من نوفمبر القادم. واضافت ان لدينا مخططا لنقله الى برلين مطلع العام القادم علما انه سيفتح في غزة في ديسمبر كانون اول القادم.