نقلاً عن الاهرام المسائي 16/4/2007 أستطيع من البداية أن أؤكد أن قمة مبارك وشيراك اليوم والتي تعتبر القمة الأخيرة بين الزعيمين في ضوء اقتراب موعد مغادرة شيراك لقصر الإليزيه هي بالفعل قمة الود والصداقة, والتي تستهدف مد الجسور من أجل استمرار العلاقات المتميزة بين مصر وفرنسا مستقبلا, انطلاقا من قاعدة قوية ربطت بين البلدين, وفي إطار متميز من العلاقات بين الزعيمين الكبيرين مبارك وشيراك. ويمكنني أن أدلل علي هذه القراءة من واقع ملف العلاقات الثنائية بين الزعيمين, إذ يكفي القول إن الرئيس مبارك كان أول رئيس يستقبله قصر الإليزيه بعد تولي الرئيس شيراك السلطة, وكانت هذه الزيارة ذات دلالة علي الأهمية الكبيرة التي توليها مصر لفرنسا, والتي تعبر أيضا عن رؤية ثاقبة لدعم علاقات من شأنها خدمة القضايا المصرية والعربية علي حد سواء. وربما أضيف فأقول: إن الرئيسين التقيا منذ هذه اللحظة وحتي الآن عبر نحو ثلاثين اجتماعا مغلقا ورسميا, وأجريا عددا لا حصر له من الاتصالات التليفونية, أبرزت جميعها تطابقا في تحليلاتهما ومواقفهما إزاء جميع الموضوعات التي كانت موضوعا للبحث والتشاور بينهما. ووفقا لما خرج من تصريحات كبار المسئولين هنا في العاصمة الفرنسية والوفد المرافق للرئيس مبارك فإن قمة باريس سوف تركز علي العديد من الملفات المهمة والساخنة علي الساحتين العربية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية, ومشكلة دارفور, والموقف في العراق ولبنان, إضافة بالطبع إلي الملف النووي الإيراني. وتأتي صدارة هذه الملفات علي مائدة القمة بين الرئيسين مبارك وشيراك في إطار حرصهما علي استمرار التشاور وتبادل الرؤي إزاء القضايا الساخنة, ودفع آفاق التعاون الثنائي بين القاهرة وباريس في مختلف المجالات, ولذلك وحسب تصريحات المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد فإن زيارة الرئيس مبارك التي تستمر3 أيام تأتي لتحقيق المزيد من تقرير العلاقات الثنائية التي ترسخت علي مدي ولايتي الرئيس شيراك, والتي أسهمت بدور إيجابي في البحث عن حلول لمختلف قضايا الشرق الأوسط, وأن التشاور بين الزعيمين مستمر, حتي انتهاء الولاية الثانية للرئيس شيراك في16 مايو المقبل في متابعة أوجه عديدة من القضايا الثنائية وقضايا المنطقة. ومما يؤكد خصوصيته العلاقة بين البلدين, في إطار خصوصية علاقات الزعيمين مبارك وشيراك أن الرئيس مبارك استقبل بالقاهرة أخيرا دومينيك بوريس رئيس معهد العالم العربي بناء علي رسالة من الرئيس شيراك, كما أن الرئيسين تدخلا معا لتسوية مشكلة شركة أكور الاستثمارية الفرنسية بعد سحب الأرض التي كانت خصصت لها في ميدان التحرير, بل إن الرئيس مبارك أصدر توجيها للدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار بالحضور إلي فرنسا والالتقاء بالمسئولين الفرنسيين والتوصل إلي تسوية للمشكلة. وأستطيع المضي في التدليل علي عمق العلاقات الثنائية, فأشير إلي أن فرنسا تدخلت أخيرا لقبول عضوية مصر في لجنة الاستثمار بمنطقة التعاون والتنمية الاقتصادية, وهي منظمة الدول المتقدمة اقتصاديا في العالم, لتكون مصر بذلك هي أول دولة عربية وإفريقية تنضم إلي نادي الأغنياء في العالم. وحول برنامج زيارة الرئيس مبارك لفرنسا فإن هناك العديد من الشخصيات الفرنسية البارزة التي طلبت اللقاء بالرئيس مبارك خلال وجوده بباريس, وقد سبق للرئيس اللقاء مع سيجولين روايال مرشحة الحزب الاشتراكي خلال زيارته السابقة لفرنسا, ويلتقي الرئيس خلال هذه الزيارة مع نيكولا ساركوزي مرشح اليمين لانتخابات الرئاسة الفرنسية, كما سيلتقي الرئيس مع بعض كبار رجال الأعمال في إطار متابعة تنفيذ المرحلة الثالثة من متروالانفاق والتي تقدمت شركات فرنسية بعروض أفضل لتنفيذها, كما يلتقي الرئيس مع دومينيك دوفيلبان رئيس الوزراء الفرنسي بعد قمته مع الرئيس شيراك.