أدانت فرنسا بأشد العبارات الثلاثاء المذبحة التي ارتكبتها القوات السورية في بلدة جديدة الفضل بريف دمشق أول أمس الأحد والتى راح ضحيتها مئات القتلى من بينهم نساء وأطفال. وقال فيليب لاليو - المتحدث الرسمى باسم الخارجية الفرنسية فى مؤتمر صحفى - إن هذه "المذبحة" تؤكد من جديد مدى "وحشية" نظام الرئيس السورى بشار الأسد الذي لا يتردد في قتل المدنيين من أجل بقائه في السلطة. وشدد لاليو على ضرورة ألا تمر هذه الجرائم دون عقاب وأن يتم مساءلة مرتكبيها أمام العدالة الجنائية الدولية , مضيفا أن الانتهاكات بحق المدنيين "غير مقبولة" ويجب أن تتوقف. وأشار الدبلوماسى الفرنسي إلى استمرار تدهور الأوضاع فى سوريا لاسيما مع مقتل نحو 100 ألف شخص حتى الآن , ولا تزال وتيرة العنف متزايدة , محذرا من أنه كلما طال أمد الأزمة في سوريا ستزداد حدة التطرف فى البلاد ليظهر بشار الأسد نفسه بعد ذلك أنه الوحيد القادر على التصدي له. وأوضح أن الأسد يركز على نقاط استراتيجية ثلاث , حيث يلجأ إلى القمع الذى أودى بحياة عشرات الآلاف من السوريين فضلا عن فرار مئات الألاف من اللاجئين, وإضفاء صفة التطرف على المعارضين في الصراع ليظهر هو في صورة المعتدل, وكذلك التلويح بتوسيع دائرة الصراع في سوريا وتصدير الأزمة إلى دول أخرى في المنطقة لاسيما لبنان الذي تأثر بالفعل بالأزمة السورية الحالية. وأضاف لاليو أن الخطر الرئيسي الذي تواجهه سوريا اليوم هو خطر الانفجار الداخلي على أسس دينية أو طائفية , وهذا هو السبب في تدعيم فرنسا للإئتلاف الوطني السوري وبرنامجه الذى يقوم على أساس القيم خلافا لتلك التي تنادي بها بعض الجماعات المتطرفة العاملة في سوريا, وهذه القيم تشمل الديمقراطية وحقوق الإنسان, وسيادة القانون, واحترام وحماية المجتمعات. وفيما يتعلق برفع الحظر الأوروبى على توريد الأسلحة للمعارضة السورية , وموقف باريس فى هذا الصدد , أكد لاليو أن موقف فرنسا ثابت ويقوم على ضرورة رفع الحظر , وفقا للشروط التي وضعتها فرنسا والمتعلقة بضرورة التأكد من أن الأسلحة سيتم تسليمها إلى جهات معينة فى المعارضة .