تعيش شبه الجزيرة الكورية أجواء تصعيدية في إتجاه الحرب منذ إجراء "كورياالشمالية" تجربتها النووية الثالثة في 12 فبراير 2013 . حيث توالت ردود الأفعال المتبادلة بين الطرفين ومناصريهما والخائفين من حرب لن تكون كورية فقط، بل ربما تصبح عالمية، خاصة مع الخط المتشدد الذي تنتهجه أمريكا ضد كوريا الشمالية. كوريا الشمالية ستدخل "حالة حرب" مع الجنوب قالت كوريا الشمالية يوم السبت انها ستدخل "حالة حرب" مع كوريا الجنوبية في استمرار لتصعيد لحرب كلامية موجهة ضد سول وواشنطن ولكن كوريا الجنوبية تجاهلت هذا البيان قائلة انه لا يتضمن جديدا من شأنه زيادة القلق. ومن حيث المبدأ فان الكوريتين لا تزالان عمليا في حالة حرب كونهما لم توقعا في نهاية الحرب الكورية (1950-1953) اتفاق سلام بل مجرد هدنة. إذا كان إعلان كوريا الشمالية انتهاء مفاعيل اتفاق الهدنة يفتح الطريق نظريا أمام استئناف العمليات القتالية بين البلدين، فان العديد من الخبراء يستبعدون ذلك ، حيث ومن حيث المبدأ فان الكوريتين لا تزالان عمليا في حالة حرب كونهما لم توقعا في نهاية الحرب الكورية (1950-1953) اتفاق سلام بل مجرد هدنة، وكانت بيونج يانج أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر الغاء اتفاق الهدنة ومعاهدات أخرى موقعة بين البلدين احتجاجا منها على المناورات العسكرية الأمريكية - الكورية الجنوبية الجارية حاليا في مياه الجنوب. وإذا كان إعلان كوريا الشمالية انتهاء مفاعيل اتفاق الهدنة يفتح الطريق نظريا أمام استئناف العمليات القتالية بين البلدين، فان العديد من الخبراء يستبعدون ذلك.حيث لايرى أي أحد اي اشارة الى ان بيونجيانج ستخاطر بهزيمة شبه مؤكدة ببدئها حرب كاملة من جديد. وقال بيان نشرته وكالة الانباء الكورية المركزية الرسمية "من الان فصاعدا ستدخل العلاقات الشمالية الجنوبية مرحلة الحرب وكل القضايا المثارة بين الشمال والجنوب ستعالج وفقا لذلك." واضافت الوكالة ان هذا البيان اصدرته بشكل مشترك الحكومة الكورية الشمالية والحزب الحاكم ومؤسسات اخرى. وصرح مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية بانه لم تظهر علامة على وجود نشاط غير عادي في الجيش الكوري الشمالي او اي شيء يشير الى قرب وقوع عدوان. وتهدد كوريا الشمالية بمهاجمة كوريا الجنوبية والقواعد العسكرية الامريكية بشكل شبه يومي منذ بداية مارس اذار عندما بدأت القوات الكورية الجنوبية والامريكية تدريبات روتينية. ولكن كوريا الشمالية حافظت على استمرار عمل منطقة صناعية مشتركة مع كوريا الجنوبية، وتمثل منطقة كايسونج مصدرا للعملة الصعبة لكوريا الشمالية الفقيرة ويدخل عمال وسيارات كوريون جنوبيون يوميا بعد عبور الحدود المدججة بالسلاح بين البلدين. ووقع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون يوم الجمعة على امر يضع وحدات صواريخها في حالة تأهب لمهاجمة القواعد العسكرية الامريكية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادي بعد ان حلقت طائرتان قاذفتان امريكيتان من طراز ستيلث القادرة على حمل قنابل نووية فوق شبه الجزيرة الكورية في استعراض نادر للقوة. وقال مسؤولون امريكيون ان الطائرتين كانتا في طلعة دبلوماسية استهدفت طمأنة كوريا الجنوبية واليابان حليفتي الولاياتالمتحدة واستهدفت ايضا محاولة اعادة بيونجيانج الى الحوار . وحثت وزارة الدفاع كوريا الشمالية على وقف توجيه التهديدات مؤكدة ان التدريبات العسكرية السنوية التي تجري بشكل مشترك مع القوات الامريكية حتى اواخر ابريل نيسان ذات طبيعة دفاعية تماما. وقال بيان بيونجيانج انها سترد"بلا رحمة" على اي عمل من جانب كوريا الجنوبية يلحق الضرر بسيادتها مشيرة الى انها ليست على وشك شن هجوم وقائي. أمريكا تتشدد مع كوريا الشمالية والجنوب قد يدفع الثمن ربما يدفع قرار واشنطن بتنفيذ طلعات جوية بطائرات قاذفة من طرازي بي52 وستيلث (الشبح) في أجواء كوريا الجنوبية هذا الأسبوع في خطوة تحذيرية لبيونجيانج - الشمال إلى شن هجوم على الجنوب في وقت ربما كانت فيه حدة تهديداتها قد خفتت. وزادت خطورة المواجهة المستمرة منذ شهر بفعل الزعامة الجديدة في كوريا الجنوبية والصين فضلا عن الزعيم الشاب لكوريا الشمالية والذي يبلغ من العمر 30 عاما والذي يتعين عليه ان يثبت قدرته على التصدي لتهديد متصور من جانب الولاياتالمتحدة. يقول لي مينج يونج الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة سوكميونج ويمن في سول "يبدو كما لو كان كيم جون أون يجلس في مقعد القيادة في قطار في طريقه إلى نزهة." ومع اقتراب احتفالات تجري يوم 15 أبريل نيسان في ذكرى مولد كيم ايل سونج مؤسس كوريا الشمالية وجد زعيمها الحالي وحين تتوجه أعداد كبيرة من جيش الشمال إلى المزارع لزراعة محاصيل الربيع - كان يمكن أن تدنو الأزمة من خط النهاية قبل أن تنفذ القاذفات الأمريكية طلعاتها يوم الخميس. وبدلا من انحسار أجواء الأزمة بثت وكالة الانباء الكورية المركزية الرسمية صورا يظهر فيها كيم جونج أون وهو يدرس الرد على طلعات طائرات ستيلث [الشبح] ويبحث المسارات المحتملة لهجمات الصواريخ الكورية الشمالية على القواعد الأمريكية وعلى الولاياتالمتحدة نفسها. وربما جرت المبالغة في التهديد الصاروخي للقواعد الأمريكية في المحيط الهادي وبالتأكيد للولايات المتحدة نفسها في ضوء عدم اختبار الصواريخ الكورية طويلة المدى، لكن المخاطر التي تواجهها كوريا الجنوبية حقيقية. حيث تبعدسول نحو 40 كيلومترا فقط من بطاريات المدفعية وصواريخ سكود قصيرة المدىالتي حشدتها بيونجيانج شمالي المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الجانبين، وأثبتت كوريا الشمالية كما فعلت في 2010 أنها قادرة على شن هجمات ضد الجنوب. ففي عام 2010 وجهت اليها سول اتهامات باغراق زورق تابع للبحرية الكورية الجنوبية وقصف جزيرة قرب الحدود البحرية بين الجانبين، وتقول دراسة أجراها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن الشمال يحتفظ بنحو 80 في المئة من قواته القتالية على بعد 100 كيلومتر من المنطقة منزوعة السلاح، ويشمل ذلك نحو 700 ألف جندي و8000 نظام مدفعية و2000 دبابة. ولا يعتقد دينج يووين نائب رئيس تحرير صحيفة ستادي تايمز التي تصدرها مدرسة الحزب المركزي في الصين ان أحد الطرفين يريد شن حرب واسعة النطاق "يسحق خلالها الأمريكيون كيم مثل نملة ويقضون عليه." لكنه يقول ان احتمالات الصراع تتزايد، وأضاف دينج "هذا لا يعني استبعاد احتمال اطلاق النار بطريق الخطأ، فهذا النوع من الحوادث لا يمكن استبعاده." وكما أن لكوريا الشمالية زعيما جديدا شابا فان رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي ورئيس الصين الجديد شي جين بينغ تسلما منصبيهما هذا العام، وقبل أن تتولى منصبها تعهدت باك بالتواصل مع الشمال مقابل تخليه عن طموحاته النووية. وقبل أسبوع فقط من توليها السلطة قضت بيونجيانج على هذه المبادرة عندما أجرت ثالث تجاربها النووية يوم 12 فبراير شباط، وبينما لا تملك باك أي خيار سوى الانتظار سيتعين على زعيم الصين الجديد أن يخوض مسارا صعبا يهدف إلى كبح جماح الشمال ومعاقبته في نفس الوقت كما فعل حينما أيد عقوبات فرضتها الأممالمتحدة على بيونجيانج بعد التجربة النووية. لكن بكين الحليف الرئيسي الوحيد للشمال والذي يمده بالغذاء والوقود لن تذهب بعيدا، يقول دينج "اذا ما اتخذ الصينيون اجراءات صارمة أكثر من اللازم سيزداد عدم الاستقرار أكثر في كوريا الشمالية." مع ذلك فان سيناريو دفع شبه الجزيرة الكورية إلى شفا صراع واسع النطاق تكرر كثيرا بعد الحرب التي خاضتها الكوريتان بين 1950 و1953، واستخدمت القاذفات الأمريكية بي52 للضغط على الشمال في السبعينات. ولولا الرد على تحليق القاذفات الأمريكية فربما رغبت كوريا الشمالية في تخفيف التوتر في الوقت الحالي مع ذوبان الجليد في فصل الربيع، ففي هذا الوقت من العام يساعد جيشها ومعظمه من الفلاحين في الزراعة وهي مهمة رئيسية في بلد يعاني من نقص مزمن في الغذاء. وبينما لا يؤثر ذلك على وحدات الصواريخ والقوات الخاصة يقول خبراء في سول إن الأعداد الكبيرة من جيش الشمال الذي يبلغ قوامه 1.2 مليون جندي تقضي نحو الشهر في المزارع بدءا من منتصف أبريل نيسان، وذكر آن تشان ايل المنشق الكوري الشمالي البارز الذي يعيش في سول "يتم إرسال الجنود لمساندة الزراعة، ويبقون في المزارع ويشاركون في الزراعة مثل غيرهم من الفلاحين، ويظلون هناك عادة حتى 20 مايو تقريبا ويغادرون بمجرد انتهاء مهمتهم." ويبدو أن طلعات القاذفات الأمريكية كانت تهدف إلى طمأنة الحلفاء الرئيسيين في كوريا الجنوبية واليابان على أن واشنطن تقف إلى جوارهم وسط تهديدات الشمال، وبدا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يهيمن تقريبا على عملية صنع القرارات الرئيسية التي تخص الأمن القومي محجما عن توريط الولاياتالمتحدة في صراعات خارجية. فقد ظل إلى حد كبير على الهامش من الصراع الدائر في سوريا وقلص الدور الأمريكي في ليبيا وقوض جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للضغط عليه لتوجيه ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني. وقال وزير الدفاع الأمريكي الجديد تشاك هاجل الذي أصيب في الحرب الأمريكية في فيتنام إنه ينبغي عدم اللجوء للقوة العسكرية إلا كملاذ أخير، وقال ديني روي الخبير في الشؤون الأمنية في آسيا والمحيط الهادي لدى مركز ايست-ويست في هاواي "من وجهة النظر الأمريكية يجب طمأنة كوريا الجنوبية بشأن استمرار الالتزام الأمريكي لاسيما في أوقات قد يتشكك فيها البعض في هذا الالتزام بسبب الأزمة المالية." الأجواء متوترة تأخذ الجميع إلى الترقب والخوف من "طبول حرب " يقرعها الجانبان ويتمنون ألا يسمعها أو يستجيب لها.