من أطرف الاكتشافات التي توصل إليها المهربون على الحدود بين الجزائر والمغرب تدريب الحمير على التهريب وزرع «الذكاء» فيها إلى درجة صارت قادرة على الاحتيال والاختباء حين تشعر بخطر دوريات أمن الحدود، وتذهب قطعان الحمير من الجزائر محملة بصهاريج مملوءة بمواد الطاقة من بنزين وغاز وتقصد مكانا معينا ألفت وضع حمولتها فيه داخل التراب المغربي لتعود بعدها محملة بكميات كبيرة من المخدرات ومختلف أنواع الخمور لترسو في مكان معين أيضا بولاية تلمسان أو تندوف أو بشار أو النعامة لتفريغ حمولتها وتلقى ما يجب من العناية استعدادا لرحلة لاحقة. ويروي رجال الجمارك وحرس الحدود قصصا ممتعة عن «ذكاء» الحمير المدربة على التهريب، فهي أحيانا تختبئ وأحيانا أخرى تسرع الخطى وتفر وتسلك دروبا وعرة لتضليل مطارديها، وحدث في كثير من المرات أن فر مهربون وتركوا قافلة حمير وراءهم فتابعت السير دون الحاجة إلى من يوجهها حتى تبلغ الهدف. وفي الفترة الأخيرة تم تجهيز فرق مختصة في مطاردة عصابات التهريب على الحدود بمعدات الرؤية الليلية ومروحيات وآليات متطورة وأجهزة الإنذار والكلاب المدربة. وصارت الكمائن كل ليلة على النقاط الحدودية في الجبال الوعرة كما في الصحراء، وتم إيقاف عشرات من الحمير المتخصصة في التهريب ومصادرة حمولتها، لكن في كل الحالات لا يمكن اتهامها بالتهريب رغم أنها تمارسه ب «ذكاء»، فهي مجرد أدوات لتنفيذ جريمة ورطتها فيها عصابات من بني البشر.