علي الحدود البرية المغربية - الجزائرية، نسج مهربون مغاربة وجزائريون علاقات خاصة فيما بينهم رغم الإغلاق الرسمي لهذه المنطقة الحدودية واتفقوا علي إبرام صفقات بعيدا عن أنظار الحكومة أو الأجهزة المختصة بدلا من الخوض في تفاصيل نزاع مرت عليه سنوات دون التوصل إلي حل. بمناسبة فصل الصيف، المهربون تفننوا في إيجاد سبل تبادل مختلف أنواع السلع والمواد، سواء الاستهلاكية أو غيرها. وتتدفق يوميا علي الأسواق المغربية مختلف صنوف السلع والمواد خاصة في مدينة وجدة القريبة من الجزائر ببضع كيلو مترات وتسجل هذه الأسواق إقبالاً كبيراً من جانب المغاربة. وفي أسواق مدينة وجدة، كل شيء يباع دون خوف من آلة المراقبة وهو ما تعتبره السلطات المغربية واقعا لا مفر منه، بل إنه في السنوات الأخيرة شمل «الاتجار في المحظورات» من خلال إدخال أقراص الهلوسة إلي جانب مخدرات وأسلحة وترويجها بين الشباب حتي البنزين الجزائري. وتطور الأمر إلي تنظيم رحلات سرية للعائلات المغاربة لزيارة أقاربهم في الجزائر بدلا من السفر عن طريق الجو لقرب المسافة التي تربطهم بالتراب الجزائري «عشرات الكيلو مترات».