عندما يجتمع أفراد الأسرة وقت الطعام وفجأة تصطدم آذانهم بصرخة "حريمى" تسميها ربة المنزل ب"شهقة الملوخية"، هنا يجب الوقوف عند هذه النقطة والتساؤل ما سر "شهقة" الملوخية التى تزعم جميع النساء أنها سر الأكلة. وتتعدد أساطير "الشهقة" .. فيحكى عن الأسطورة الأولى أنها تبدأ أيضا من المطبخ المصرى قديماً، فكان مكان للطبخ وتربية بعض الطيور والحيوانات مثل الماعز، فكانت النساء تشعل مجموعة من الأخشاب وتضع عليها أوانى الطبخ الخاصة بها، وقد كانت "الشهقة" أداة تنبيه وإنذار تطلقها المرأة فور الانتهاء من تحضير "الطشة" لتضعها على الملوخية، وتكون "الشهقة" حينها لتبعد الطيور والحيوانات خطوات إلى الخلف لتضع المرأة "الحلة" على الأرض. أما الأسطورة الثانية، فحكى عنها بعض الحكماء عن امرأة كانت تقوم بإعداد الملوخية، وبعد أن انتهت من تحضير "التقلية" وجدت الطاسة التى فى يدها تهتز، وخافت المرأة أن تنسكب "التقلية" الساخنة فشهقت من الخوف، ثم تمكنت من وضع الطشة فى الملوخية، وفوجئت بجمال طعمها فربطتها بما حدث. ومن المطابخ المصرية إلى المطابخ الملكية تتوالى أساطير "شهقة" الملوخية، لكنها تعود هذه المرة إلى عصر الدولة الفاطمية، فعرف أن ملوك العصر الفاطمى عشقوا الملوخية وكان أكثرهم حباً لها "الحاكم لأمر الله" حتى إنه منعها عن الشعب وأطلق عليها "ملوكية". ويروى أن أحد الملوك كان ينتظر موعد الغداء، وكان الطباخ الملكى يجهز الملوخية، ويتبقى له دقائق على وضع "التقلية" فى الملوخية، فإذ بحارس الملك يخبره أن الملك ينتظر الطعام والملك من المفترض ألا ينتظر شىء، وهنا شهق الطباخ خوفاً، وتفاجأ بإعجاب الملك بالملوخية وشكره عليها.