يجتمع الزعماء الأفارقة، غداً الأحد في اكرا (غانا) لمناقشة خطة طموحة لتشكيل حكومة موحدة للقارة السوداء، غير أنهم يواجهون نداءات ملحة للتحرك سريعاً لوقف الصراعات في دارفور والصومال والتصدي لمشكلة الفقر. ويأتي على رأس جدول أعمال قمة الاتحاد الافريقي الذي يضم 53 دولة اجراء “نقاش موسع” بشأن تشكيل “ولايات متحدة إفريقية” وحكومة اتحادية لها وهو حلم يتبناه منذ فترة طويلة مؤيدو الاندماج بين كل دول القارة. ويقول منظمو قمة أكرا التي تستمر ثلاثة أيام إن هذه القمة هي لفتة عرفان بالجميل لأول رئيس لغانا بعد الاستقلال الرئيس كوامي نكروما الذي أصبح حامل لواء الوحدة الافريقية بعد ان تولى السلطة من الاستعمار البريطاني قبل نحو نصف قرن. غير أن متشككين يرتابون فيما إذا كانت فكرة تشكيل حكومة اتحادية في افريقيا هي فكرة عملية بعد عقود من الحروب والانقلابات والمذابح التي عادت ما تعكس خطوط تصدع عرقية ودينية تتجاوز الحدود في قارة شاسعة قسمها حكام استعماريون سابقون بشكل مصطنع. وفي الوقت الذي يتبنى فيه أغلب الأفارقة رؤية قارة متحدة غنية بالموارد يسكنها 800 مليون نسمة قادرة على مخاطبة العالم بصوت واحد إلا أن نشطاء يقولون انه يتعين على زعماء الاتحاد الإفريقي أولاً التصدي للمشكلات الأكثر الحاحاً التي تقف على عتباتهم. وقالت أواري تراوري مديرة البرامج الاقليمية لمنظمة شبكة غرب إفريقيا لبناء السلام وهي منظمة غير حكومية تدعم تسوية الصراعات “ينبغي أن تكون دارفور على جدول الأعمال.. لأنها حقاً شديدة الإلحاح”. وحثت منظمات المجتمع المدني زعماء الاتحاد الافريقي على التصرف فوراً لإحلال السلام في الصومال بالضغط من أجل التوصل لتسوية سياسية هناك كما دعاهم البعض أيضاً إلى الالتفات إلى زيمبابوي حيث يواجه الرئيس روبرت موجابي اتهامات بسحق معارضيه وتدمير الاقتصاد. لكن منظمي القمة دافعوا عن جدول الأعمال الذي يضم موضوعاً واحداً ونفوا أن تكون خطة تشكيل حكومة موحدة للقارة السوداء خطة طموحة أكثر من اللازم. وقال وزير خارجية غانا نانا أكوفو أدو “نعم.. لدينا مشكلات خطرة.. الناس يموتون في مناطق مثل دارفور والصومال. لكن الناس يموتون في مناطق أخرى من العالم لا في إفريقيا وحدها”. وأضاف أدو أن قارة تجمع مواردها وتتحدث بصوت واحد ستحظى باحترام أكبر في العالم، وسيساعد ذلك إفريقيا على التخلص من الصورة المهينة التي تصورها دوماً على أنها نموذج للفوضى والفقر. وقال “طوال السنوات العشرين أو الثلاثين الماضية كانت لدينا قارة تموج بالصراعات من نوع أو آخر.. وهجرة و اسعة كبيرة من شباننا. هذه إفريقيا التي نريد وضع حد لها”. غير انه أقر بوجود خلافات بين زعماء بلدان الاتحاد الافريقي بشأن مدى سرعة تشكيل حكومة اتحادية لولايات متحدة إفريقية وكيفية إدارتها. ففي الوقت الذي يدافع فيه علناً بعض الزعماء مثل الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس السنغالي عبدالله واد عن تشكيل حكومة للقارة، إلا ان من المعتقد أن آخرين مثل رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي يفضلون نهجاً أكثر تدرجاً. من جهة أخرى كرر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي المالي ألفا عمر كوناري انه لن يترشح لرئاسة المنظمة القارية. وقال كوناري في افتتاح اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي استعداداً للقمة “بلغنا اليوم نهاية ولايتنا وبالنسبة لي أنها ولايتي الأخيرة”.