حثّ الرئيس الليبي معمر القذافي الدول الأفريقية على الاتحاد تحت لواء حكومة واحدة لتتمكّن من مجاراة العولمة قائلاً إن على الأفارقة التوحّد أو الموت. وجاء كلام القذّافي أمام طلاب وناشطين في جامعة غانا قبيل ساعات من انعقاد القمة العادية التاسعة للاتحاد الأفريقي التي تبدأ اليوم وتستمر حتى بعد غد في أكرا عاصمة غانا. واعتبر القذافي الذي وصف نفسه بأنه جندي أفريقيا أن مهمته هي تشجيع من أسماهم إخوته الأفارقة ليستفيقوا والشعوب الأفريقية لتوحّد أفريقيا في دولة واحدة وحكومة واحدة.وهو الهدف نفسه الذي أراده منذ عام ثلاثة وستين بطل أفريقيا رئيس غانا كوامي نيكروما حسب وصف القذافي. وأبدى القذافي استغرابه متسائلا : كيف يمكن لدولة أفريقية مفردة مواجهة أوروبا الموحدة والتفاوض مع دولة كبيرة كالولاياتالمتحدة أو اليابان أو الصين. بينما وعند إنشاء الولاياتالمتحدة الأفريقية سيمكن لأفريقيا أن تكون على قدم المساواة في التفاوض معهم. وأردف القذافي أن أفريقيا موحدة تستغل مواردها بشكل أفضل وتوفر فرص عمل لشبابها ستوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا. وهتف طلاب رفعوا صور القذافي "الاتحاد الأفريقي الآن.. الحكومة الأفريقية الآن" في قاعة اكتست بملصقات تدعو إلى الوحدة ورغم الهتافات فإن كثيراً من الحاضرين شككوا بسلامة توقيت تنفيذ الوحدة الأفريقية. ورغم التشكك من واقعية الفكرة فإن زعماء يشاركون القذافي رؤيته بشأن إنشاء حكومة أفريقية فوراً ويقول كثيرون بوجوب تحقيق الوحدة من خلال خطوات تدريجية وتعزيز التكتلات الاقتصادية الإقليمية أولاً. في حين انتقدت جماعات مجتمع مدني جدول أعمال القمة الذي يتضمن موضوعاً واحداً، قائلة إن الزعماء الأفارقة يناقشون فكرة مثالية إلى حد كبير في وقت يتجاهلون فيه مشكلات ملحة مثل الصراع في دارفور والصومال والأزمة في زيمبابوي إضافة إلى الفقر. وأثناء جولة له في دول بغرب أفريقيا سبقت القمة الأفريقية جدد القذافي دعوته لإقامة ولايات متحدة أفريقية تمتلك جيشاً واحداً من مليوني جندي لمواجهة الصراعات الأفريقية المتكررة. وفي كل محطات جولته عقد الزعيم الليبي لقاءات جماهيرية تدعو إلى إقامة حكومة للولايات المتحدة الأفريقية. وذكر أنه إذا تم تنوير الجماهير واتخاذ القرار السليم فستخرج حينئذ أفريقيا إلى الوجود، وقال أثناء زيارته لغينيا إن صوت الناس يجب أن يسمع وسيجبر القادة على ذلك.