نقلا عن الجمهوريه08/07/07 أخيرا تحقق الحلم.. وفتح مستشفي 57357 أبواب الأمل للأطفال المرضي بالسرطان عندما استقبل أول حالة منهم أمس في العيادة الخارجية والقسم الداخلي. المستشفي الأمل.. تحول من حلم للقائمين عليه إلي مشروع قومي برعاية السيدة سوزان مبارك وشارك فيه أهل الخير في مصر والعالم بتبرعاتهم لمستشفي يقدم العلاج بالمجان للزهور البريئة المريضة.. ومجهز بأحدث الأجهزة الطبية.. يقوم عليه فريق من الأطباء والممرضين والفنيين بقيادة د. شريف أبوالنجا مدير المستشفي والمتطوعين الذين صاحبوا الحلم من بدايته.. وحتي تحقيقه. "الجمهورية" حضرت الافتتاح المبدئي لمستشفي 57357 الذي استقبل حالات محدودة من المرضي في العيادة الخارجية والقسم الداخلي.. علي أمل الوصول إلي كامل طاقته الاستيعابية أواخر هذا العام.. جمال المبني من الخارج لا يوازيه إلا النظام في الداخل الذي يعتمد علي الألوان ليسهل علي المريض وأهله مهمتهم.. كل دور له لون محدد.. أزرق. أحمر. أصفر. برتقالي. أخضر سلسلة من الألوان المبهجة.. تخاطب طفولة المريض وتشجعه علي رحلة العلاج بأول مستشفي مجهز لمرضي سرطان الأطفال علي اختلاف مراحلهم العمرية. في العيادة الخارجية في الدور الأرضي.. تطالع الزائر مجموعة من اللوحات الفنية أهداها أصحابها ومبدعوها للمستشفي تم اختيارها بعناية.. لرفع معنويات المريض. في العيادات الخارجية فريق من الأطباء والتمريض يستقبل الحالات بابتسامة.. ويصحبهم للكشف في 6 غرف خصصت لهذا الغرض.. وفي آخر الدور صيدلية لصرف علاج اليوم الواحد.. ومعامل للتحاليل. وفي الدور الأول.. مركز للأشعات بأنواعها.. مع غرف علاج اليوم الواحد.. وصولا إلي أجنحة الإقامة الداخلية في الأدوار التالية. الجودة أولاً يؤكد د. خالد النوري مدير التشغيل والجودة بمستشفي 57357 أن المستشفي يهدف إلي تحقيق الجودة في الخدمة الطبية طبقا لبروتوكولات عالمية دون اجتهادات شخصية فتم مراعاة الجودة في المواصفات الهندسية والتجهيزات الطبية وتبقي أهم خطوة وهي التعامل مع المرضي. حيث نؤكد علي حسن الاستقبال للمريض وأن تستغرق دورته داخل العيادة الخارجية وقتها المحدد دون تأخير أو تعطيل.. حتي لا تزيد معاناة مريض السرطان.. .. ويضيف د. النوري: حرصنا علي أن يكون الافتتاح مبدئيا أو تمهيديا لتحقيق افتتاح آمن وسليم يشمل خدمة متكاملة تستوعب طاقة محدودة في البداية ويتسع النطاق يوميا حتي الوصول إلي كامل الطاقة الاستيعابية للمستشفي "180 سريرا في القسم الداخلي. 300 مريض في وحدة علاج اليوم الواحد. و400 مريض في العيادة الخارجية" وذلك في آخر العام وبكفاءة تامة. .. توضح منال محمد متولي - مشرفة الممرضات في العيادة الخارجية - استقبلنا 16 حالة من الثامنة صباحا وحتي ظهر السبت ومن المتوقع استقبال المزيد من الحالات حتي الخامسة مساء عندما تغلق العيادة الخارجية أبوابها.. ورغم أننا توقعنا استقبال 10 حالات فقط محولين من أطباء الأورام أو لديهم شك في الإصابة بالمرض. إلا أننا أمام إقبال الناس. استقبلنا كل الحالات في 6 غرف كشف يتم خلالها أخذ قياسات المريض "من وزن وطول" وقياس الضغط والكشف السريري.. وبعض الحالات يتم تحويلها إلي الإقامة الداخلية أو الحصول علي جلسات الكيماوي في علاج اليوم الواحد. أو مغادرة المستشفي بعد صرف العلاج مع العودة للمتابعة. ألم وأمل .. ومن الحالات التي جاءت للعيادة الخارجية لتلقي العلاج. حنان عطية "ربة بيت" التي اصطحبت ابنها يوسف حسن بكر "6 شهور" والذي أصيب بكسر في الترقوة اكتشف الأطباء أنه فشل في النخاع الشوكي وأنه بحاجة إلي عملية زرع نخاع تتكلف 2.5 مليون جنيه. تحكي حنان بمرارة: تكاليف العلاج بالخارج أكبر من طاقتي ووقعت في حيرة وأهملت أسرتي وتفرغت ليوسف أصطحبه إلي مستشفي أبوالريش حتي جئت اليوم بالصدفة لأجده الافتتاح لمستشفي ..57357 وفوجئت بالإمكانيات الكبيرة وحسن المعاملة وأصبح لدي أمل كبير أن يتلقي ابني العلاج بالمجان.. في بلدي ووسط أهلي.. مريض آخر قابلناه في غرفة الكشف وهو عبدالله ناصر سعيد "أولي ثانوي" الذي اكتشف إصابته بالورم في الغدد الليمفاوية منذ شهر. واصطحبته والدته إلي المستشفي.. تقول الأم: سألنا عن موعد افتتاح المستشفي وحرصنا أن نكون ضمن أول فوج من المرضي في الاستقبال.. لأن ما قرأته عن المستشفي من إمكانيات كبيرة وخبرات وكفاءات شجعني علي بدء العلاج من هنا ونأمل له في الشفاء بعد معاناة كبيرة مع المرض الذي جاء دون سابق إنذار. علاج داخلي .. مبارك عبيد "موظف" اصطحب ابنه شريف ليكون أول حالات الإقامة الداخلية بالمستشفي. يقول مبارك: فوجئنا بشكوي شريف من كحة جافة متكررة.. ذهب للكشف عن طبيب حساسية صدر فطلب تحليلات وإشعات. جاءت نتيجة العينة يوم الجمعة الماضي إيجابية.. فذهبت في اليوم نفسه إلي المستشفي وقابلت الإدارة وأخبروني أن شريف سيكون أول الحالات التي تبدأ معها المستشفي رحلة العلاج. يضيف شقيق شريف محمد مبارك "طالب بالتجارة الخارجية" المستشفي جاء نجدة بالنسبة لنا. حل مشكلة مصاريف العلاج الباهظة. .. وتعلق د. سالي محمد طلعت - استشاري الأورام بالمعهد القومي للأورام - أن السرطان كلمة مخيفة لدي الجميع. لذلك يحتاج المريض وأهله إلي تعامل من نوع خاص يقوم علي التهدئة وتقديم المعلومات الصحيحة بشكل بسيط.. لتخفيف صدمة المريض. وفي المستشفي نوفر أكبر إمكانيات للعلاج من المرض. موجهة للطفل.. ليمارس طفولته أثناء تلقي العلاج.. فهناك المدرسة حيث يذاكر له المتطوعون كما يلعب بحرية في الحديقة.. ويعبر عن نفسه في ورش الرسم.. كل هذه الأنشطة مع الإمكانيات الطبية والبشرية.. تهدف للقضاء علي وحش السرطان.. والتعامل معه كمرض قابل للشفاء. .. وفي القسم الداخلي قابلنا نعمة فؤاد - نائب مدير التمريض بالمستشفي - والتي أكدت أن خبرة التمريض الكندي للسيدة "أوليف" قامت بتدريب عدد 105 ممرضات موزعات علي العيادة الخارجية وعيادات اليوم الواحد والرعاية المركزة والإقامة الداخلية. وكل هؤلاء الممرضات حصلن علي جرعات تدريب عالية سواء تثقيف صحي أو لغة إنجليزية وكمبيوتر وعلم نفس لتكون الممرضات قادرات علي التعامل مع المريض وأهله وتقديم المعلومات الصحية السليمة إلي جانب التعامل مع الأجهزة الطبية بشكل سليم. شباب الخير .. وفي آخر جولتنا.. كما كان في استقبالنا.. فريق من المتطوعين يقدم الشرح للمكان لزوار المستشفي. يقول كريم صلاح زين الدين - بكالوريوس هندسة طبية: أنا سعيد لأنني جزء من المستشفي منذ عامين. سواء التدريب في الأجهزة الطبية وحتي العمل مع المتطوعين.. ورغم أنني أردني إلا أنني فخور بالمستشفي المصري الذي سيستقبل الأطفال العرب وهو أول مستشفي من نوعه يخصص للأطفال. يتعاون فيه جميع أطباء وممرضات وفنيين ومتطوعين لتخفيف آلام المرضي .. نفس ما يؤكده أحمد فكري - طالب بكلية التجارة - وأحد المتطوعين معبرا عن سعادته لأنه جزء من المكان وأنه عمل في المستشفي وهو في طور التجهيز وأخيرا وهو يستقبل الحالات.