قامت السيدة الفاصلة سوزان مبارك بزيارة إلي مستشفي سرطان الأطفال57357, حيث افتتحت مبني الCyclotron الذي قامت بوضع حجر الأساس له عام2008. وهو المبني المخصص لإنتاج النظائر المشعة اللازمة لفحصPTScan الذي يساعد علي الاكتشاف المبكر لمرض السرطان ويظهر إيجابية العلاج خلال فترة قصيرة من بدئه مما له من آثار إيجابية في صحة العلاج وتقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي والإشعاعي ويعد هذا الإنجاز الثاني من نوعه علي مستوي الدولة0 وافتتحت كذلك وحدة زرع النخاع التي تعمل بشكل مبدئي منذ بداية هذا العام وتشمل عدد9 أسرة مجهزة طبقا لأحدث النظم العالمية بطاقة تشغيل حوالي80 حالة سنويا, حيث أجريت بالفعل25 حالة زرع نخاع حتي الآن لحالات بالمستشفي تمت كلها بنجاح. وألقت سيادتها كلمة بهذه المناسبة أشارت فيها إلي تزامن الزيارة مع أيام شهر رمضان المباركه, في صرح من صروح الخير التي ارتبطت دائما بروح الخير والعطاء, لتمتد أيدينا بالخير للمحتاجين من أبنائنا وأهلنا, من خلال مشروعات ومبادرات متعددة تستهدف تغيير حياة الناس, والنهوض بأحوالهم, وحل مشكلاتهم, وخلق مجتمع أفضل يحقق لهم أحلامهم وطموحهم لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم0 وأنه علي مدي ما يقرب من عشر سنوات أعتدنا أن يجمعنا هذا الشهر الكريم في مناسبات أدخلت الفرحة والبهجة في نفوس آلاف الأسر, بمشروعاتنا المتعددة لتطوير العشوائيات والتي تم خلالها توزيع عشرات الآلاف من الوحدات السكنية بزينهم وعزبة وعرب الوالدة والنهضة والسلام وغيرها من المناطق التي امتدت إليها يد الخير بالعمران, وخلقت حياة جديدة لعشرات الآلاف من الأسر من غير القادرين من أبنائنا وأهالينا. ذكرت أيضا ان هذا اللقاء يأتي في صرح ارتبط في عقل ووجدان كل مصري بمعاني الخير والتآخي والعطف والمودة والعطاء, صرح شاركنا جميعا في بنائه ليصبح شاهدا علي قدرة المصريين علي فعل الخير والعطاء, بل قدرتهم علي تحدي الصعاب وصنع المستحيل, ويحتل منزلة خاصة في نفوس كل المصريين, مشروع إنساني عملاق اجتمعت عليه إرادتنا, وألتف حوله الناس ليصبح إنجازا وطنيا نعتز ونفخر به جميعا, فلا يوجد مصري00 سواء طفل أو طفلة00 شاب أو فتاة00 رجل أو امرأة00 من كل فئات المجتمع لم يسهم في بناء هذا الصرح ولو بجنيه واحد0 كما وجهت شكرا خاصا لجميع العاملين بهذا المستشفي من أطباء وممرضات وممرضين وغيرهم من العاملين في مختلف التخصصات مشيرة إلي أن النجاح الذي يتحقق كل يوم لم يكن ممكنا دون جهودهم, وإخلاصهم, وتفانيهم في العمل. وأكدت الرسالة السامية التي تقدمها مهنة التمريض, والتي كانت ومازلت جديرة بتسمية' ملائكة الرحمة'0 تعبيرا عن الدور الإنساني النبيل للممرضات, وأن العطاء الإنساني المتواصل لمهنة التمريض كان ولايزال مثالا للنبل والأمانة والتضحية, وهو ما يؤكد أن الإقدام علي العمل بهذه المهنة يجب أن يتسم بالجدية الكاملة والاعتزاز والفخر بها والرغبة في القيام بها علي أكمل وجه بكل ما تقتضيه من خصائص في الأداء والمظهر والجوهر, وأنها ليست مجرد وظيفة بقدر ما هي طاقة من العطف وإستعداد لإنكار الذات, ولذا فإن نظرة المجتمع إلي الممرضات جديرة بأن تعكس بإنصاف هذه المعاني العظيمة وأن تكون في مستوي ما تقدم الممرضات من تضحيات, فدور الممرضة لا يمكن أن ينفصل عن قضية النهضة الصحية الشاملة, بل هو المدخل للارتقاء بالرعاية الصحية بمفهومها الأشمل والأكبر وتطرقت سيادتها للبدايات الأولي التي دفعت نحو إنشاء مستشفي سرطان الأطفال وكيف ولد الحلم للتصدي لهذا المرض, وكم الشعور اليوم بالفخر لما تحقق, حيث تجسدت روح العطاء في هذا المكان, واكتمل البناء بفكر وسواعد وجهد لم يعرفه مشروع من قبل, ليصبح نموذجا لمشروع وطني وقف خلفه الناس من كل فئات المجتمع بكل إمكاناتهم مهما تفاوتت, لم يفرق بين فرد أو مجموعة, منظمات أو هيئات, حكومية أو أهلية, فزالت كل الفروق واجتمعنا جميعا علي فعل واحد, لإعانة أطفالنا ونجدتهم ومساعدتهم علي النجاة والشفاء من هذا المرض اللعين, إذ أصبح لدينا اليوم مركز للتميزCenterofExcellence وفرت له أفضل الخبرات الوطنية و العالمية, وأحدث برامج التدريب, من أجل ضمان سلامة المريض والتأكد من كفاءة وفعالية الخدمات المقدمة للمرضي وذويهم بما يتماشي مع معايير الخدمة الطبية العالمية, حيث تم إنشاؤه علي غرار مستشفي الأبحاث الأمريكي سانت جودSt0Jude بالولايات المتحدة, ليصبح مشروعا متفردا, ونموذجا للعمل التطوعي في خدمة المجتمع, ليس فقط علي المستوي الوطني, وإنما علي مستوي الشرق الأوسط وأفريقيا. وعلي ضوء ما حققه المستشفي من نجاح طبي مشهود, أعربت السيدة سوزان مبارك عن التطلع لأن نكرر تلك التجربة مستقبلا, وعلي نطاق أوسع في محافظات أخري, حيث تم بالفعل الاتفاق مع جمعية الهلال الأحمر لتوظيف أحد المباني لإقامة فرع جديد بمدينة طنطا, يتم العمل علي الانتهاء منه في أقل من عام, كما أعربت عن التطلع لأن يكون هذا الفرع مقدمة لإنشاء فرع آخر في الصعيد, لنوفر علي أسرنا وأهلنا من صعيد مصر مشقة السفر للعلاج بالقاهرة, علي أن نوفر الدعم اللازم لهذا المشروع باستمرار جهود أهل الخير. وأشارت سيادتها إلي أن مرض السرطان يمثل أحد أكبر التحديات الصحية الرئيسية التي يواجهها العالم اليوم إن لم يكن أكبرها استنادا لما تعكسه مختلف المؤشرات من تزايد معدلات الإصابة به. إلا أنها أكدت أن الأمل في مواجهته يتزايد بفضل التطورات والاكتشافات المتواصلة في علاجه والتي تتطلب توافر إمكانات العلاج الحديثة والاكتشاف والعلاج المبكر له, فكلما زادت قدرتنا علي تحقيق ذلك, زادت قدرتنا علي الحفاظ علي حياة مزيد من البشر وتوفير مستوي أفضل من الحياة للمصابين وهذه هي مهمتنا الأساسية وهذا هو جوهر رسالتنا وأوضحت أنه إذا كنا قد نجحنا في تحقيق حلم مستشفي سرطان الأطفال57357, فإن أمامنا اليوم حلما جديدا, وتحديا أكبر هو إعادة بناء المعهد القومي للأمراض, الذي كان منذ نشأته عام1969 أحد الأعمدة الرئيسية للتحرك علي مستوي الدولة في مواجهة هذا المرض الخطير, حيث أسهم هذا المعهد في تحقيق إنجازات علمية كبيرة في علاج الأورام لأبناء مصر إضافة لدوره الكبير في تخريج دفعات متتالية من الأطباء المصريين المتميزين في هذا التخصص, وفي ظل هذا الدور الحيوي الذي يقوم به المعهد منذ سنوات, وتزايد أعداد المترددين عليه, وتزايد الطلب علي الخدمات التي يقدمها, ذكرت سيادتها أنه حان الوقت لأن يتحول هذا المعهد إلي صرح طبي عصري عملاق يواكب أحدث التطورات العلمية التي يشهدها هذا التخصص ويكفل أحدث سبل التعليم والتدريب والعلاج في آن واحد0 ودعت المجتمع بكل فئاته إلي أن يلتف من جديد نحو هذا الحلم, وأن يجتمع من جديد علي هدف وطني إنساني وعلمي كبير هو إعادة بناء المعهد القومي للأمراض, وأشارت إلي إننا نتطلع للمضي عاجلا في استكمال مختلف مراحل تنفيذ هذا المشروع لما يمثله من محور رئيسي في سياق مسيرتنا القومية الرامية للتصدي لمرض السرطان, وان استكمال تلك المسيرة يتطلب الدعم الملائم من كل فئات المجتمع المصري, وبصفة خاصة المجتمع الأهلي الذي أكد عبر السنوات الماضية إدراكه لمسئوليته الاجتماعية وحرصه علي خدمة الوطن والإسهام في مشروعاته الوطنية الكبري. وأنه لما كان مشروع المعهد القومي للأورام هو أحد مشروعات جامعة القاهرة العريقة, فدعت سيادتها كل طالب وطالبه, وكل مدرس ومدرسة, وكل أستاذ وأستاذة, بل وكل المنتمين لجامعة القاهرة لأن تكون لهم المبادرة الأولي بتقديم الدعم والتبرع لصالح هذا المشروع الطبي القومي, وأن يقودوا المجتمع بكل فئاته نحو الإسهام في هذا المشروع الوطني الهام الذي سيعود بالفائدة علي كل أبناء هذا الوطن. كما نوهت سيادتها بالصروح الطبية المتعددة بمختلف الأقاليم التي تجسدت في إنشاء سبعة مراكز للأورام تابعة لوزارة الصحة علي مستوي الجمهورية بمحافظات البحيرة والغربية ودمياط والدقهلية والمنيا وسوهاج, وأن هذا العام شهد تطوير المراكز القائمة من حيث المعدات والتجهيزات وبرامج التدريب0 وأول تلك المراكز هو مركز أورام محافظة أسوان الذي افتتحته سيادتها في شهر مايو الماضي0 كما أنه المخطط افتتاح ثلاثة مراكز أخري خلال الشهور الأولي من العام المقبل00 ليصل إجمالي عدد تلك المراكز إلي12 مركزا علي مستوي الجمهورية. وأكدت سيادتها إن ما تحقق من إنجاز كبير, وما نقبل عليه من مشروعات جديدة لتشييد العديد من الصروح الطبية والعلمية يستهدف محورا أساسيا من محاور عملنا الوطني وهو توفير الرعاية الصحية لكل مواطن علي أرض مصر, ضمن منظومة متكاملة من الجهود تكفل للإنسان المصري حقا من أهم حقوقه في الحياة, ألا وهو حقه في الرعاية الصحية والعلاج. وهو ما يتطلب ذلك مزيدا من العمل الصادق, والجهد الدءوب, والفكر المتطور, والإدارة المتطورة, ولكنه يتطلب أولا الإرادة الوطنية والمجتمعية, التي تجمع بين جهد الدولة وجهد كل المخلصين من أبناء المجتمع. وعقب ذلك, توجهت سيادتها للقيام بزيارة تفقدية إلي مستشفي أبو الريش الجامعي للأطفال للوقوف علي سير العمل وآخر التطورات, حيث قامت بتفقد مختلف الأقسام وغرف العمليات والعناية المركزة بذلك المستشفي.