دافعت تايوان عن حقها فى الحصول على عضوية الأممالمتحدة على الرغم من رفض طلبها وسط تهديدات الصين بشن حرب إذا ما قبلت الأممالمتحدة طلب تايوان، ورأى الرئيس التايوانى " تشين شوى" أن الانضمام حق أساسى للشعب التايوانى البالغ تعداده 23 مليون نسمة، مُشيراً أن طلب تايوان بهذا الصدد يجب أن يجرى التعامل معه من خلال مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة وليس من خلال مسئول أممى واحد، وأصرتشين على أن تايوان ليست جزءاً من الصين قائلاً .. إن إنضمام تايوان إلى الأممالمتحدة أمر بالغ الصعوبة .. إلا أنه طالب بعدم التخلى عن هذا الحلم . ومن جانبها أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها لخطة الرئيس التايوانى " تشين شوى" الرامية إلى إجراء استفتاء بشأن ما إذا كان يتعين أن تسعى تايوان للانضمام لعضوية الأممالمتحدة أم لا، مُشير أن هذه الخطة لن تؤدى سوى إلى زيادة التوترات مع الصين، وأشار " شون ماكورماك " المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن أى استفتاء من هذا النوع لن يغير وضع تايوان بالنسبة للأمم المتحدة، لكنه سيزيد التوترات فى مضيق تايوان، مُشيراً إلى تعهدات بعدم تغيير الوضع القائم مع الصين ومثل هذه الخطوة ستبدو أنها تتناقض مع تعهدات الرئيس تشين المتكررة للرئيس بوش والمجتمع الدولى . وحث ماكورماك الرئيس " تشين" على إظهار روح القيادة برفض مثل هذا الاستفتاء المقترح، مجدداً موقف الولاياتالمتحدة من أنها تؤيد اشتراك تايوان فى المنظمات الدولية التى لا تشترط أن يكون أعضاؤها من الدول المعترف بها دوليا لكنها لا تساند عضوية الجزيرة فى الأممالمتحدة أو هيئات يقتصر الانضمام إليها إلى هذا الشكل الرسمى . وقد دأبت الصين على تأكيد السيادة على تايوان منذ انتصرت فى الحرب الأهلية الصينية فى عام 1949 وتوعدت بإعادة الجزيرة إلى حُكم الوطن الأم بالقوة إذا كان ذلك ضرورياً، وقد شغلت بكين مقعد الصين فى الأممالمتحدة من تايوان فى عام 1971 وبمقتضى الصين الواحدة تصر بكين على أن الدول لا يمكنها أن تحتفظ بعلاقات رسمية مع الصين وتايوان فى آن واحد، وعدد حلفاء الصين فى الأممالمتحدة يفوق كثيراً حلفاء تايوان التى لا يعترف بها الآن سوى 24 دولة فقط . وفشلت تايوان فى محاولات متكررة للانضمام إلى وكالات الأممالمتحدة تحت اسمها الرسمى "جمهورية الصين" لكن الحزب الحاكم فى الجزيرة أرسل إلى السلطات المسئولة عن الانتخابات مسودة استفتاء يسأل الناخبين .. هل ينبغى للحكومة أن تتقدم بطلب لعضوية الأممالمتحدة تحت اسم تايوان .. ؟ وكانت سلطات تايوان قد بعثت برسالة هذا الأسبوع إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون طلبت فيها الانضمام إلى الأممالمتحدة تحت اسم "تايوان" . وأعلن وزير الخارجية التايوانى جيمس هوانج أمس أن تايوان ستعاود ضغطها من أجل الحصول على عضوية الأممالمتحدة حاملة نفس الاسم رغم الرفض المتكرر من جانب المنظمة الدولية التى رفضت مؤخراً محاولة مماثلة للمرة الخامسة عشرة وكان الوزير التايوانى يشير بذلك إلى رفض الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قبل أسبوع للطلب الذى رفعه الرئيس التايوانى " تشين شوى بيان " وكان بان كى مون قد أعاد الطلب إلى تايوان منوهاً بالقرار الصادر عام 1971 الذى ينص على التزام الأممالمتحدة بسياسة صين واحدة بعد منح المنظمة الدولية مقعد الصين لبكين بدلاً من تايبيه، غير أن الرئيس التايوانى تعهد بتكرار المحاولة رغم معارضة الولاياتالمتحدة واحتجاج الصين . وكانت تايوان والصين قد انفصلتا فى نهاية الحرب الأهلية عام 1949 لكن الصين لا تزال تعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من الوطن الأم لا يتمتع بأى حقوق تتعلق بالسيادة على الصعيد الدولى ، وقد حذرت الصين الدول الأخرى من إقامة علاقات مع تايوان وتعارض محاولتها التى تبذلها منذ مطلع التسعينات من أجل العودة إلى الأممالمتحدة، وأشار المحللون إلى أن الذى أثار حفيظة الصين بشكل خاص محاولة الرئيس التايوانى السعى لإعادة الانضمام للمنظمة الدولية باسم " تايوان " بل المضى بكل قوة نحو إجراء استفتاء وطنى حول هذه المسألة . وقد انضمت كوريا الشمالية إلى مصاف الدول التى أكدت رفضها القاطع لمحاولات تايوان الانضمام إلى عضوية الأممالمتحدة تحت أى مسمى وأعلنت التزامها بسياسة الصين الواحدة ورحبت الصين بالموقف الكورى الشمالى الذى يمثل سلسلة ردود الفعل المؤيدة للصين والتى يتوالى صدورها عن دول العالم عقب إعلان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة يوم 24 يوليو الحالى رفض الطلب الذى قدمه الزعيم التايوانى إلى الأممالمتحدة يوم 19 يوليو الجارى، والذى يطلب فيه انضمام الجزيرة إلى عضوية الأممالمتحدة . ومن ناحيتها أكدت الخارجية الصينية أن رفض الأممالمتحدة بشأن طلب تايوان أثبت من جديد اعتراف المجتمع الدولى بأنه لا توجد سوى صين واحدة وأن تايوان جزء من الصين، مُشيرة إلى أن الإجراء الانفصالى بالتقدم للحصول على عضوية الأممالمتحدة تحت اسم تايوان لن يغير حقيقة أن تايوان هى جزء من الصين ولن يغير الوضع الدولى لتايوان، وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية على أن أى قضية تتعلق بسيادة الصين وسلامة أراضيها لا يجوز أن يتخذ قرار بشأنها سوى لشعب الصين البالغ تعداده 1.3 مليار نسمة . وبالنسبة للموقف العربى أكد السفير هشام يوسف مدير مكتب أمين عام جامعة الدول العربية على الموقف العربى الثابت تجاه الصين الواحدة جاء ذلك عقب استقباله القائم بالأعمال الصينى بالقاهرة، مُشيراً أنه أطلع الجانب الصينى بقرارات الجامعة التى نصت على الالتزام العربى بمبدأ الصين الواحدة، مُعرباً عن أمله فى أن يتم تجاوز هذه الصعوبات حتى لا تؤدى إلى مزيد من التصعيد أو التوتر . ويُذكر أن الحكومة الوطنية الصينية التى فرت إلى جزيرة تايوان بعد أن خسرت الحرب مع قوات الزعيم الشيوعى ماوتسى تونج عام 1949 ظلت تحتفظ بمقعد فى الأممالمتحدة باسم جمهورية الصين حتى عام 1971 حين تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 2758 وهو القرار الذى استعادت الصين بمقتضاه مقعدها الشرعى فى المنظمة الدولية بعد أن فقدته لصالح تايوان لمدة تزيد على 21 عاماً، ومنذ ذلك التاريخ ظلت الحكومة التايوانية تتقدم بطلبات متكررة للانضمام إلى الأممالمتحدة باسم جمهورية الصين، لكن طلبها يُرفض فى كل مرة بسبب معارضة الصين العضو الدائم فى مجلس الأمن الدولى الذى يتمتع بحق النقض الفيتو مما دفعها مؤخراً إلى التقدم بطلب للحصول على عضوية الأممالمتحدة لكن تحت اسم تايوان . 4/8/2007