قال الدكتور عصام الروبى من علماء الازهر الشريف ان سور القرأن الكريم باستثناء سورة التوبة قد صُدِّرت بالبسملة، وأُلحِق بالبسملة صفتا الرحمن الرحيم وهذا دليل على أهمية الرحمة في التشريع الإسلامي مؤكداً ان الندم فى حد ذاته توبة. وأوضح الروبى خلال لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الاربعاء ان اى توبة بدون ندم هى توبة كاذبة والله عزوجل قال رحمتى وسعت كل شىء ،والرحمة مُقدَّمَة بلا منازع على كل الصفات الأخرى، وأن التعامل بالرحمة هو الأصل الذي لا ينهار أبدًا، ولا يتداعى أمام غيره من الأصول. وتابع ان سورة الفاتحة، قد افتُتِحت بالبسملة وفيها صفتا الرحمن الرحيم كبقية السور، ثم نجد فيها صفتي الرحمن الرحيم قد تكرَّرَتا في السورة ذاتها، وهذا التصدير للقرآن الكريم بهذه السورة بالذات له دلالته الواضحة وبخاصة ان الفاتحة هي السورة التي يجب على المسلم أن يقرأها في كل ركعة من ركعات صلاته كل يوم،ورحمة الله عزوجل لمن يستحقها والرسول صلى الله عليه وسلم دعا بالرحمة لعبد سكت عن السوء ولا يتكلم بالبذاءات ويتكلم بالخير بين الناس. وأشار الى ان الله عزوجل قد بعث رسول الإسلام رحمة للإنسانية ورحمة للعالمين، فقال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" وقد أوضح ذلك في شخصه وفي تعاملاته مع أصحابه وأعدائه على السواء؛ حتى إنه قال محفِّزًا ومرغِّبًا على التَّخَلُّقِ بهذا الخُلُقِ وتلك القيمة النبيلة: "لاَ يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ"وكلمة الناس لفظة عامَّة تشمل كُلَّ أَحَدٍ، دون اعتبارٍ لجنس أو دين، وفي ذلك قال العلماء: هذا عامٌّ يتناول رحمة الأطفال وغيرهم. وأردف ان الرحمة في الإسلام هى تلك القيمة الأخلاقية العملية التي تُعَبِّرُ عن تعاطف الإنسان مع أخيه الإنسان، بل هي رحمة تتجاوز الإنسان بمختلف أجناسه وأديانه إلى الحيوان والدواب والأنعام، وإلى الطير والحشرات ،والنبي صلى الله عليه وسلم قال أن امرأة دخلت النار لأنها قَسَتْ على هِرَّةٍ ولم ترحمها، فقال : "دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا؛ فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ. https://