نظم المكتب الثقافي المصري بباريس برئاسة المستشارة الثقافية الدكتورة نيفين خالد, ندوة حول الأدب والسينما المصرية في العالم العربي. وركزت الندوة بشكل خاص على تاريخ الأدب وتأثيره على السينما المصرية وتحويل الأعمال الروائية لكبار الكتاب المصريين مثل طه حسين ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس إلى أفلام سينمائية. وشارك في الندوة – التي أقيمت بمقر المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس – نخبة من النقاد وأساتذة الجامعة المتخصصين في السينما المصرية, سواء من مصر أو فرنسا, وذلك بحضور شخصيات ثقافية فرنسية وعربية من العاشقين لكلاسيكيات السينما المصرية. وقالت الدكتورة نيفين خالد – في مداخلتها خلال الندوة – إن تجسيد الرويات المصرية لأعمال سينمائية مكن مصر من لعب دور ريادي في المنطقة العربية, لاسيما عن طريق نشر الثقافة المصرية. وأكدت انه رغم إنخفاص عدد الأفلام التي يتم إنتاجها سنويا إلا أن السينما المصرية تبقى السينما المحورية في الوطن العربي. وتحدث الكاتب والمخرج المصري خالد الخميسي – خلال الندوة – عن كيفية تمثيل المرأة عند إحسان عبد القدوس ولطيفة الزيات, وتناول عملين أدبيين تحولا إلى أفلام سينمائية, وهما فيلم "أنا حرة" لإحسان عبد القدوس, و"الباب المفتوح" للطيفة الزيات وقام بعمل مقارنة بين الرؤية الروائية والسينمائية. كما تحدثت الناقدة السينمائية والأستاذة الجامعية الدكتورة مي التلمساني عن تصوير الحارة في السينما المصرية في أعمال نجيب محفوظ الروائية والسينمائية, مشيرة إلى أن نجيب محفوظ يعد أبرز الأسماء في عالم الرواية في الوطن العربي, ونال جائزة نوبل للأدب عام 1988. وتناولت التلمساني – في مداخلتها – أهم السيناريوهات التي كتبها في تاريخه مع ربطها برواياته, حيث كان المحور الرئيسي لها هو تصوير الحارة في السينما المصرية, لافتة إلى أن السينما ركزت على مخيلة جماعية وهي أن وصف "ابن البلد" منحصر على الشخص المقيم في الحارة, في الوقت الذي من الضروري أن يتسع هذا المفهوم ليشمل جميع أبناء البلد بغض النظر عن مكان سكنهم. وأضافت أن السينما المصرية قدمت أيضا من داخل منظومة الحارة فكرة "الفتوة", وقامت بربط هذه الشخصية بمراحل مختلفة من تاريخ مصر الحديثة. كما ركزت على شخصية أخرى محورية في الحارة في السينما المصرية وهي شخصية "الأفندي المثقف" الذي يعمل كموظف, وتمكنه مهنته من الخروج من الحارة, ولكنه يعود إليها. ويظهر دائما "الافندي" كشخصية مستنيرة يستعين بها أهل الحارة لفهم الأحداث التاريخية. ومن جانبها, تحدثت الدكتورة ديلفين با? – خلال مشاركتها في الندوة – عن تناول السينما المصرية لفكرة الهجرة التي تعد حلما للكثير من الشباب, إلا أنهم في بعض الأحيان يصطدمون بواقع مخالف لخيالهم. بدورها, عرضت عضو هيئة التدريس بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس الدكتورة فاتن شكرون, مقتطفات لأفلام سينمائية مأخوذة عن رويات لكبار الكتاب المصريين, مثل فيلم "الأرض" وهو إنتاج 1970 للمخرج يوسف شاهين, والكاتب عبد الرحمن الشرقاوي. وفيلم "الحرام" إنتاج 1965 للمخرج هنري بركات, والكاتب يوسف ادريس. وفيلم "بداية و نهاية" إنتاج عام 1960 للمخرج صلاح أبو سيف, عن رواية نجيب محفوظ. بالإضافة إلى فيلم "البوسطجي" إنتاج 1968 للمخرج حسين كمال, والروائي يحيي حقي. وفيلم "دعاء الكروان" إنتاج 1959 للمخرج بركات عن رواية طه حسين. وفيلم "في بيتنا رجل" إنتاج 1961 للمؤلف إحسان عبد القدوس.