تحصد صناعة الفضاء الروسية المزيد من النجاحات والأرباح حيث تحولت روسيا إلى الناقل الرئيسي لطواقم رواد الفضاء والشحنات الأخرى إلى محطة الفضاء الدولية وذلك مع تقاعد اسطول مكوك الفضاء الامريكى. غير أن هذا الأمر أخذ يثير قلق الخبراء ورواد الفضاء الروس، فهم يخشون أن تكون هذه الريادة قصيرة الأمد وأن يتباطأ التطور لاحقاً، وخاصة فيما يتعلق باستبدال المركبات الفضائية من طراز سيوز، التي تعد محور البرنامج الفضائي الروسي منذ 40 عاماً. وفي الوقت الراهن، تقوم موسكو سنوياً بتصنيع مركبتين مأهولتين من طراز سيوز، إضافة إلى أربع مركبات غير مأهولة من طراز بروغريس، المخصصة للشحن. ومن المتوقع أن يتوسع الأسطول الروسي من مركبات سيوز الفضائية ليصبح أربعة، بينما سيرتفع عدد مركبات بروغريس إلى سبعة مركبات، وذلك بدءاً من العام 2010، غير أن هذه الأنواع من المركبات الفضائية لا تستخدم إلا مرة واحدة، في حين أن مكوك الفضاء الأمريكي يمكن أن يستخدم أكثر من مرة. وقد تباطأت الحكومة الروسية في إنتاج مركبات الفضاء بهدف توفير الأموال وتوجيهها نحو صناعة جيل جديد منها، غير أن بعض الخبراء يخشون من أن زيادة الطلب على استخدام مركبات سيوز سيؤدي إلى مزيد من التباطؤ. واكد رائد الفضاء الروسي بافل فينوغرادوف، العائد مؤخراً من المحطة الدولية، إن روسيا قامت بالفعل بتقليص دورها لتصبح "سائقة تاكسي أجرة للفضاء." وحذر فينوغرادوف من أنه من دون جيل جديد من مركبات الفضاء فإن روسيا قد تتخلف عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وغيرها. وقال رائد الفضاء الروسي:"سوف يبني الأمريكيون مركبتهم الفضائية الجديدة وسنتخلف عنهم بمركباتنا القديمة التي لن يحتاجها أي شخص لاحقاً." وكانت آخر مركبة من طراز سيوز قد توجهت إلى محطة الفضاء الدولية في بداية الأسبوع الحالي، منطلقة من قاعدة بايكنور، وعلى متنها رائدا فضاء إضافة إلى سائح أمريكي، دفع مبلغاً يتراوح بين 20 إلى 25 مليون دولار للقيام بجولة سياحية في الفضاء الخارجي لمدة 13 يوماً.