بعد مرور 40عاما على حرب يونيو 1967 تواصل المجموعات اليهودية الاميركية تقديم دعمها الثابت والقوي (لاسرائيل) رغم انقسامها بشأن افضل الطرق لحل النزاع مع الفلسطينيين. ففي يونيو 1967 وجدت الدولة العبرية نفسها وقد كسبت اراضي عربية بعد حرب خاطفة على جاراتها العربية وتفاجأ اليهود الاميركيون بنتيجة تلك الحرب تماما كما تفاجأت اية جهة اخرى حسب المحللة تمارا ويتس. وقبل عام 1967كانت تعتبر (اسرائيل) "موطنا للاجئين من الحرب في اوروبا وبلدا ضعيفا مليئا باللاجئين المحتاجين للمساعدات من اخوانهم الاميركيين"، حسب ويتس، الباحثة في معهد بروكينجز. وقالت ان الحرب "غيرت مفهومهم عن اسرائيل والدور الذي يجب ان تلعبه في حياتهم وهويتهم اليهودية" مضيفة انه بعد الحرب فان اللغة المستخدمة للحديث عن (اسرائيل) تغيرت تماما. اما ديفيد هاريس مدير جمعية يهود اميركا، فرأى ان الحرب كان لها تأثير كبير على الجالية اليهودية "فقد كانت حدثا تاريخيا مهما بالنسبة لهوية واعتزاز وثقة العديد من اليهود الاميركيين بانفسهم". وتعمل منظمات تمثل نحو ستة ملايين يهودي اميركي على الابقاء على العلاقات مع (اسرائيل) ومن بين اقواها لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (ايباك) التي انشئت قبل 50عاما للضغط على الكونغرس الاميركي لمصلحة (اسرائيل). وتعد ايباك جماعة ضغط تمارس نفس النوع من الضغوط على السياسة الاميركية الذي تمارسه المنظمات المناهضة لامتلاك الاميركيين للاسلحة والمنظمات الكوبية المناهضة للرئيس الكوبي فيدل كاسترو. وقد واصلت ايباك دعمها المستمر للحكومة الاسرائيلية وتعمل على ضمان التأييد الاميركي المطلق للسياسة الاسرائيلية. وتضم ايباك 100الف عضو واستضافت مئات من اعضاء الكونجرس الاميركي اضافة الى نائب الرئيس ديك تشيني في مؤتمرها السنوي الاخير وتقول انها تدفع الكونجرس الى تبني مئات الاجراءات كل عام. الا ان الدعم غير المشروط الذي تقدمه هذه المجموعة (لاسرائيل) اثار انتقادات بعض الاوساط وتقول المجموعات التي تفضل التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين عن طريق التفاوض انها بدأت تجد مزيدا من الدعم للتوصل الى حل دبلوماسي. ويقول ام جاي روزنبرج الخبير الاسرائيلي انه "مع تورط الولاياتالمتحدة في العراق (...) فاننا نجد استجابة للطرح بان التحرك نحو التفاوض على الجبهة الاسرائيلية الفلسطينية سيساعد على تهدئة التوترات في المنطقة". واضاف روزنبرج مدير منتدى السياسة الاسرائيلي الذي مقره واشنطن "انها حرب ستة ايام اضافة الى 40عاما. انها حرب لم تنته ابدا". واضاف "بعد 40عاما من الاحتلال بدأ الناس يفهمون ان احتلال الضفة الغربية الذي كان من اهم نتائج حرب الايام الستة كان كارثة على اسرائيل". وتشكل منتدى السياسة الاسرائيلي عام 1993ويعمل مؤخرا على الضغط على الكونجرس لتخفيف الاجراءات التي فرضت على السلطة الفلسطينية بعد فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات التي جرت عام 2006. وقال روزنبرج "اعتقد ان الجالية اليهودية الاميركية ليبرالية. ومع انهم يهتمون باسرائيل الا انهم كذلك يهتمون بالولاياتالمتحدة (...) وتظهر الاستطلاعات ان اليهود يؤيدون الحل القائم على دولتين". واوضح هاريس "اعتقد ان معظم اليهود الاميركيين هم في المنطقة الوسطى بين التيار اليميني الذي يدعو الى التمسك بالاراضي والتيار اليساري الذي يدعو الى السلام، حيث انهم يفضلون التوصل الى تسوية تؤدي الى احلال السلام". واضاف "اليسار يقول (يجب ان نبحث مسالة السلام) (...) بينما يقول اليمين (هل جننتم؟ انظروا الى ما يحدث في غزة ولبنان) (...) بينما يحاول الوسط جاهدا خلق توازن بين هذين التيارين". الا ان الخبراء يشككون في قدرة هذه المجموعات على التاثير على السياسة الخارجية الاميركية. وبحسب جاستن فيسي خبير السياسة الاميركية في جامعة باريس فان العلاقات القوية التي تربط (اسرائيل) بالولاياتالمتحدة هي نتيجة العديد من العوامل وليس فقط القوة التي تتمتع بها ايباك.