تمكن فريق بحثي من علماء المركز القومي للبحوث من استخراج علاج للسرطان من سم الكوبرا المصرية عن طريق فصل بروتين مضاد للخلايا السرطانية من سم الكوبرا. وقد أجرى هذا البحث كل من د.عمرو الحكيم- د.أميرة جمال الدين- د.ياسر شاهين- د.نهلة منصور- د.أحمد وهبي- د.أميرة أبوالعلا الباحثون بقسم البيولوجيا الجزيئية شعبة بحوث الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي بالمركز القومي للبحوث. واوضح البحث الذي قدمه علماء المركز أن الطبيعة زودت الثعابين بالسموم كأسلحة فتّاكة حيث تقوم باستخدامها لصيد الفريسة وللدفاع عن نفسها ضد الحيوانات المفترسة بما في ذلك الانسان وهذه السموم عبارة عن مجموعة غنية من المركبات الحيوية النشطة والتي تؤثر بشكل أساسي على الأنظمة الحيوية للفريسة أو الضحية. وقد تم استخدام هذه السموم كأدوات لتطوير العقاقير نظراً لخصوصيتها العالية. وتعتبر سموم الثعابين سلاح ذو حديْن حيث انها ذات سمية عالية جدا للضحايا، ولكن يمكن ان يتم ترويض سُميتها إلى بروتينات فسيولوجية يمكن إستخدامها في علاج بعض الحالات المرضية التي لا تستجيب للعلاجات المتاحة حالياً، علاوةً على ذلك فإن سمومَ الثعابين تُستخدم أيضاً على نطاق واسع بجرعات مناسبة ومتتابعة كمحفز مناعى لإنتاج مضادات السموم لإنقاذ ضحايا لدغ الثعبان. ومن هنا جاءت فكرة البحث حيث ركزت الدراسة التي أخراها الفريق البحثي بقسم البيولوجيا الجزيئية بالمركز القومي للبحوث على إستكشاف المزيد من المركبات النشطة بيولوجيا ذات الفائدة الطبية والدوائية من سموم الثعابين المصرية، ودراسة دورها فى عملية التسمم بلدغ الثعبان والتحقق من إمكانية إستخدامها كعلاجات. وفي هذه الدراسة تم فصل وتعريف بروتين مسبب لتسمم الخلايا -شبيه لمسبب التسمم العصبي- من سم الكوبرا المصرية ودوره في موت الخلايا، وقد تم فصل تنقية هذا البروتين بإستخدام الفصل الكروماتوجرافي المعتمد على تبادل الأيونات ثم المعتمد على الترشيح، وقد تمت دراسة خواص هذا البروتين باستخدام الفصل الكهربي للبروتينات ومعرفة تتابع الأحماض الأمينية وكذلك باستخدام كتلة الطيف له. وقد تم أيضا دراسة دور السم الخام للكوبرا المصرية وللبروتينات المفصوله منه في تأثيرها المضاد للأورام باستخدام خلايا سرطانية من الإنسان، وقد تم كذلك دراسة الأحداث الجزيئية لموت الخلايا السرطانية باستخدام هذا البروتين المفصول. ويأمل الباحثون في ان يفتح هذا الاكتشاف الى المساهمة في مكافحة الامراض السرطانية المختلفة وذلك بعد استكمال الدراسات العلمية المعملية المختلفة على حيوانات التجارب لاثبات فعالية هذا البروتين في هذا المجال.