ان زيارة الرئيس حسني مبارك الحالية لفرنسا تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان قد أكد عشية انتخابات الرئاسة الفرنسية أنه سيحرص إذا وصل إلي قصر الاليزيه علي الاستماع لنصائح وتقييمات الرئيس مبارك ازاء أبرز القضايا المطروحة علي الساحة في منطقة الشرق الأوسط وأنه لن يتحرك في الشرق الأوسط إلا بعد التشاور والتنسيق مع الرئيس مبارك. قال السفير عواد في تصريحات صحفية بباريس ان قمة مبارك - ساركوزي تناولت التشاور حول العديد من المسائل الاقليمية والقضايا الحالية في الشرق الأوسط.. مشيرا إلي أهمية هذه القمة في ضوء كون فرنسا من الدول المهتمة بالشرق الأوسط وإحدي الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي فضلا عن كونها عضوا دائما في مجلس الأمن. أضاف أن فرنسا تولي اهتماما خاصة باثنتين من قضايا المنطقة الهامة أولهما الوضع في لبنان في ضوء العلاقة التاريخية بين فرنسا ولبنان علاوة علي قضية دارفور بالنظر إلي اهتمام وزير الخارجية الفرنسي الجديد برنار كوشنير بالموضوعات ذات الطابع الإنساني حيث سيتم التشاور حول سبل احتواء تداعيات ما يحدث في دارفور علي دولة تشاد التي ترتبط فرنسا معها بعلاقات قوية. قال السفير سليمان عواد انه برغم اهتمام مصر بالأوضاع في الشرق الأوسط وما يشهده من أزمات إلا ان الاهتمام الأكبر لمصر يظل هو للقضية الفلسطينية. أضاف ان الرئيس مبارك أكد خلال محادثات القمة مع الرئيس ساركوزي ان المفتاح لحل مشكلات وأزمات الشرق الأوسط يبدأ بالتناول النزيه والجاد من جانب المجتمع الدولي بالتعاون مع الشركاء الاقليميين للتوصل إلي سلام عادل للقضية الفلسطينية وحلول سريعة تنهي معاناة الشعب الفلسطيني. الملفات الإقليمية والدولية قال السفير عواد ان الرئيس ناقش الملفات الاقليمية وأهمها عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع علي الساحتين اللبنانية والعراقية وأمن الخليج اتصالا بتصاعد المواجهة بين الغرب وإيران حول الملف النووي الإيراني والوضع في دارفور والوضع في الصومال وفي افريقيا بصفة عامة. وبعيدا عن القضايا الاقليمية علي الساحتين العربية والافريقية تم استعراض اقتراح من الرئيس ساركوزي بإنشاء اتحاد متوسطي والتعرف علي رأي وتقدير الرئيس مبارك لهذا الاقتراح وسبل المضي في خطواته. أشار إلي أن الاليزيه مع الخارجية الفرنسية يعكفان علي دراسة هذا الاقتراح الذي طرحه الرئيس ساركوزي خلال حملته الانتخابية. قال المتحدث الرسمي ان مصر مع أي إطار وان الرئيس مبارك أكد ان مصر مع أي اطار للتعاون المتوسطي يأخذ في الاعتبار احتياجات وأولويات دول حوض المتوسط وان مصر مع أي اطار يمثل ضافة جادة وهامة ومفيدة لأطر التعاون المتوسطي والأورومتوسطي الموجودة حاليا مشيرا إلي ان مصر مع بلورة هذا المقترح بإنشاء اتحاد متوسطي لدول حوض البحر المتوسط شمال الحوض في أوروبا وجنوب الحوض في شمال افريقيا واسيا الصغري علي الا يكون هذا الاتحاد بديلا للأطر الحالية الموجودة مثل المنتدي المتوسطي وعملية برشلونة التي اطلقت عام 1995 وتضمنت ثلاثة مسارات هي: المسار السياسي: الذي تعثر مع جمود وتعثر عملية السلام في الشرق الأوسط كما تشمل عملية برشلونة المسار الاقتصادي: الذي نفذ في إطار اتفاقات للمساعدات الاقتصادية والمالية وفي إطار هذا المسار الاقتصادي وتم إبرام اتفاقات المشاركة مع دول الاتحاد الأوروبي ومنها الاتفاق لمشاركة المصرية الأوروبية. كما أبرمت في إطار هذا المسار الاقتصادي خطط العمل في إطار سياسة الجوار الأوروبي الجديد وهي تطوير لاتفاقات المشاركة. وقال إنه بالنسبة للمسار الثقافي: فإنه تم إنشاء مؤسسة "انا لند" لحوار الثقافات والحضارات والتي استضافتها مكتبة الإسكندرية وتم التوصل إلي العديد من المشروعات للتعاون بين الجامعات مثل شبكة الجامعات الأورومتوسطية. وأشار السفير عواد إلي ان عملية برشلونة تم إطلاقها عام 95 ولا يجب أن تذهب هباء وإنما يأتي الاتحاد المتوسطي بعد بلورة هذه الفكرة ليضيف إلي الأطر القائمة بالتعاون المتوسطي والأورومتوسطي. العلاقات الثنائية : وأكد السفير سليمان عواد أن العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا وسبل تعميقها في المجالات المختلفة شغلت مكاناً هاماً في محادثات القمة المصرية الفرنسية. ووصف السفير عواد هذه العلاقات الثنائية بأنها علاقات متشعبة وتشهد تعاوناً وثيقاً.. وقال المتحدث ان زيارة الرئيس تؤكد استمرار العلاقات المصرية الفرنسية الراسخة قبل وخلال وبعد فترة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. وأوضح ان العلاقات الثنائية تشمل التعاون في مجال التجارة حيث ان فرنسا شريك تجاري هام لمصر وقد شهدت السنوات الأخيرة طفرة في حجم الصادرات المصرية لفرنسا.. وكذلك مجال الاستثمار حيث تعد فرنسا ثالث أكبر مستثمر أوروبي مباشر في مصر بعد بريطانيا وهولندا. وأشار إلي أن الرئيس مبارك أوفد وزيري التجارة والصناعة والاستثمار إلي فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية للالتقاء بالمسئولين الفرنسيين المعنيين تمهيداً لزيارة الرئيس اليوم وذلك للحفاظ علي زخم هذا التعاون ودفعه إلي الأمام.. وأشار عواد كذلك إلي تزايد التعاون في مجال السياحة حيث وصل عدد السائحين الفرنسيين الآن لحوالي 350 ألف سائح سنوياً إلي مصر. وأضاف أن هناك تعاوناً علمياً وتكنولوجيا بين مصر وفرنسا.. وهناك جامعة فرنسية في القاهرة. ورداً علي سؤال حول اللقاءات التي عقدها الرئيس مبارك أمس الأول في شرم الشيخ في إطار حركة مصر النشطة لدفع جهود إحياء عملية السلام.. قال المتحدث إنه من الطبيعي أن يتم خلال القمة المصرية الفرنسية عند التطرق لمسائل الوضع الإقليمي تناول هذه اللقاءات التي عقدها الرئيس مبارك سواء مع ولي العهد السعودي أو وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين ورئيس الحكومة الفلسطينية. وأعرب المتحدث عن اعتقاده بأن الرئيس ساركوزي سيكون حريصاً من جانبه علي الاستماع للموقف المصري وتقديرات الرئيس مبارك.. كما نتوقع أن يتحدث حول التحرك الفرنسي إزاء الوضع في لبنان ومؤتمر "سان كلو" وزيارة وزير الخارجية الفرنسي لبيروت وزيارة المبعوث الفرنسي الخاص كوسران لكل من بيروت ودمشق. وحول اللقاء الذي يعقده الرئيس مبارك اليوم مع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسو فيون أوضح المتحدث ان اللقاء يتم بطلب من رئيس الوزراء الفرنسي الذي سيقيم مأدبة غداء تكريماً للرئيس مبارك.. وسيتم التطرق خلالها للعلاقات الثنائية المصرية الفرنسية بتفاصيلها المختلفة.