قال فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة- مفتي الجمهورية إن هناك "إجماعًا" بين طوائف الشعب المصري على عدم الخروج عن هويتنا الإسلامية الحضارية واعتبار "المواطنة" المعيار والمحدد الأساسي لعلاقة الشعب ببعضه. وطالب الدكتور على جمعة جميعَ التيارات والأطياف بالاجتماع على قاعدة أساسية من "المشترك الوطني المصري الحضاري" المترسخ في وجدان الشعب المصري وعقله، والذي توافقت عليه القوى السياسية والمجتمعية ومؤسسات الأمة المصرية وشباب الصحوة المصرية عبر المرحلة الراهنة. جاء ذلك خلال لقاء فضيلته السبت وفدًا من علماء تركيا برئاسة الدكتور مصطفى أوزجان في مكتبه بدار الإفتاء . ولفت فضيلته إلى أنه يجب أن يكون حب مصر قاسمًا مشتركًا بين جميع الأحزاب السياسية العاملة، وأن يترجم الانتماء الحقيقي لهذا الوطن إلى أفعال للصالح العام وليس لمصالح حزبية ضيقة، مؤكدًا أن دائرة الاتفاق أكبر بكثير من دائرة الاختلاف، لذا علينا التركيز على ما يجمعنا وليس ما يفرقنا. وطالب مفتي الجمهورية الجميع بالكف عن إثارة القضايا السطحية التي لا طائل ولا منفعة للوطن من ورائها، وأن نبدأ فورًا في مناقشات موضوعية حول القضايا الجوهرية الأكثر نفعًا للوطن والتي تحافظ على مكتسبات الثورة المصرية، وترتقي بالمجتمع المصري، وتُسهم في النهوض بالأمة في جميع المجالات. وأضاف مفتي الجمهورية أن مصر مليئة بالخيرات والخبرات التي سوف تسهم بإذن الله وبقوة في بناء مصر في عهدها الجديد، محذرًا من أنه لا يزال أمام أبنائها المخلصين العديد من المشكلات والتحديات الكبرى التي لن تجدي معها الشعارات الرنانة والتي لم تعد تصلح في مصر الآن. كما بحث مفتي الجمهورية والوفد التركي سبل دعم التعاون بين دار الإفتاء المصرية والمؤسسات الإسلامية التركية، ونقل الخبرات المؤسسية والعالمية لدار الإفتاء المصرية إلى المؤسسات الدينية التركية. ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى أوزجان مساندة الشعب التركي الكاملة للشعب المصري، معربا عن تقديره لدور دار الإفتاء المصرية وما تقدمه لخدمة الدعوة الإسلامية في جميع بلاد العالم باعتبارها أهم المرجعيات الإفتائية الكبرى للمسلمين في العالم، ودعمها الكامل للفكر الوسطي السمح الذي يدعو إلى التطبيق العملي للتعايش السلمي ونشر المحبة والسلام بين البشر.