أكد محمد عمرو وزيرالخارجية الثلاثاء أهمية تضامن جهود المجتمع الدولي في التعامل مع ظاهرة الهجرة التي أصبحت تشكل قاسما مشتركا في جدول أعمال العديد من المحافل الدولية والإقليمية وذلك من خلال منظور شامل متكامل يأخذ في الاعتبار مختلف الإبعاد الإنسانية والاقتصادية بالإضافة إلى البعد الامنى. جاء ذلك خلال كلمته فى الاحتفالية الخاصة بانتهاء المشروعات المنفذة بمصر في إطار المبادرة المشتركة للهجرة والتنمية . وأشارعمرو إلى أنه من أبرزالمحددات التي تحكم الموقف المصري التأكيد على أهمية البعد التنموي في ظاهرة الهجرة، وهو بعد طالما نادت به مصروركزت عليه المبادرة المشتركة التى طالبت بعدم اختزال هذا البعد في تحويلات المهاجرين بحيث يشمل عناصرهامة أخرى مثل بناء القدرات المؤسسية والتأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات. وأضاف عمرو أن المشروعات المنفذة في مصر تركز على دعم القدرات وتبادل الخبرات والمهارات في عدد من المجالات الاقتصادية المتنوعة ذات الأهمية كتعزيز مشاركة المرأة المصرية في الاقتصاد المحلى ونقل الخبرات الفنية في قطاع الثروة السمكية وتربية الأحياء المائية فضلا عن بناء قدرات المنظمات غير الحكومية المحلية لزيادة استدامة مشروعاتها التنموية وتعبئة الموارد المحلية لهذا الغرض. وأكد عمرو حرص مصرعلى تعزيز التعاون بين جنوب وشمال المتوسط بما يحقق المنفعة المتبادلة للطرفين في مختلف المجالات خاصة تلك المرتبطة بالأبعاد التنموية للهجرة في سبيل الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح عمرو في كلمته أن مصرتدعم مختلف المبادرات والجهود البناءة لتعزيز التعاون بين الدول على مختلف المستويات الإقليمية والدولية والثنائية في التعامل مع كل مكونات ظاهرة الهجرة بما يحقق الأهداف المشتركة والمنفعة المتبادلة لكل الأطراف المعنية وأن مصر تؤمن بان الهجرة تمثل مصدراً للإثراء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في للدول المصدرة والمستقبلة. وفى هذا السياق ،تولى مصر اهتماماً خاصاً بدعم دور الجاليات المصرية في الخارج لاسيما في أعقاب ثورة 25 يناير ليس فقط من خلال تفعيل دورهم البناء في تنمية الوطن حيث يشكلون قوة دفع هامة في هذا الصدد، وإنما أيضا من خلال تعميق الروابط بينهم وبين وطنهم والذي انعكس في مشاركتهم لأول مرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة ومشاركتهم المتوقعة بالانتخابات الرئاسية المقبلة إلى جانب العمل على إنشاء صندوق لرعاية المصريين في الخارج بما يتيح تقديم الرعاية القانونية والاجتماعية للمصريين في الخارج بالعديد من المجالات. وأضاف عمرو أن مصر رحبت بالمشاركة في هذه المبادرة منذ إطلاقها في عام 2009 بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة وعدد من وكالاتها المتخصصة ومنظمة الهجرة الدولية والاتحاد الاوروبى. وقد أسهمت وزارة الخارجية بالتنسيق مع الوزارات المصرية المعنية في الجهود الرامية إلى إخراج مشروعات المبادرة في مصر بما يتوافق مع الأولويات والتشريعات الوطنية ولعل مشاركتها في تنظيم هذه الاحتفالية مع الأممالمتحدة خير تعبير عن ذلك. وأشاد عمرو بالنقاش حول " الهجرة والتنمية عقب الثورة " واعتبر ذلك فرصة لتبادل الآراء وطرح الأفكاروالاقتراحات والتوصيات التي من شانها تعظيم الاستفادة من الربط بين الهجرة والتنمية وتفعيل دورالمصريين في الخارج خاصة عقب ثورة كان فيها العامل البشرى هو قوة الدفع من خلال دعواه لإعلاء قيم إنسانية عالمية تنادى بالحياة والحرية والعدالة الاجتماعية. وأعرب عن ثقته بان احتفالية اليوم تمثل فرصة لإلقاء نظرة على ما تم انجازه في إطار المبادرة في الفترة الماضية وتقييم الدروس المستفادة منها إيجابا وسلباً وكذلك لطرح أفكار جديدة وأفاق أوسع لما يمكن للمجتمع الدولي تحقيقه من خلال التعاون في مجال الهجرة والتنمية خلال الفترة القادمة عبر توفير فرص افضل وأكثر فاعلية لاستثمار العنصر التنموي للهجرة وضمان حقوق المهاجرين، بما يستجيب لتطلعات مجتمعاتنا. وتجدرالإشارة إلى مشاركة مصر في مختلف الأنشطة بما في ذلك مجال الهجرة وذلك في إطارعملية برشلونة للمشاركة الاورومتوسطية منذ إطلاقها عام 1995 وما تلاها من اتحاد من أجل المتوسط وتعزيز جهود منظمات المجتمع المدني الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المصري.