أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أجرت بنجاح اختبار إطلاق صاروخ جديد عابر للقارات ذاتي الدفع يمكنه حمل عدة رؤوس حربية ومصمم بحيث يستطيع التغلب على أنظمة الدفاع ضد الصواريخ. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إن الصاروخ آر.إس 24 أطلق من منصة متحركة لإطلاق الصواريخ في الساعة 1020 بتوقيت جرينتش من موقع بليستسك لإطلاق الصواريخ الذي يقع على بعد 800 كيلومتر شمال موسكو. وبعدها بأقل من ساعة قالت قيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية إن الصاروخ أصاب أهدافه في موقع كورا الاختباري في شبه جزيرة كامتشاتكا التي يسكنها عدد قليل من السكان في أقصى الشرق إلى الشمال من اليابان. وذكرت قيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية في بيان أن "الصاروخ آر.إس 24 العابر للقارات ذاتي الدفع سيعزز القدرة العسكرية لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية لتتغلب على أنظمة الدفاع ضد الصواريخ ومن ثم تعزيز قوة الردع النووية للقوات النووية الاستراتيجية لروسيا." وقال خبراء عسكريون روس إن إطلاق الصاروخ الجديد يشكل جزءا من "الرد الفعال للغاية" الذي هدد به الرئيس فلاديمير بوتين إزاء درع للدفاع الصاروخي تعتزم واشنطن بناءه في أوروبا لرصد الصواريخ المعادية وإسقاطها. وأبلغ الكولونيل جنرال فيكتور ييسين محطة تلفزيون توداي الروسية الرسمية "إنه قادر على التغلب على أي أنظمة دفاع صاروخية يمكن أن تطورها بلدان أجنبية." وأثارت الخطط الأميركية انزعاج موسكو وأدت إلى توتر العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وتقول روسيا إن الدرع يشكل تهديدا لأمنها بينما تنتقد واشنطن تلك المخاوف قائلة إن الدرع يستهدف التصدي "للدول المارقة". وصعد بوتين من هجومه على الدرع امس قائلا إن من شأن بنائه في أوروبا أن يحول القارة إلى "برميل بارود" وقال بوتين لرئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس اثناء استقباله في الكرملين "نحن نرى ان تحويل اوروبا الى برميل بارود وملأها بأسلحة جديدة أمر خطير وضار." وأضاف متحدثا الى سوكراتيس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في أول يوليو "إنه أمر ينشئ أخطارا جديدة ولا ضرورة لها بالنسبة لنظام العلاقات الدولية والاوروبية بأكمله." وقال النائب الأول لرئيس الوزراء سيرجي إيفانوف إن إقدام جيران روسيا في الشرق والجنوب على نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى الآن يشكل "تهديدا حقيقيا". وأبلغ إيفانوف لجنة عسكرية صناعية في مدينة زنامينسك الجنوبية إن "المعاهدة السوفيتية الأميركية (بشأن القوات النووية المتوسطة) ليست فعالة لأنه منذ (توقيعها) يبدو أن عشرات البلدان أصبحت تملك تلك الصواريخ بينما لا يسمح لروسياوالولاياتالمتحدة بامتلاكها. "في هذه الظروف من الضرورة بمكان تزويد قواتنا بأسلحة حديثة بالغة الدقة." ويعتبر كثيرون أن إيفانوف وهو وزير دفاع سابق وأحد المتشددين البارزين من الساسة الروس الشخصية الأوفر حظا لخلافة الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات في مارس القادم على الرغم من أنه لم يعلن حتى الآن ما إذا كان سيرشح نفسه. ويمكن تزويد الصاروخ آر.إس 24 الجديد الذي اختبر امس بما يصل إلى عشرة رؤوس حربية مختلفة ومن المقرر أن يحل محل الجيل الأسبق من الصواريخ العابرة للقارات مثل آر.إس 18 وآر.إس 20. ويأتي تطويره في إطار توجه لإعادة تجهيز الجيش الروسي بالأسلحة الحديثة واستبدال المعدات التي تعود لأيام الحرب الباردة. ومن الصعب اعتراض الصواريخ التي تحمل عدة رؤوس حربية مختلفة وتدميرها تماما بمجرد إطلاقها وهو ما يجعل الدفاعات ضدها أكثر صعوبة.