تلتقى فى الوقت الراهن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية فى خلال زيارتها الحالية للمنطقة بهدف التحضير للمؤتمر الدولى للسلام الذى تستضيفه الولاياتالمتحدةالامريكية الشهر المقبل . ومن المقرر أن يطرح عباس على رايس موضوعين أساسيين : أولهما ضرورة التزام اسرائيل بكل ما تعهدت به فيما يتعلق بازالة الحواجز واطلاق سراح معتقلين ووقف الاستيطان ووقف بناء الجدار ... والموضوع الثانى يتعلق بقضايا الوضع الدائم وان يكون لدى اسرائيل الاستعداد للحوار حول هذه القضايا وايجاد حلول لها . كانت رايس قد استبعدت حدوث انفراجة كبيرة فى المنطقة خلال زيارتها الراهنة للمنطقة حيث تبدأ جولة دبلوماسية جديدة بهدف التحضير لمؤتمر السلام . ودعت رايس إسرائيل إلى عدم مصادرة مزيد من الأراضي الفلسطينية في محيط القدس قائلة إن هذا الإجراء يؤدي إلى فقدان وتقويض الثقة بين الطرفين قبيل مؤتمر السلام . وذكرت وزيرة الخارجية أنها ستقوم بجولات مكوكية بين إسرائيل والضفة الغربية خلال الأيام الثلاث المقبلة لمساعدة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني "في تضييق هوة الاختلافات القائمة بشأن طبيعة الوثيقة." وكان فريقا التفاوض الفلسطيني والاسرائيلي قد بدأ لقاءات لصياغة وثيقة مشتركة تعالج "القضايا المحورية" للاجتماع الدولي المتوقع عقده في أواخر الشهر المقبل في انابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية. من ناحية أخرى ، شدد إيلي يشاي رئيس حزب شاس ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال لقائه كونداليزا رايس على رفضه المطلق للتفاوض حول القدسالشرقية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ، حيث خيم على اللقاء بينهما جو من التوتر الذى أوضح مدى عمق الخلاف بين أقطاب الحكومة الإسرائيلية المؤيدين للمفاوضات مع الفلسطينيين والمعارضين لهذه المفاوضات. وبدا في الأسابيع الأخيرة أن هناك تأييدا متزايدا في أوساط الوزراء الإسرائيليين لتسوية في القدس لكن هذه التسوية انحصرت في استعداد للانسحاب من الأحياء العربية المحيطة بالقدس وليس من منطقة البلدة القديمة ومحيطها. وزعم إيلي يشاي رئيس حزب شاس ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء اجتماعه مع رايس إنه رجل سلام ويتوق للسلام وقال أنه إنتظر وقتا طويلا جدا من أجل التوصل إلى مفاوضات حقيقية . وأضاف أن الزعيم الروحي لحركة شاس الحاخام عوفاديا يوسف "نشر قبل 30 عاما فتوى شجاعة وتعتبر سابقة اشتملت على معادلة أرض مقابل سلام مع تنازلات حقيقية بالنسبة لإسرائيل لكن هذه التنازلات يجب أن تتم عندما يكون هناك شريك حقيقي مع قدرة على السيطرة على شعبه وهذا ليس الوضع في حالة محمود عباس". واستطرد يشاي قائلا "اليوم هذه سلطة فلسطينية ذات رأسين..ويستحيل صنع سلام فقط مع حوالي 40% من الشعب الفلسطيني ويتوجب تعزيز حقيقي لمحمود عباس وليس صوريا وفقط مؤتمر اقتصادي بإمكانه تقوية محمود عباس". وقال يشاي إنه يتوجب مواصلة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بعد مؤتمر أنابوليس وهدد إنه "إذا خرج الجانبان من هناك مع وثيقة موقعة واتفاق فإن من شأن ذلك أن يزعزع وينهي أيام الحكومة الإسرائيلية". من جانبها رفضت رايس أقوال يشاي حول مؤتمر اقتصادي وقالت "إننا موجودون في مرحلة مصيرية من تطبيق رؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش من أجل إنشاء منطقة هادئة هنا" واضاف "لدينا أيضا رؤية لدولة يهودية وديمقراطية في إسرائيل والرئيس بوش هو صديق حقيقي لإسرائيل وخصوصا في الفترات الصعبة ولدينا أعداء مشتركين". وتابعت رايس "لقد اقتنعت بأن الفلسطينيين يحتاجون إلى دولة مستقلة وفي المؤتمر الذي سيعقد في أنابوليس سيتحدثون عن قضايا الحل الدائم لكن المفاوضات ستجري بصورة مباشرة والمجتمع الدولي لن يكون بديلا لمفاوضات حقيقية" وأردفت "لقد وصلنا إلى زمن الحسم وأنا أعد بأن لا تكون لإسرائيل أية مفاجآت في المؤتمر".