تأكيدا على اهمية الدور المصرى فى عملية السلام استقبل الرئيس حسني مبارك بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة اليوم، وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التى وصلت القاهرة،لحشد الدعم المصري لمؤتمر السلام المقررعقده في ميرلاند بالولاياتالمتحدة في أواخر نوفمبر المقبل،وذلك في إطار جولتها الحالية بالمنطقة للإعداد لهذا المؤتمر الذى دعت اليه الولاياتالمتحدةالامريكية لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط. خلال اللقاء تم بحث الجهود الأمريكية التى تسعى الى نجاح اجتماع السلام، كما أطلعت رايس الرئيس مبارك على نتائج مباحثاتها ولقاءاتها مع المسئولين الفلسطينيين و الأسرائيليين فى الأراضى الفلسطينية واسرائيل. وتأتى جولة رايس لمصر فى إطار جولة لها بالمنطقة شملت اسرائيل وفلسطين حيث التقت بكل من إيهود أولمرت رئيس وزراء اسرائيل والرئيس الفلسطينى محمود عباس بهدف الإعداد لإجتماع السلام فى الشرق الأوسط . أحمد أبوالغيط وزير الخارجية شددخلال المؤتمر الصحفى الذى عقده عقب لقائه برايس ان من الافضل تأجيل المؤتمرالذى اقترحه الرئيس بوش بدلاً من عقده دون احراز تقدم واضح بين اسرائيل والفلسطينيين. وشدد ابو الغيط على ضرورة وضع خطة زمنية لمفاوضات السلام أولاً، مؤكداً أن العرب تعلموا الدرس من مؤتمر السلام فى مدريد 1991 حيث اعلنت اسرائيل وقتها أن المفاوضات ستنتهى فى غضون عشر سنوات. وكان أحمد أبوالغيط قد وصف زيارة رايس لمصر بأنها مهمة، حيث اعتبرها جزءا فاعلا في خطة التحرك الأمريكي لإنجاح ذلك المؤتمر، والتي تعتمد في جوهرها علي حث الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي علي الاتفاق علي وثيقة مشتركة تحدد الخطوط العريضة لاتفاق السلام بينهما. واضاف وزير الخارجية ان لقاءات رايس مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى في الايام الماضية واطلاعها على رؤية كل منهما وتقييمه للحوارات الدائرة بينهما سوف تشير الى امكانيات نجاح المسعى الامريكي من عدمه. وأختتم ابوالغيط تصريحاته بالاشارة الى اعتزامه توجيه الشكر الى رايس لقيامها بتوجيه رسالة مشتركة وقعتها مع وزير الدفاع الامريكي جيتس الى الكونجرس الامريكي للتأكيد على رفض الادارة وضع مشروطيات مقترحة من جانب الكونجرس للموافقة على المساعدات الامريكية لمصر ومشيرا الى ان مصر تعلم تماما وجود دوائر ذات ارتباط اسرائيلى تحاول الدس لها لدى الجانب الامريكي وانه كلف سفير مصر في تل ابيب بنقل احتجاج مصر وعدم رضاها عن هذه التصرفات . أبوالغيط أشار فى تصريحاته الى أن هناك رغبة عربية ملحة في نجاح المبادرة الأمريكية،ولكن يجب مراعاة عدد من النقاط التي تؤدي إلي هذا النجاح،وهي: الاتفاق علي تحقيق تسوية نهائية في إطار زمني محدد. وأن تكون قرارات كل من مجلس الأمن، والأممالمتحدة، ومبادئ مؤتمر السلام، ومبادرة السلام العربية هي مرجعية مؤتمر السلام. والاتفاق علي آلية متابعة للتحقق من قيام الأطراف بتنفيذ تعهداتها. وأكد أهمية دور الأممالمتحدة في تسوية النزاع. وأن يكون الاجتماع الدولي بمشاركة سوريا ولبنان،وأن تشمل المفاوضات كل المسارات. الموقف المصرى من المؤتمر أبوالغيط لفت النظر إلي الموقف المصرى من الإجتماع مؤكداً أن مصر ترحب بذلك الاجتماع، بوصفه نافذة تحرك مهمة يتم بواسطتها تتويج الجهود الدائرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بصدور وثيقة تحدد المعالم الأساسية للسلام الدائم بينهما. وأكد أبو الغيط أيضاً أن مصر تتمسك بالموقف العربي الذي اتفق عليه وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم بنيويورك يوم23 سبتمبر الماضي،وطرحوه في ورقة خاصة بهذا الشأن، تتضمن ثوابت الموقف العربي، مشيرا إلي أن الطرح المصري له إسهاماته في تشكيل المواقف،وإلي أن هناك اتصالات مستمرة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وقال:ان مصر تأمل في قيام إسرائيل بإبداء الجدية لتأمين عقد اجتماع ناجح يطلق عملية السلام. أبو الغيط أوضح أن الرؤية المصرية للمؤتمر تقوم بشكل أساسي علي احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مع البناء علي التفاهمات التي سبق التوصل إليها بين الجانبين في طابا، إنطلاقا من الورقة المعروفة بمعايير كلينتون،لتي حددت بشكل كبير الخيارات المطروحة للحل في موضوعات التسوية النهائية. وأشار أبو الغيط إلي أن الموقف العربي يؤكد أنه ينبغي علي الجانب الإسرائيلي في إطار العمل علي نجاح المؤتمر أن يقوم بعدد من الإجراءات،منها تجميد النشاط الاستيطاني، وإزالة البؤر الاستيطانية، وتجميد العمل في الجدار العازل،وإزالة نقاط التفتيش، وتخفيف العبء عن الشعب الفلسطيني. وحول بحث المسار السوري في المؤتمر، أوضح أبو الغيط أن الولاياتالمتحدة أكدت خلال الاجتماع الرباعي الدولي مع مجموعة الاتصال العربية، أنها تتبني الدعوة إلي تسوية شاملة للنزاع علي مختلف المسارات، وأنها ترغب في التركيز علي المسار الفلسطيني كمقدمة للسلام الشامل،وأنها مصممة علي تناول جميع المسائل الرئيسية في الاجتماع المقبل. مطالبة مصر بتأجيل المؤتمر زيارة رايس للقاهرة تأتى بعد يوم واحد من طرح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط فكرة تأجيل المؤتمر في حال عدم تمكن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من الاتفاق على صيغة مشتركة لوثيقة يقوم المؤتمر بمناقشتها. فعشية زيارة رايس لمصر في إطار جولتها الإقليمية الحالية، اعتبرت القاهرة أن اجتماع الخريف الدولي يجب أن يؤجل لعدم وجود اتفاق يمكن أن يستخدم كأساس لمباحثات جوهرية لحل قضية الشرق الأوسط. وفي بيان صدر في القاهرة أبدى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط عدم ارتياحه "ازاء محاولات البعض في اسرائيل افراغ المسعى الأميركي لخروج الاجتماع بوثيقة هامة ذات مصداقية والزامية من مضمونه". وأضاف ان "عدم التصدي لتلك المحاولات يجب ان يؤدي الى التفكير الجدي في ارجاء عقد الاجتماع الى موعد اخر أكثر ملاءمة حتى لا يؤدي الاسراع في عقده دون الاتفاق على وثيقة ذات مضمون حقيقي وايجابي الى الاضرار بفرص تحقيق السلام العادل وبالاطراف التي تعمل باخلاص على تحقيقه". وقال ابوالغيط ان مصر سبق ان رحبت باجتماع الخريف على اساس انه نافذة تحرك مهمة يتم من خلالها تتويج الحوارات والجهود الدائرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بوثيقة تحدد المعالم الاساسية لشكل السلام النهائي بين الجانبين في موضوعات الحدود والقدس واللاجئين الفلسطينيين والترتيبات الامنية مشيرا الى ان تأمين نجاح الاجتماع المقترح وتحقيقه لاهدافه يتطلب الخروج بمثل هذه الوثيقة . واشار الوزير الى انه قام مؤخرا بتوجيه عدة رسائل الى رايس في هذا الشأن تتضمن رؤية مصر بقدر من التفصيل في هذه الموضوعات وبما قد يساعد الطرفين على تجاوز العقبات التي تعترض طريق تقدم مفاوضاتهما. وتلتقي رايس خلال زيارتها لمصر مع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط الذي أكد ثوابت الموقف العربي بأن يكون الهدف من الاجتماع تحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي - الاسرائيلي وفقا للمرجعيات الدولية وفي اطار زمني محدد واقامة آلية للمتابعة وأن تبدأ المفاوضات الجادة على كافة المسارات مع بدء مفاوضات المسار الفلسطيني فورا وأن تتعامل المفاوضات مع موضوعات التسوية النهائية،وايضاً تلتقي رايس خلال الزيارة مع الوزير عمر سليمان . وكانت آخر زيارة لوزيرة الخارجية الامريكية لمصر فى 31 يوليو الماضي. زيارة رايس لمصر تأتي فى إطار جولتها الحالية بالمنطقة التى بدأتها الاثنين بزيارة اسرائيل والاراضي الفلسطينية والتى تهدف للاعداد لمؤتمر السلام فى الشرق الأوسط الذى تستضيفه الولاياتالمتحدة الشهر المقبل. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد أجرت أمس محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في مسعي للوصول إلي أرضية مشتركة قبيل مؤتمر السلام الذي ترعاه الولاياتالمتحدة أواخر الشهر المقبل، ومحاولة تخطي خلافاته مع إسرائيل حول نطاق الموضوعات التي سيشملها المؤتمر، حيث أشارت تصريحات مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين بعد أن بدأت رايس زيارتها للمنطقة،إلي بقاء خلافات واسعة في الرأي بين الجانبين،بشأن الوثيقة المشتركة التي ستحدد المعايير للاجتماع الدولي المتوقع. رايس كانت قد اجتمعت بصورة منفصلة أمس الأول مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ووزير الدفاع إيهود باراك،وبعدها التقت رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فياض،في محاولة للتعرف علي آراء الجانبين،لكن تصريحات من الجانبين أشارت إلي بقاء خلافات واسعة في الرأي بينهما. ميري ايسين،المتحدثة باسم أولمرت،أشارت الى أن رئيس الوزراء أبلغ بأن أمله الواضح هو التوصل لاتفاق بشأن بيان مشترك في الوقت المناسب قبل مؤتمر الخريف، لكنه أضاف أن هذا ليس شرطا لانعقاد الاجتماع. في الوقت نفسه،يحاول الرئيس الفلسطيني الضغط لإعداد وثيقة توضح جدولا زمنيا لمعالجة قضايا الوضع النهائي،وتقريب الفلسطينيين من إقامة الدولة. في غضون ذلك، أكد رياض المالكي، وزير الإعلام الفلسطينين أمس، وجود لقاءات مكوكية لتقريب وجهات النظر بين السلطة الفلسطينية. وقال المالكي إن السلطة الفلسطينية لا تعول كثيرا علي جولة كوندوليزا رايس، وتحديدا أنها تأتي بعد جولة واحدة من المفاوضات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي. وأضاف أن الجانب الفلسطيني ليس لديه شيء ليتنازل عنه،والسلطة تحضر الآن للمؤتمر الدولي وسط محاولات أمريكية جادة للتقريب بين وجهات النظر الفلسطينية الإسرائيلية،لكن يجب أن يكون هناك ضغط اضافي علي الجانب الإسرائيلي ليقبل الالتزام بوثيقة، بغض النظر عن اسمها، وبإطار زمني مع بداية التفاوض. وكانت رايس قد استبقت هذه اللقاءات بالقول إنها لا تتوقع تحقيق تقدم مفاجئ خلال جولتها الجديدة في الشرق الأوسط. وبموازاة ذلك، ألمح مسئولون أمريكيون إلي أن مؤتمر الخريف قد يرجئ إلي موعد آخر، مشيرين إلي أن المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين مازالوا يختلفون حول ما إذا كان الاتفاق التمهيدي بينهم ضروري أم لا. فبعد أن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي رايس أن إعلان المبادئ ليس شرطا، يشدد المسئولون الفلسطينيين علي أنهم لن يحضروا المؤتمر دون وجود وثيقة تغطي جميع المسائل العالقة، ومن أهمها حدود الدولة الفلسطينية، ومدي الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، ومصير القدس، واللاجئين الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، أعلنت الولاياتالمتحدة أن المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين سيبحثون اعتبارا من أمس،المسائل الأساسية بهدف التوصل إلي الوثيقة المشتركة بشأن مؤتمر الخريف، الذي ترعاه واشنطن أواخر الشهر المقبل. مطالب الفلسطينيين ويرغب الفلسطينيون في صياغة وثيقة مشتركة مع اسرائيل تحدد إطارا لكيفية حل المشاكل الأساسية للنزاع في المنطقة. ويطالب الطرف الفلسطيني بضرورة الانتهاء من اعداد الوثيقة قبل المؤتمر لاستخدامها كقوة دفع لاستئناف محادثات السلام. أما إسرائيل فتقول إن من الممكن أن ينعقد المؤتمر دون هذه الوثيقة، كما تعارض تماما ما يطالب به الطرف الفلسطيني من ضرورة تحديد جدول زمني لمسار المفاوضات. وتسعى رايس خلال زيارتها التي تستغرق 4 ايام للمنطقة إلى خلق أرضية مشتركة بين الطرفين قبل انعقاد المؤتمر. وتقوم رايس بزيارةالقاهرة ثم عمان لاستطلاع آراء المسؤولين المصريين والأردنيين في كيفية إنجاح المؤتمر. تفكير أمريكى فى التأجيل مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية ألمح أمس الأحد إلى احتمال تأجيل المؤتمر بسبب الهوة الشاسعة التي تفصل بين مواقف الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. وكانت رايس قد دعت إسرائيل إلى عدم مصادرة مزيد من الأراضي العربية في محيط القدس قائلة إن هذا الإجراء يؤدي إلى فقدان الثقة بين الطرفين. كما أشارت قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ان الوقت قد حان لاقامة دولة فلسطينية، وان الولاياتالمتحدة ستضع كل ثقلها في دفع الجهود من اجل ذلك. كانت رايس تتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله حيث اكدت ان الرئيس جورج بوش سيجعل الحل على اساس دولتين على رأس اولويات ادارته حتى نهاية مدتها. من جانبه، المح اولمرت الى استعداده التخلي عن بعض الاحياء العربية في القدس التي ضمتها اسرائيل قبيل انعقاد مؤتمر السلام. وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية في الكنيست يوم الاثنين: "هل كان ضروريا ضم مخيم الشوفات وقريتي الصواحرة وولاجة وغيرهما الى اسرائيل والادعاء بأنها اجزاء من القدس؟ اعترف بأن المرء يستطيع ان يتسائل عن ذلك." رايس كانت قد نبهت إلى أن جولتها في المنطقة، وهي السابعة، لا تهدف إلى إحداث تقدم فوري في محادثات سلام الشرق الأوسط. أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس أيضاً عقدا أربعة اجتماعات على مدى شهرين للتحضير للمؤتمر الدولي وإعداد وثيقة مشتركة يمكن أن تكون أساسا للمفاوضات المقبلة. شكوك عربية بشأن ماهية القضايا الرئيسية وكانت رايس اثناء زيارتها للمنطقة الشهر الماضي حثت الجانبين الفلسطينى الاسرائيلى، على صياغة مسودة وثيقة تضع الاسس لمفاوضات جادة. وبالرغم من أن واشنطن تأمل في مشاركة عربية واسعة، الا ان سوريا اعلنت بالفعل انها قد لا تحضر ما لم تكون قضية مرتفعات الجولان على جدول اعمال المؤتمر.ويقول مراسلون ان هناك شكوكا متزايدة لدى الحكومات العربية حول تعرض المؤتمر لما يرونه قضايا اساسية في الصراع مع اسرائيل. ولم ترسل بعد الدعوات للمؤتمر المقرر عقده في انابوليس بولاية ماريلاند، لان هناك الكثير لم ينجز بعد. ويقول المحللون ان القضايا غير المحسومة تشمل شكل الحدود النهائية والسيادة على القدس وايجاد حل للاجئين الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم في الحرب التي اعقبت إعلان دولة اسرائيل عام 1948. وكانت رايس قد بدأت الأحد14/10 جولة دبلوماسية مكثفة جديدة في الشرق الأوسط، استهلتها بالتحذير من أن زيارتها، وهي الثالثة للمنطقة منذ يونيوالماضى، لا تهدف إلى إحداث تقدم فوري في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وفيما خفّضت رايس من سقف التوقعات لجولتها الراهنة، تبادل الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني التصريحات المشككة في التزام كل منهما بالسلام. 16/10/2007