قال مسئولون أتراك الخميس إن مئات من القوات الخاصة التركية تدعمهم طائرات هليكوبتر يهاجمون المتمردين الأكراد في منطقة شمال العراق الحدودية وهى مقر لحزب العمال الكردستانى .جاءت الهجمات ردا على مقتل 24 جنديا تركيا فى جنوب شرق البلاد أمس الأربعاء والذى يعد أسوأ هجوم على القوات التركية منذ بدء التمرد الانفصالي في العام 1984. وأضاف مسئولون أتراك إن قواتهم - التي يبلغ عددها ألف جنديا داخل العراق قتلت 21 مقاتلا من حزب العمال الكردستاني حتى الآن .هذا ولم يتضح بعد المدى الذي ستصل إليه القوات التركية المهاجمة داخل الأراضي العراقية. وقال الجيش التركى إنه قد نشر قوات من 22 كتيبة في الميدان لشن هجمات برية في خمس مناطق مختلفة على جانبي الحدود مع العراق بالإضافة إلى شن غارات جوية أيضا. يشار إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان قد أعلن فى وقت سابق عن بدء العملية العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني لكنه قال إن مسرح العمليات سيكون محدودا في مساحة محددة. هذا ويتوقع خبراء أن تتسع العملية العسكرية التركية لتصبح عملية شاملة كما حدث فى العام 2008 عندما دفعت تركيا بنحو عشرة آلاف جندي إلى شمال العراق لمواجهة المتمردين الأكراد وهو ما يثير المخاوف بشأن حدوث عدم استقرار فى الوقت الذى تستعد فيه القوات الأمريكية لإتمام انسحابها من العراق بنهاية العام 2011 . وقد أثار الموقف الحازم الذي اتخذته تركيا ضد الحملة الأمنية القمعية التى تقودها قوات بشار الأسد ضد الثورة السورية السلمية بعض التكهنات بشأن لجوء نظام الأسد إلى تحريض المتمردين الأكراد على إشعال التمرد في تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في دول حلف شمال الأطلسي "النيتو" .جاءت التكهنات بعد أن أشارت صحيفة "راديكال" التركية إلى أن الهجمات الأخيرة على الجيش التركى قادها المتمرد "الكردي السوري" فهمان حسين. يذكر أنه منذ بدء الصراع بين تركيا والمتمردين الأكراد قتل أكثر من أربعين ألف شخص ما أدى إلى تزايد الضغوط مؤخرا على رجب أردوجان لاتخاذ خطوات حاسمة خاصة بعد الهجمات الأخيرة وهو ما يهدد محاولات التوصل إلى تسوية سلمية بين الجانبين.