أعلنت مصادر أمنية تركية أن متمردين أكرادا من حزب العمال الكردستاني قتلوا 13 جنديا تركيا على الأقل وأصابوا 14 آخرين يوم الأحد في كمين بمنطقة جبلية قرب الحدود العراقية في هجوم سيزيد من الضغوط على تركيا لإرسال قوات إلى شمال العراق، بينما قالت وكالة فيرات للانباء الموالية للاكراد أنهم قتلوا 16 جنديا ويحتجزون "العديد من الرهائن" من الجنود الاتراك. وبذلك يرفع الهجوم محصلة الجنود الأتراك الذي قضوا في هجمات متمردي "حزب العمال الكردستاني"، خلال الأسبوعين الماضيين إلى 33 قتيلاً. وقال بيان لرئاسة الأركان التركية أن الاشتباكات لا زالت مستمرة في إقليم هكاري الجبلي الحدودي مع القوات المدعومة بطائرات هليكوبتر من طراز كوبرا، وأن الجيش التركي قتل 23 من المتمردين الأكراد رداً على الهجوم.
وحثت الولاياتالمتحدة حليف تركيا في حلف شمال الاطلسي وحكومة بغداد أنقرة على عدم ارسال قوات الى شمال العراق خشية أن يؤدي ذلك الى زعزعة استقرار المنطقة الاكثر سلما في العراق، مشيرة إلى أن التهدئة مطلوبة للحفاظ على الاستقرار. وكانت مصادر أمريكية مسؤولية قد أشارت في وقت سابق إلى تحرك أمريكي-عراقي مشترك في المنطقة لم تكشف عن ماهيته، في خطوة تهدف منها واشنطن تفادي اندلاع نزاع بين أثنين من أهم حلفائها في المنطقة. وكانت مصادر عسكرية تركية قالت في وقت سابق ان 15 جنديا تركيا قتلوا خلال الاشتباكات التي وقعت في اقليم هاكاري التركي الواقع على الحدود العراقية، والذي تم نشر عدد كبير من القوات التركية فيه لمنع مقاتلي حزب العمال الكردستاني من عبور الحدود من العراق الى تركيا لشن هجمات.
وقال مصدر إعلامي مسئول في الجناح العسكري إن الجيش التركي عبر الحدود العراقية في ثلاثة مواقع تحت سيطرة الحزب، وإن مواجهات عنيفة تدور الآن بين الطرفين، وأوضح متحدث باسم حزب العمال أن الجيش التركي قام بقصف قرى في إقليم كردستان ب 118 قذيفة تركية سقطت صباح اليوم على القرى الكردية الحدودية مع تركيا والذي تجدد صباح اليوم دون أن يسفر عن وقوع ضحايا.
وهذه هي أولى خسائر الجيش بعد قرار البرلمان التركي الأربعاء السماح للجيش بتعقب مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وصرحت مصادر عسكرية كردية أن الجيش التركي قام بقصف مناطق حدودية في العراق بالمدفعية، إلا انه لم تقع إصابات.
وفي رد فعله على هذه التطورات، تعهد مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق بالدفاع عن الإقليم إذا شنت القوات التركية هجوما عليه، وقال برزاني في مؤتمر صحفي شارك فيه الرئيس العراقي جلال طالباني، وهو أيضا كردي، "لا نريد ان ندخل في الصراع القائم بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، لكن اذا تعرض إقليم كردستان للهجوم فسندافع عن انفسنا".
وعلى الجانب الآخر قال رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي ان حكومته وقادة الجيش سيجتمعان مع الرئيس التركي عبد الله جول مساء الأحد لبحث تطورات الوضع، مؤكدا أننا: "سنصل الى قرار في نهاية الاجتماع حول نوع الخطوة التي سنتخذها".
وتتزايد الضغوط على الحكومة التركية لإرسال جنودها إلى شمال العراق لمهاجمة قوات حزب العمال الكردستاني، خاصة بعد ان أعطى البرلمان الضوء الأخضر للحكومة للمضي في خططها بشن حملة عسكرية في الأراضي العراقية.
وكان البرلمان التركي قد صدق بأغلبية كبيرة على مشروع قرار يجيز للقوات التركية التوغل داخل الأراضي العراقية لملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض.
صراع تركيا والاكراد وتعتبر تركيا أن آلاف المقاتلين من حزب العمال الكردستاني يستخدمون شمال العراق كقاعدة خلفية لشن عمليات على أراضيها، وتتهم سلطة اقليم كردستان العراق بالتغاضي عن انشطة حزب العمال الكردستاني ودعم مقاتليه بالعتاد والذخيرة.
وتحمل انقرة حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتل ما يزيد عن 30 الف شخص منذ انطلاق الحملة العسكرية للحزب عام 1984 من اجل مزيد من الحقوق للاقلية الكردية في تركيا.
وكانت الحكومة العراقية قد طالبت بحل الأزمة الحالية عن طريق تفعيل الاتفاق الأمني الذي تم توقيعه مع تركيا في الشهر الماضي، والذي ترى انه أفضل طريقة للتعامل مع هجمات المتمردين الأكراد في تركيا. وقال متحدث باسم الحكومة العراقية "إن الاتفاقية الأمنية بين البلدين هي الاطار الذي يمكن من خلاله حفظ أمنهما المشترك.