البرلمان العراقي يناقش التهديدات التركية

عقد البرلمان العراقي الاثنين جلسة خاصة لمناقشة التهديدات التركية الاخيرة للتوغل في شمال البلاد بحضور ممثلي الحكومة العراقية.
وحضر وزراء الدفاع عبد القادر العبيدي والخارجية هوشيار زيباري والامن الوطني شيروان الوائلي الجلسة ممثلين عن الحكومة العراقية لمناقشة الازمة مع النواب.
وتاتي هذه الجلسة غداة مقتل 32 متمردا كرديا و12 جنديا تركيا في معارك نشبت قرب الحدود مع العراق الاحد الذي يعد من اكثر الايام دموية في التمرد الذي اطلقه حزب العمال الكردستاني قبل 23 عاما في جنوب شرق تركيا.
وكان البرلمان العراقي قد رفض الاحد التهديدات التركية بالتوغل في شمال البلاد للقضاء على قواعد لحزب العمال الكردستاني التركي، مبررا ذلك بأن قرار مجلس النواب التركي الذي صدر مؤخرا لا يعطي الهدف في تعزيز العلاقات بين الدولتين الجارتين".
وفي سياق متصل ، قال الرئيس العراقى جلال طالبانى ان تدخل تركيا فى شمال العراق للتخلص من حزب العمال الكردستانى مخالف للقانون الدولى والدستور العراقى ولسياسة البلاد.
وأكد طالبانى أن قيام حملات عسكرية ضد حزب العمال الكردستانى فى الجبال لن تكون ناجحة ، واستشهد بتجربة سابقة تعاون خلالها الحزبان الكرديان مع الجيش التركى لمقاتلة حزب العمال فى هذه الجبال والتي فشلت فى القضاء عليهم.
وكان الرئيس العراقى جلال طالباني قد طالب فى وقت سابق اليوم الاثنين حزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه لتفادى وقوع الحرب وذلك عقب اجتماع القيادات الكردية لمناقشة الأوضاع المتوترة والتهديد التركى باجتياح شمال العراق.
هذا، وشدد الرئيس العراقى علي أن السلطات العراقية لا يمكنها القبض على قيادات منظمة حزب العمال الكردستانى التى تطالب تركيا بتسليمها اليها معللا ذلك بإن هذه القيادات ليست موجودة فى مناطق تحت سيطرة السلطات العراقية وبالتالى فإنه لا يمكننا القبض عليها كما تطالب تركيا.
وأضاف الرئيس العراقى أن بلاده وجهت نداء إلى المنظمة لوقف العنف وأنه ضد جميع الأنشطة الارهابية أيا كان مصدرها وأنه يبذل كل ما فى وسعه من أجل إقناع عناصر المنظمة بترك السلاح والعمل كحزب سياسي ودعا تركيا الى التعاون مع حكومة بغداد من أجل التوصل الى حل لمشكلة المنظمة ومن أجل تخفيف حدة التوتر فى المنطقة.
وردا على رفض رئيس الادارة الكردية فى شمال العراق مسعود بارزانى تصنيف منظمة حزب العمال الكردستانى كمنظمة إرهابية قال طالباني إن أنشطة المنظمة يمكن تصنيفها على أنها أنشطة إرهابية إذا كانت تلجأ الى العنف أما إذا لم يكن هناك عنف فإنه لن يتم تصنيفها كذلك.
وعلي الجانب الآخر ، وقعت الحكومة التركية تحت ضغط عام شديد الاثنين لإجبارها علي شن عملية كبيرة عبر الحدود للقضاء على المتمردين الاكراد في شمال العراق بعد أن قتلوا 17 جنديا تركيا.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه وافق على منح الولايات المتحدة الحريصة على تجنب أي ضربات عسكرية تركية على شمال العراق بضعة أيام تتخذ فيها قرارا ن ، لكنه أراد من واشنطن أن تتخذ خطوات "سريعة" ضد الانفصاليين الاكراد.
وجاء الهجوم وهو أسوأ هجوم منذ أكثر من عشرة أعوام يشنه متمردون انفصاليون من حزب العمال الكردستاني بعد أربعة أيام من موافقة البرلمان التركي بأغلبية ساحقة على اقتراح بالسماح للقوات بدخول شمال العراق لملاحقة المقاتلين المختبئين هناك.
وتقول أنقرة ان هناك ما يقدر بثلاثة الاف من أعضاء حزب العمال الكردستاني يتمركزون في شمال العراق ويقاتلون من أجل الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا، ونشر الجيش التركي ما يصل الى مائة ألف جندي تدعمهم دبابات وطائرات هليكوبتر على طول الحدود.
وتخشى الولايات المتحدة حليف تركيا في حلف شمال الاطلسي أن يزيد أي هجوم عسكري تركي لشمال العراق من زعزعة استقرار المنطقة.
ومن المقرر أن يرأس اردوغان اجتماعا وزاريا أسبوعيا اليوم ومن المتوقع أن يركز على تصاعد عنف حزب العمال الكردستاني.
جاء ذلك غداة كشفه الاحد بعد اجتماع مع زعماء مدنيين وعسكريين كبار ان تركيا تتوقع أن تتخذ السلطات الامريكية خطوات سريعة تجاه حزب العمال الكردستاني بعد محادثاته مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس.