تسارعت اللقاءات «الايجابية« بين زعيم الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا للمعارضة المقربة من دمشق وهو ما انعش الآمال باحتمال التوصل الى فتح ثغرة في جدار الازمة اللبنانية المستمرة منذ نحو اربعة اشهر. وقال مصدر في الاكثرية «ان عقد اجتماعين خلال 24 ساعة يدل على حصول تقدم ما رغم عدم توافر معلومات تفصيلية« حول مضمون المحادثات بين الحريري وبري. واشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته الى ان اللقاء مساء الخميس بين الحريري وبري تم «بعد التقارب السعودي الايراني الذي خفف من امكانية قيام سوريا بعرقلة المشاورات«. وشدد المصدر على ضرورة ان تتوصل هذه المشاورات الى «خطوات عملية« قبل القمة العربية المقرر عقدها في السعودية في 28 و29 من الشهر الجاري لكي يتمكن لبنان من المشاركة فيها «بوفد موحد يضم رئيسي الجمهورية والحكومة«. يذكر ان رئيس الجمهورية اميل لحود كما المعارضة يعتبران الحكومة «فاقدة للشرعية« منذ استقالة خمسة وزراء منها في نوفمبر الماضي. كما يعتبر لحود ان كل القرارات التي صدرت عن الحكومة منذ ذلك التاريخ «باطلة«. وكانت السعودية قد دعت لحود الى تمثيل لبنان في القمة متمنية عليه، وفق مصادر مطلعة ان يضم الوفد رئيس الحكومة حتى لا يتمثل لبنان بوفدين كما حدث في القمة العربية الماضية التي انعقدت في الخرطوم. وارجأت الحكومة اجتماعا كان من المقرر عقده السبت للبحث في تشكيلة وفد لبنان الى القمة فيما لم يفصح لحود حتى الان عمن سيرافقه.وفيما عزت الحكومة رسميا هذا الارجاء الى «انشغالات بعض الوزراء« اكد مصدر مقرب منها ان سببه «اعطاء وقت لاستكمال المشاورات« بين الحريري وبري. ومساء الجمعة التقى الحريري وبري مجددا «في اجواء ايجابية« وفق بيان صدر السبت عنهما اكدا فيه اتفاقهما «على ابقاء المشاورات مفتوحة بوتيرة سريعة وجدية«. واوضحا انهما استكملا البحث «في نفس الاجواء الايجابية التي سادت اللقاء الاول وتعززت بالسعي الجاد لايجاد مخارج عملية للازمة الراهنة«. وشددت مصادر الموالاة والمعارضة السبت على اهمية هذه اللقاءات لحل الازمة. وقال النائب مصباح الاحدب من قوى 14 اذار التي تمثلها الاكثرية النيابية في تصريح صحفي «عندما يكون هناك توحيد لوجهة النظر الداخلية نستطيع ان نطلب من كل الدول الشقيقة والصديقة ان تساند المطلب الموحد للبنان«. واكد النائب عبدالمجيد صالح (من حركة امل بزعامة بري) انها «تفتح آفاقا جديدة تسمح لنا بالقول ان هناك في الافق اتفاقا كالاتفاق الذي رعته السعودية في مكة بين الفلسطينيين« في اشارة الى جمعها رئيس السلطة الفلسطينية وحركة حماس. ورأى الوزير السابق وديع الخازن المقرب من لحود انها «بداية طيبة اذابت الجليد« كما تزامن لقاء الحريري - بري الثاني مع تأكيد حزب الله تأييده الحوار الجاري. وقال الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطاب القاه في مناسبة دينية «نؤيده (الحوار) ونتمنى ان يستمر ونتمنى ان يصل الى النتيجة المطلوبة«. ودعا نصر الله الى التعاطي «بإيجابية وواقعية مع الفرصة المتاحة«. وقال «هناك ظروف مساعدة افضل من اي وقت مضى« في اشارة الى الجهود السعودية الايرانية مؤكدا في الوقت نفسه استمرار المعارضة في الاعتصام المستمر منذ نحو مائة يوم في وسط بيروت وانها «سوف تلجأ الى خياراتها الاخرى لو فشلت هذه الفرصة«. وكانت المعارضة قد هددت قبل استئناف الحوار باللجوء الى العصيان المدني للتخلص من الحكومة التي يدعمها الغرب وابرز الدول العربية باستثناء سوريا. وافيد ان الحل الجاري بحثه يقوم على مبدأ التلازم والتزامن بين حل المسألتين الخلافيتين الرئيسيتين : قضية المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وقيام حكومة وحدة وطنية. يذكر ان الموالاة ترفض اعطاء المعارضة المطلب الذي تتمسك به وهو تمثيلها بثلث الاعضاء (زائد واحد) (الثلث المعطل) لانه يسمح لها بالتحكم بالقرارات المصيرية وتهديد مصير الحكومة حكما في حال الاستقالة. بالمقابل وافقت الموالاة على اخضاع نظام المحكمة لتعديلات طفيفة شرط الا تؤدي الى افراغها من مضمونها، وذلك تلبية لمطلب المعارضة التي تريد تعديلات تحول دون تسييس المحكمة. واعربت الصحف اللبنانية السبت عن تفاؤلها بالتوصل الى تسوية للازمة بعد هذه اللقاءات. وعنونت السفير المعارضة «لقاء بري الحريري الثاني يمهد لحسم قبل قمة الرياض«، وكتبت اللواء الموالية «بري والحريري يكثفان اللقاءات لبلورة الحل قبل القمة«، ورأت الانوار المستقلة ان اللقاء يوحي ان «تسوية باتت قريبة«.