يجتمع فى 29/7 وزراء خارجية الدول العشر الأعضاء فى رابطة الآسيان فى مانيلا لبحث تفعيل التعاون المشترك وقضية حقوق الإنسان والتكامل الاقتصادى والتجارى وبحث كذلك الميثاق الموحد للرابطة من أجل تدعيم المشاركة الاستراتيجية وتحقيق الاندماج الاقتصادى بحلول عام 2015، وتستمر اجتماعات الوزراء لحين التوصل إلى قرار بشأن الميثاق لتقديمه أمام قمة الآسيان فى نوفمبر القادم من أجل تبنيه، وأشار وزير الخارجية الفلبينى " البرتو رومولو " اليوم إلى أن دول جنوب شرق آسيا " آسيان " لم تتمكن بعد من الاتفاق على إنشاء لجنة مختصة بحقوق الإنسان وعلى فرض عقوبات ضد دول أعضاء تخرق قوانين الرابطة فى ميثاقها الجديد . وتحدثت تقارير صحفية عن أن بعض الدول من بينها ميانمار عارضت خطوات داخل رابطة جنوب شرق آسيا لإنشاء لجنة معنية بحقوق الإنسان واتخاذ القرارات من خلال التصويت بدلاً من توافق الآراء وتضمين بنود عن فرض عقوبات، وقال وزير الخارجية الفلبينى بعد انتهاء المسئولين من وضع أول مسودة لميثاق الرابطة أن 90% من الوثيقة متفق عليه، مُشيراً أن هناك إعلان عالمى لحقوق الإنسان فى ميثاق الأممالمتحدة وبالنسبة للعالم أنها رغبة دولية وأن الآسيان لا يمكنها تقديم أقل من ذلك . من جانبه دعا وزير الخارجية الأندونيسى السابق وممثل أندونيسيا باللجنة المعنية بصياغة ميثاق رابطة آسيا على العطاس الدول الأعضاء فى الرابطة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز العمل الجماعى فى القارة الآسيوية والتركيز على البرامج التى تستهدف تحسين مستويات المعيشة لشعوب دول الرابطة بدلاً من الاهتمام فقط بتعزيز العلاقات والتعاون على المستويات الرسمية، مُشيراً إلى أن آسيان ينبغى ألا تتحول إلى منتدى للزعماء السياسيين أو الحكومات ومُشدداً على ضرورة تعزيز مُشاركة المجتمع المدنى فى الأنشطة التى تقوم بها آسيا ومُضيفاً أن مشروع الميثاق حال إقراره سوف يدعم التعاون السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى والأمنى بين الدول الأعضاء فى الرابطة . وكانت آسيان قد تعرضت لضغوط مكثفة من الغرب عقب انضمام ميانمار إليها عام 1997 بسبب إحجام النظام العسكرى الحاكم فى ميانمار عن تنفيذ خطة خريطة طريق للتحولات الديمقراطية وإصراره على احتجاز نشطاء الديمقراطية وفى مقدمتهم " أونج سان سوكى " الحائز على جائزة نوبل للسلام وألقت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى باللوم على الرابطة خصيصاً لعدم ضغطها بما يكفى على ميانمار لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان لديها وحملتها ضد المعارضة ، وأعربت دول أعضاء أقدم فى الرابطة من بينها دولتان من الدول المؤسسة هما ماليزيا والفلبين عن قلقها من أن صورة آسيان ككل بدأت تتأثر بسبب ميانمار، والدول الأخرى الأعضاء فى آسيان هى سنغافورة وتايلاند وأندويسيا وبروناى وميانمار وفيتنام ولاوس وانضمت كمبوديا لاحقاً . ووصف المحللون ميثاق آسيان بحجر زاوية للرابطة لأنه سيجعل منها تجمعاً مبنياً على قواعد، وحتى الآن عملت الرابطة دون ميثاق وفضلت الاعتماد على الدبلوماسية غير الرسمية واتخاذ القرارات من خلال توافق الآراء لكن كثير من القادة يعتقدون أن وجود ميثاق أمر ضرورى لمساعدة الرابطة فى الإسراع بخطوات التكامل الاقتصادى بين أعضائها . كما دعا سياسيون أندونيسيون الدول الأعضاء فى الرابطة إلى إنهاء الخلافات بشأن بنود الميثاق الموحد للرابطة من أجل تدعيم المشاركة الاستراتيجية وتحقيق الاندماج الاقتصادى بحلول عام 2015 وأشار رئيس مركز الدراسات الدولية والاستراتجية الأندونيسية " بانتارتو باندورو " اليوم إلى أن الدول الأعضاء فى آسيان وافقت على 90% من البنود الواردة فى مشروع الميثاق مُشدداً على ضرورة إجراء المفاوضات بين دول الرابطة من أجل التوصل إلى إجماع بشأن كافة النقاط الخلافية فى مشروع الميثاق، مُضيفاً أن دول آسيا ينبغى أن تضيف بنوداً إلى مشروع الميثاق تتعلق بحقوق الإنسان والعقوبات التى سوف تفرض على الدولة التى لا تلتزم بالميثاق وكيفية التصويت على القرارات الهامة للرابطة . ومن ناحية أخرى ستعقد آسيان أيضاً المنتدى الأمنى السنوى للرابطة فى مانيلا يوم الخميس المقبل وأشار السكرتير العام للرابطة " أونج يونج " أن غياب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندا ليزا رايس لن يؤثر على الاجتماع وكانت رايس قد أشارت إنها بحاجة للسفر بشكل عاجل إلى منطقة الشرق الأوسط وستوفد نائب وزير الخارجية " جون نيجروبونتى " لتمثيلها فى أمن إقليمى لرابطة جنوب شرق آسيا . وقد تم نشر أكثر من ستة آلاف من رجال الشرطة والجيش فى العاصمة الفلبينية مانيلا لحراسة مواقع الاجتماع الوزارى الأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا والرابع عشر لمنتدى آسيا الإقليمى. الاجتماع الوزارى لآسيان الذى سيحضره وزراء خارجية هذا التكتل الإقليمى المكون من 10 دول أعضاء سيفتتح رسمياً غداً الأحد فيما سيعقد الوزراء أيضاً اجتماعات منفصلة مع العديد من شركائهم فى الحوار وسينضم وزراء خارجية 17 دولة أخرى من بينها الصين واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدة إلى مسئول الآسيان لحضور منتدى آسيان الإقليمى الذى سيبدأ يوم الخميس المقبل . 28/7/2007