قال السفير محمد فتحي إدريس سفير مصر بأديس أبابا أن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الأثيوبيي مليس زيناوي يومي 17 و 18 سبتمبر الجاري سوف تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ويسبقها عقد اجتماع للجنة المصرية الاثيوبية المشتركة على مستوى وزيري الخارجية. إن الفترة الحالية تشهد تطورات إيجابية في مجال تعزيز العلاقات المصرية الأثيوبية على أساس تعزيز المصالح المشتركة وتحقيق مكاسب للجميع كما أنها تتسم بإرادة شعبية وسياسية لترجمة هذا الزخم الجديد في العلاقات إلى خطوات عملية لدفع هذه العلاقات وهذا التعاون في جميع المجالات. وأكد السفير فتحي إدريس على أن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الأثيوبيي مليس زيناوي ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية هيلمريام ديسالين يومي 17 و 18 سبتمبر الجاري تأتي في إطار التواصل الكبير والرسمي بين الدولتين .. مشددا على أن الفترة الحالية تشهد تطورات إيجابية في مجال تعزيز العلاقات المصرية الإثيوبية على أساس تعزيز المصالح المشتركة وتحقيق مكاسب للجميع. وأوضح إدريس أن الاجتماعات سوف تتناول الجوانب المختلفة للعلاقات بين البلدين وسوف تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مثل : المزارع النموذجية والاستزراع السمكي والتعليم العالي والتعاون في مجال الطيران المدني والتجارة . وأكد على أن حجم كل من السوقين الاثيوبي والمصري يتجاوز 85 مليون نسمة وبالتالي هناك امكانية وطاقة كبيرة للاستثمار في السوق الاثيوبي وتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين لأن ارقام هذا التبادل التجاري حتى الأن لا تتناسب مع الامكانيات المتاحة ومع حجم السوق في البلدين ..مشيرا إلى أن الفترة الماضية شهدت تطورا في حجم الاستثمارات المصرية في إثيوبيا وأن هذه الاستثمارات اصبحت الآن في شقيها المنفذ والمزمع تتجاوز 7ر1 مليار دولار من أجل تطوير التعاون الاقتصادي وأنه يجري الان بحث إنشاء منطقة صناعية مصرية في اثيوبيا بحيث تكون مظلة لتواجد منشآت صناعية مصرية في اطار تكاملي بحيث تلبي احتياجات السوق الاثيوبي . وقال إن الجانبين المصري والإثيوبي متفقان على أهمية فكرة انشاء منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا وتم اجراء دراسة جدوى لهذه المنطقة الصناعية وقدمت الى الجانب الاثيوبي وجاري اعداد دراسة جدوى للمرافق والمنشآت الفنية الاساسية المطلوبة لعمل هذه المنطقة معبرا عن أمله في الانتهاء من الاجراءات الادارية والاتفاقات الخاصة هذه المنطقة بحيث يجرى البدء بمرحلة التنفيذ الفعلي الأمر الذي سيحدث معه نقلة نوعية في دفع النشاط الاستثماري المصري في إثيوبيا. وأشار إلى أن ملف المياه يجري التعامل معه حاليا بين البلدين في إطار آلية من الحوار المشترك بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة حول كيفية التحرك قدما بشأنه وأن الشق الأساسي من هذه الآلية حاليا هو تشكيل اللجنة الثلاثية المشتركة التي تم الاتفاق على انشائها خلال زيارة الدكتور عصام شرف إلى أثيوبيا في مايو الماضي حيث اتفق الجانبان على تشكيل لجنة تضم خبراء من اثيوبيا والسودان ومصر إضافة الى بعض الاستشاريين الدوليين الذين يتم الاتفاق على اختيارهم موضحا أن هذه اللجنة ستتولى بحث الجوانب الفنية لمشروع سد النهضة الاثيوبي بهدف الوصول الى تقييم فني موضوعي لآثاره وانعكاساته على الدول الثلاث. وفي ضوء ذلك تحدد كيفية التعامل المشترك في هذا الملف وانه يجري الان الاتفاق بين الطرفين على مراجع عمل اللجنة ومن المنتظر أن يتم قريبا الاتفاق على ذلك بما يؤدي الى بدء عملها . وقال السفير إنه التقى قبل يومين مع بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الاثيوبية أبونا باولوس ومع ممثل الكنيسة الارثوذكسية المصرية لدى اثيوبيا الراهب القس سيدراك بيشوي موضحا أن هذه اللقاءات تأتي في اطار المرحلة الجديدة التي تشهدها العلاقات بين البلدين والسعي لتعزيز الروابط والتواصل على المستويين الرسمي والشعبي ومن منطق الدور الجوهري للبعد الروحي والديني في حياة الشعبين الاثيوبي والمصري. وأضاف السفير بأنه من الطبيعي أن تكون العلاقات المصرية الاثيوبية طيبة ومتميزة في ضوء ما يجمع البلدين والشعبين من روابط قديمة وحديثة ومصالح دائمة وأن التحرك على هذا المسار يحتاج الى تفعيل جوانب متعددة , وأول خطوة مطلوبة هو بناء الثقة وبناء أرضية تفاهم مشتركة والعمل على تعزيز الروابط السياسية والتجارية والاستثمارية بين البلدين وهذا يرتبط بوجود فرص حقيقية بالفعل يمكن ان يستفيد منها الطرفان ويوفر الاحتياجات المتبادلة ويحقق مصلحة ومنفعة اقتصادية مشتركة للطرفين ". وأشار إلى أنه يرى -السفير المصرى - أن الفترة القادمة تحمل أفقا جديدة لتطوير هذه العلاقات بعد ثورة 25 يناير في مصر والتي أعقبها إعلاء لأهمية علاقات مصر الأفريقية وخاصة في دول حوض النيل كل ذلك يتواكب مع إرادة شعبية وإدراك لأهمية هذه العلاقات وارادة سياسية لترجمة هذا الزخم الجديد في العلاقات الى خطوات عملية . وأوضح إن هذه الزيارات واللقاءات الرسمية وكذلك زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الى إثيوبيا في أبريل الماضي , كان لها أثر كبير في تحسين أجواء العلاقات بين البلدين.