تحولت ساحة ميدان التحرير الجمعة من ساحة لشهداء ثورة 25 يناير التي كان يتواجد بها كافة التيارات والقوى السياسية المختلفة لساحة ظهر فيها التناقض ما بين مؤيدين ومعارضين للتعديلات الدستورية المزمع الإستفتاء عليها صباح غد السبت. وعلى الرغم من حالة التناقض المتواجدة بميدان التحرير إلا أن كل فريق يعبر عن رأيه بمنتهى الحرية دون أي نوع من الاحتكاكات فلكل شخص حرية التعبير دون أية ضغوط حيث ينتشر بالميدان مجموعات كثيرة تحاول اقناع الاشخاص بضرورة الاستقرار والموافقة على التعديلات الدستورية ومنهم من لا يرضى لبلده دستور قديم سقط برحيل الرئيس السابق محمد حسني مبارك. كما لوحظ اتفاق جميع التيارات والقوى السياسية على نتيحة الإستفتاء سواء بالإيجاب أو السلب فإن هذا ما اختاره الشعب المصري دون اللجوء للاعتراضات أو الاعتصامات راضين بالنتائج لأن هذا هو ما اتفق عليه أغلبية الشعب المصري. بدأت الفعاليات قبل صلاة الجمعة بأعداد قليلة جدا لاتتجاوز ال 300 شخص وهو الرقم الذى نجد بينه وبين الجمعات الماضية فجوة كبيرة جدا حتى وصلت بعد الصلاة الأعداد لنحو 4 آلاف شخص رغم دعوات عديد من القوى السياسية بوقفة مليونية جديدة اليوم. ولم يقتصر الأمر على الجدال بشأن التعديلات الدستورية فقط فمن المتواجدين من يرى أن الفساد مازال متواجد بوجود الحزب الوطنى وطالبوا بإلغاء نشاطه نهائيا وإعادة مقاره للدولة وعدم السماح لأعضائه بممارسة الحياة السياسية نهائيا بالإضافة لضرورة مصادرة جميع الأراضى المسلوبة وإعداتها للدولة . وكعادته وقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة الموقف المشرف راغبا في أن تعم الديمقراطية مصر حيث دعا جميع وسائل الإعلام المقرؤه والمسموعة والمرئية والاليكترونية سواء كانت عربية أو أجنبية إلى عدم نشر أو إذاعة أية أراء أو تحليلات أو اقتراحات تحمل وجهات نظر خاصة تجاه عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية سواء بالايجاب أو السلب اعتبارا من صباح اليوم وحتى الانتهاء من عملية التصويت مساء غد السبت. وأكد المجلس ان هدفه من هذا القرار توفير المناخ الديمقراطى المناسب والوقت الكافى للجماهير لتكوين أرائهم والتعبير عنها بمصداقية وحيادية، كما دعا وسائل الإعلام إلى تشجيع المواطنين للذهاب إلى صناديق الاقتراع وممارسة حق التصويت على الاستفتاء لتعديل مواد الدستور ، وإتاحة حرية التعبير الذاتية للشعب المصرى سواء بالموافقة أو الرفض. كما حرص المجلس الأعلى للقوات المسلحة على التواصل مع الشباب عبر صفحته الرئيسية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من خلال وضع العديد من الرسائل كان أخرها يدعو الشعب المصري على التصويت في الاستفتاء مؤكدا أنه شهادة ميلاد لمصر الديمقراطية وأن قبول التعديلات أو رفضها حق مكفول لكل مصري ، مؤكدا أن الإدلاء بصوتك يحافظ على مكتسبات ثورة 25 يناير. اصبح موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" أكثر إنتشارا بعد ثورة 25 ينايرالذى شهد أيضا العديد من المظاهر الإيجابية إن دلت تدل على وعى الشعب المصري وبدء إحساسه بأهمية مشاركته السياسية لبناء مستقبل ديمقراطي لمصر، تجلت مظاهرها في انتشار المجموعات التي تحث على الذهاب للاستفتاء سواء بالتصويت بنعم أو لا , فيما لجأ بعض المشاركين على الموقع إلى تغيير صورهم الشخصية تعبيرا سواء موافقتهم أو رفضهم للتعديلات الدستورية من خلال صور يظهر عليها كلمة "نعم" وتظهر باللوان الأخضر, والأخر بصور يظهر عليها كلمة "لا" تظهر باللون الأحمر. وفي المقابل , شكلت كافة محافظات الجمهورية غرف عمليات لمتابعة سير إجراءات عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية وتكون مهمتها المعاونة فى تجهيز لجان الإستفتاء ومتابعة سيرها, وتلقى كافة البلاغات والإخطارات والمعلومات التى تتصل بها, وتقديم أى مساعدة أو مشورة للجهة المختصة بعملية الاستفتاء إذا ما طلب منها ذلك, ومتابعة الأحداث العاجلة أولا بأول بما يضمن توفير الهدوء والحفاظ على المناخ الديمقراطى الذي تحقق بثورة 25 يناير.