اصدرت هيئة الاحصاء الأوروبية "يوروستات" اليوم الجمعة تقديرات أولية حول نتائج الفصل الاخير من العام المالى ، حيث اشارت الى نمو الاقتصاد في منطقة "اليورو" المضطربة بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي، مما زاد الآمال أخيرا فى تعزيز النمو الاوربى في عام 2015 بعد سنوات من شبه الركود.. والارقام و الاحصاءات تعيد هذا الفضل الى الماكينة الالمانية التى تقود أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، فلقد كان الاقتصاد الالمانى من بين أقوى الاقتصادات أداء، متفوقا على فرنساوإيطاليا ثاني وثالث أكبر اقتصادات اوربا .. حيث بلغ معدل النمو نحو 0.3 في المائة في الربع الرابع ، وهو افضل قليلا من اعلى توقعات المحللين ، بينما كان هذا المعدل نحو 0.2 في المائة في الأشهر الثلاثة السابقة ، في حين بلغ النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو 0.9% على أساس سنوي في الربع الأخير من 2014 ارتفاعا من 0.8% في الربع الثالث ليتجاوز مجددا التوقعات التي أشارت إلى نمو نسبته 0.8%. وعلى الرغم من أن اقتصاد منطقة اليورو قد نما بنسبة 0.9 في المائة العام الماضي، إلا أنه مازال معدلا أقل بكثير مما كان عليه قبل الأزمة المالية العالمية التى بدات 2007- 2008 .. ولكن الزيادة الأخيرة سوف تعزز التوقعات الخاصة بالنمو ، بفضل مزيج متجانس من هبوط اسعار النفط وضعف قيمة اليورو ، فضلا عن برنامج التيسير الكمي التاريخي الذى ينتهجه البنك المركزي الأوروبي ، والذى سيجعل عام 2015 عام تفوق لاقتصاد المنطقة ، ليصل الى ذروة لم يصل لها منذ انهيار بنك ليمان براذرزLehman Brothers. وتتوقع المفوضية الأوروبية نمو يبلغ 1.3 في المائة هذا العام، الذى اذا تحقق بالفعل سيكون هو المعدل الاعلى الذى تشهده المنطقة منذ عام 2010. . ومع ذلك، فإن ألاداء الفردى للدول الأعضاء بمنطقة اليورو مازال متفاوتا، وسط الاضطرابات السياسية، ولا سيما المواجهة الدائرة بين أثينا ودائنيها في منطقة اليورو ، والصراع الدائر على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي – ازمة اوكرانيا – وهى عوامل ما زالت تهدد مستقبل النمو . ففى اليونان انكماش الاقتصاد هناك بنسبة 0.2 في المائة في الربع الأخير ، بعد ثلاث فصول متتالية من تحقيق التوسع الاقتصادى، وهو الامر الذى يسلط الضوء على وجود صلة بين التوعك الاقتصادي للمنطقة اليورو، وهيكل الحكم الفوضى.. بينما انهى الاقتصاد الألماني الربع الاخير من العام على ارتفاع، وتوسع بنسبة 0.7 في المائة ، بينما كانت توقعات المحللين للنمو لا تتعدى 0.3 في المائة بدعم من الطلب المحلي الذي انتشل أكبر اقتصاد في أوروبا من الفتور الذي شهده في منتصف العام ليرفع معدل نمو العام بأكمله إلى 1.6% وينعش الآمال بأداء قوي في 2015. ونجحت فرنسا في الوقت نفسه، من الحصول على نسبة نمو بشق الانفس بلغت 0.1 المائة ، لكن هذه النسبة لم تسمح لثاني أكبر اقتصاد اوربى بتحقيق انتعاش قوي بما فيه الكفاية لمساعدة 3.5 مليون عاطل عن العمل بالبلاد حيث بلغ مع\دل النموى السنوى 0.4 في المائة فقط . اما في إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، فكانت السمة الرئيسة هى " الركود" على الرغم من تحقيقه نتائج أفضل قليلا مما كان متوقعا، ورفع التفاؤل بأن 2015 ، قد يكون عاما مناسبا لوضع حد لثلاث سنوات متتالية من الركود و الا نكماش .. بينما حققت اسبانيا نموا بلغ 0.7 في المائة. ولقد نما الاقتصاد الهولندي و البرتغالى بنسبة 0.5 % فى الربع الاخير من العام الماضى، متجاوزا تقديرات الاقتصاديين التى توقعت ان لا يتعدى النمو فى البلدين حاجز 0.3 % فقط .. ويقول " توماس هارجيز Thomas Harjes " الخبير الاقتصادى فى بنك باركليز " انه مع الزخم القوى الذى يظهر به اقتصاد اسبانيا ، و نمو اقتصاد فرنسا على الرغم من بطء الوتيرة ، الا ان انتعاش منطقة اليورو يظهر انه في وضع أفضل مما كان متوقعا ". و لقد بلغت الأسهم الألمانية المدرجة في مؤشر "داكس DAX " مستوى قياسي جديد عند 10.985.73 نقطة، كما ارتفع اليورو 0.2 في المئة مسجلا عند 1.1428 مقابل الدولار ، بينما ارتفع مؤشر " فاست FTSE "يوروفيرست 300 بنسبة 0.5 في المائة وهو مستوى مرتفع جديد له منذ سبع سنوات بدعم وآمال بتراجع التوترات السياسية فى دول المنطقة. والان في ألمانيا معدل البطالة اصبح في أدنى مستوياته حيث وصل الى 6.5 في المائة ، و هو ما ساعد على رفع الطلب المحلي ، و زاد من انفاق الاسر ‘بشكل ملحوظ' في الربع الرابع ، وهناك أيضا مؤشرات على أن الشركات الألمانية فى بداية العودة للاستثمارات الكبيرة مرة أخرى، حيث بدا الإنفاق على الآلات والمعدات في الارتفاع، لا سيما في قطاع البناء والتشييد. ويقول " توماس هارجيز Thomas Harjes " الخبير الاقتصادى فى بنك باركليز : " يبدو ان المستهلكين الالمان ينفقون بشكل كامل المكاسب غير المتوقعة من انخفاض أسعار النفط، ويؤكد النشاط الاستثماري الأفضل أن الشركات تنمو بشكل اكبر وأكثر ثقة بأن أفضل ظروف الطلب المحلي والعالمي تسير على مايرام وانها ستستمربنفس الوتيرة ".