القات هو أفيون الشعب اليمني و هو نبات على شكل شجيرات يتراوح طولها بين 2 و5 أمتار تحتوي على مادة منبهة تسمى الكاثين وهي مشابهة لمركبات الأمفيتامين المنبهة وذات مفعول منشط للجهاز العصبى وهو ما يجعل اليمنيين ينجذبون لهذه الشجرة خاصة العاملين منهم لكي تعينهم على مواصلة العمل في الفترات المسائية . ويتم تعاطيه بعدة طرق وأكثرها شيوعاً مضغ أوراقه وبلع المواد المستحلبة وهو ما يسمى بالتخزين وعادة ما يصاحب المضع الإحساس بالعطش مما يتطلب تناول بعض السوائل كالماء أو الشاى أو المشروبات الغازية ، وتستمر جلسات التخزين فترات طويلة من الوقت . وكشف التقرير الذي أصدره مؤخرا مركز الشفافية للدراسات والبحوث أن اليمنيين ينفقون على "القات" سنويا نحو 3،878 مليارات دولار وأشار التقرير إلى أن هذا المبلغ يشمل متطلبات جلسات القات من سجائر ومياه ومشروبات غازية، وأن نحو 7 ملايين مواطن يمني يتناولون القات بينهم نحو نصف مليون يدخنون السجائر أثناء تعاطيهم القات. و تقلل نبتة "القات" - التى ارتبط المواطن اليمنى بكل فئاته العمرية بتناولها يوميا - من ساعات تنظيم المظاهرات التى تشهدها عدة مدن يمنية حاليا كما يخفف من آثارها السلبية سواء كانت هذه المظاهرات مؤيدة للقيادة السياسية والحزب الحاكم أو كانت معارضة وتطالب بإسقاط النظام والحزب الحاكم . و قد اعتاد المواطن اليمنى أن يخصص فترة الظهيرة لجلسات القات وتستمر حتي المساء ، ويتناول خلالها مناقشة وتبادل الآراء حول كل الأمور الحياتية اليومية بالبحث والتحليل وكذلك القضايا السياسية والاجتماعية التى تظهر علي الساحة اليمنية ، وحتى إقليميا وعربيا ودوليا. وتتزايد أعداد المتظاهرين فى الفترة الصباحية بمختلف المدن اليمنية إلى أن يأتى وقت الظهيره ، حيث تقل هذه الأعداد بدرجة كبيرة استعدادا لتناول وجبة الغداء ثم بدء جلسات القات . ويتناول المجتمعون في هذه الجلسات ما يشبه التقرير عن نتائج المظاهرات وما تحقق من مطالب استجابت لها السلطة اليمنية والتشاور حول الخطوة المقبلة ، وماذا يمكن عمله أثناء المظاهرات سواء فى الفترة المسائية من نفس اليوم أو فى الفترة الصباحية من اليوم التالى. ويعتبر المتظاهرون اليمنيون فترة جلسات القات التى تبدأ من الظهيرة إلى المساء بمثابة تقييم للأوضاع وأيضا فترة استراحة واستعادة لنشاطهم لبدء يوم جديد من المظاهرات للتعبير عن مطالبهم . وترى بعض القوى المعارضة التى تقف وراء جانب كبير من المظاهرات الاحتجاجية باليمن أن استمرار المظاهرات خلال الفترة الصباحية فقط كاف فى هذه المرحلة للتعبير عن المطالب وأن المرحلة الحالية ليست مرحلة اعتصامات طويلة المدى ، وذلك حتى يتم التعرف على مدى استجابة السلطة اليمنية لهذه المطالب . ويؤكد هؤلاء أنه يمكن أن تتواصل المظاهرات على مدى اليوم دون التوقف فترة الظهيرة لتناول القات ، وأن يتم تناول القات أثناء التظاهر ويشيرون إلى أن ذلك يتوقف على حجم الاستجابة للمطالب. بينما يرى آخرون أن جلسات القات مهمة فى الوقت الحالى لأنها ستؤدى إلى تهدئة المتظاهرين وتمكينهم من التفكير الهادىء فيما يتعلق بالخطوات المقبلة ، وكذا تخفيف حدة توتر الأعصاب أثناء فترات التظاهر والاعتصامات والتى يقع خلالها العديد من التجاوزات . كما يرون أنه رغم سلبيات جلسات تناول القات اجتماعيا وماليا وصحيا إلا أنها ستساعد فى الظروف الحالية فى تقليل فترات التوتر لدى جموع شباب المتظاهرين إذا ما واصلوا التظاهر على مدى اليوم ، وكذلك فى تقليل نسب الحوادث والإصابات التى تقع بين المتظاهرين وحتى مع رجال الأمن .