استقرار سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الجنيه المصري اليوم    تعرف على متى تفتح العمرة بعد الحج ومدة صلاحية التأشيرة لعام 2024    طقس الإسكندرية.. انخفاض طفيف في درجات الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة    وزير النقل يترأس الجمعية العمومية العادية لشركات النقل البحري لاعتماد الموازنة التقديرية    عاشور يؤكد ضرورة تحقيق التكامل داخل منظومة التعليم المصرية    حركة فتح: الضفة الغربية تتعرض لمحرقة لا تقل ضراوة عن ما يشهده قطاع غزة    فيضانات ودرجات حرارة تتخطى ال50 فى سريلانكا والهند تتسبب فى مصرع العشرات    شريف العريان: أتوقع حصد 6 ميداليات في أولمبياد باريس 2024    بعد 7 سنوات.. أتلتيكو مدريد ينفي محاولة التعاقد مع صلاح    جدول مباريات اليوم.. وديتان في أول أيام الأجندة الدولية    رئيس جهاز القاهرة الجديدة يتفقد مشروعات سكن مصر ودار مصر وجنة    التحريات تكشف ملابسات مصرع شخص فى حريق شقة بحلوان    انتداب المعمل الجنائى لفحص حريق مصنع منظفات فى البدرشين    أونروا: أكثر من مليون شخص نزحوا قسرا من رفح الفلسطينية    تراجع معدل التصخم في إندونيسيا خلال الشهر الماضي    وصول مدير حملة أحمد طنطاوي إلى المحكمة للمعارضة على حكم حبسه    محمد الشناوي يحرس عرين منتخب مصر أمام بوركينا فاسو في تصفيات المونديال    محمد الشناوي يرفض عرض القادسية السعودي    أول تعليق من التعليم على زيادة مصروفات المدارس الخاصة بنسبة 100 ٪    بالفيديو| تخفيضات تصل إلى 40%.. ضخ كميات كبيرة من اللحوم بالأسواق بمناسبة عيد الأضحى    مصادر طبية فلسطينية: 21 شهيدا منذ فجر اليوم في غارات إسرائيلية على غزة    رئيس البعثة الطبية للحج: جاهزون لاستقبال الحجاج.. وفيديوهات إرشادية للتوعية    كشف غموض العثور على طفل مقتول داخل حظيرة «مواشي» بالشرقية    السكة الحديد تعدل تركيب عدد من القطارات وامتداد أخرى لمحطة القاهرة    وزير المالية: وثيقة السياسات الضريبية «2024-2030» مازالت تحت الدراسة    مخرجة «رفعت عيني للسما»: نعمل في الوقت الحالي على مشاريع فنية أخرى    مدينة الدواء المصرية توقع شراكة استراتيجية مع شركة أبوت الأمريكية    خلال يومين.. الكشف وتوفير العلاج ل1600 مواطن ببني سويف    شرف عظيم إني شاركت في مسلسل رأفت الهجان..أبرز تصريحات أحمد ماهر في برنامج "واحد من الناس"    5 فصول من مواهب أوبرا دمنهور في أمسية فنية متنوعة    استشهاد 12 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على خان يونس ورفح    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    الأنبا فيلوباتير يناقش مع كهنة إيبارشية أبوقرقاص ترتيبات الخدمة    بالفيديو.. أول تعليق من شقيق المفقود السعودي في القاهرة على آخر صور التقطت لشقيقه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 3-6-2024    سيدة تشنق نفسها بحبل لإصابتها بأزمة نفسية بسوهاج    كيفية حصول نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بني سويف    عماد الدين أديب: نتنياهو الأحمق حول إسرائيل من ضحية إلى مذنب    انعقاد اجتماع وزراء خارجية كوريا الجنوبية والدول الأفريقية في سول    متحدث الوزراء: الاستعانة ب 50 ألف معلم سنويا لسد العجز    أحداث شهدها الوسط الفني خلال ال24 ساعة الماضية.. شائعة مرض وحريق وحادث    ارتبط اسمه ب الأهلي.. من هو محمد كوناتيه؟    أفشة: هدف القاضية ظلمني.. وأمتلك الكثير من البطولات    أفشة يكشف عن الهدف الذي غير حياته    أمين سر خطة النواب: أرقام الموازنة العامة أظهرت عدم التزام واحد بمبدأ الشفافية    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    «رئاسة الحرمين» توضح أهم الأعمال المستحبة للحجاج عند دخول المسجد الحرام    وزير الصحة: تكليف مباشر من الرئيس السيسي لعلاج الأشقاء الفلسطينيين    إنفوجراف.. مشاركة وزير العمل في اجتماعِ المجموعةِ العربية لمؤتمر جنيف    مقتل شخص وإصابة 24 فى إطلاق نار بولاية أوهايو الأمريكية    مصرع 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين في حادث تصادم سيارتين بقنا    تنخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الإثنين 3 يونيو بالصاغة    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    الفنان أحمد ماهر ينهار من البكاء بسبب نجله محمد (فيديو)    إصابة أمير المصري أثناء تصوير فيلم «Giant» العالمي (تفاصيل)    حالة عصبية نادرة.. سيدة تتذكر تفاصيل حياتها حتى وهي جنين في بطن أمها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التقرير الاستشاري‏..‏ في قفض الاتهام‏!‏
نشر في أخبار مصر يوم 30 - 12 - 2007


الاهرام 30/12/2007
بعد كارثة انهيارعمارة لوران بالاسكندرية اتجهت اصابع الاتهام الي فساد المحليات وخراب الضمائر وجشع اصحاب عمارات الموت الذين يهدمونها من أساسها ولايهمهم اذا انهارت فوق رؤوس مساكنيها‏..‏ وهؤلاء بالطبع تهمون ثبتت ادانتهم في كوارث سابقة‏,‏ ولكن في زحام قائمة الاتهامات ولائحة المتهمين‏,‏ والمشتبهين يتواري عن الأنظار متهم آخر قد يغفل الكثيرون عنه‏..‏ ولكن يجب أن نحذر منه ونطالب بمحاكمة من يبيعونه كما باعوا ضمائرهم‏..‏ فما هو؟‏!‏
ان الحصول عليه اسهل من الحصول علي رغيف عيش فهو لايحتاج الي طوابير‏..‏ علي الأرصفة يباع‏..‏ علي بياض وبدون ملامح او علاقات‏..‏ المهم أن يكون عليه ختم النسر‏..‏ بياناته مدونة بمداد الكذب‏...‏ ثمنه بخس جنيهات معدودة قد لاتتجاوز‏200‏ جنيه ولكن في بعض الأحيان يكون باهظ الثمن بل بين ارجاء الجمهورية‏..‏ انه التقرير الاستشاري في مجال البناء‏...‏ والذي تحول في السنوات الأخيرة الي متهم رئيس في مسلسل انهيار العقادات بالاسكندرية‏..‏
ولأن مجال البناء والمقاولات من أكبر القطاعات التي قدر الربح الوفير في العالم تعد اصبحت التقارير الاستشارية المضروبة مجال استرزاق لعدد من فئات المجتمع منهم الأطباء والمقاولين والعمال هذا بخلاف المنوط بهم كتابتها وهم المهندسون خريجو كليات الهندسة‏..‏ لا أحد يهمه النتائج المترتبة علي هذه التقارير المضروبة لأنهم لايفكرون سوي في الربح حتي لو كان علي حساب أرواح برئية والأهم كيفية الحصول علي هذا الربح حتي لو وصل الأمر بأن تباع هذه التقارير الاستشارية المضروبة علي باب نقابة المهندسين‏!!!‏
بعد أن عرفنا من يبيعونها‏..‏ فالسؤال هو‏:‏ من الذين يشترونها؟‏!‏
انهم بالطبع للنفوس الضعيفة من أصحاب العقارات الذين يريدون تعليتها او ترميمها وهؤلاء يعلمون تماما الأبواب الخلفية والطرق الملتوية والسريعة الذين يريدون في ذات الوقت للحصول علي تقرير مضروب في أقل من ساعة بقيمة لاتتعدي مائتي جنيه الأمر سهل للغاية‏..‏ وفي سهولته تكمن خطورته التي عادة مايدفع فاتورتها اناس أبرياء من نساء ورجال‏..‏ أطفال وشيوخ‏..‏ وبعيدا عن فساد المحليات‏..‏ وألاعيب الادارات الهندسة ومهندسي الأحياء‏..‏ وضعف القانون في بعض الاحيان وغيابه في كل الأحيان وبعيدا عن قرارات الازالة للعقارات المخالفة والتي عادة ما تكون حبرا علي ورق او حبيسة ادراج السادة المسئولين لأجل غير مسمي أو لحين الحاجة اليها لاثبات أنهم قاموا بواجبهم‏!‏
وأيضا بعيدا عن كل الأسباب والمبررات التي تعلن عقب وقوع كوارث العقارات فانه يجب محاكمة التقارير الاستشارية التي تعد احد أوجه الحقيقة الغائية التي طالما بحثنا عنها بعد ونوع عمارات الموت خاصة بالاسكندرية اعضاء المحكمة التي ستحاكم هذه التقارير هم الوجه المشرق والمشرف في مهنة المهندس الاستشاري‏....‏ قبل الاستماع الي دفوعهم تستعرض ضرورة وأهمية التقرير الاستشاري بالادارات الهندسية بالأحياء فيقول مصدر مسئول‏..‏ ان كل طلبات التراخيص بصفة عامة يوجد لها نموذج في مراكز خدمة المواطنين النموذجي الموجودة في كل احياء محافظة الاسكندرية‏...‏ وخلف طلب الترخيص المطبوع سواء كان ترخيص بناء او تعلية او ترميم او هدم تدون المستندات المطلوبة لقبول طلب الترخيص ومن ضمنها تقرير استشاري معتمد في طلب التعلية والترميم‏..‏ وفي حالة عدم تقديمه يكون الطلب غير مستوفي وبالتالي يكون مصيره الرفض‏..‏ والتقرير الاستشاري يختلف من عقار لآخر وفقا للحالة الانشائية لكل عقار‏.‏
تقارير مضروبة‏ :‏
هنا تكمن أهمية وخطورة التقرير الاستشاري لأي عقار لذلك فهو بشكل قضية غاية في الأهمية والخطورة الاستشاري لأي عقار ولذلك فهو بشكل قضية غاية في الأهمية والخطورة‏...‏ وعن ابعاد هذه القضية يوضح الدكتور ناصر دوريش أساتذ المنشآت الخرسانية بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية ان التقارير الاستشارية الهندسة يعدها مهندس استشاري يتصف بالكفاءة والعلم ولايحصل علي لقب مهندس استشاري إلا بعد مضي أكثر من‏15‏ عاما علي التخرج علي أن يكون قد اكتسب خلالها خبرات علمية في مجال تخصصه‏..‏ وفيما يختص بالتقرير الهندسي الاستشاري فلابد أن يتضمن الحكم علي تحمل اساسات العقار واعمدته للاحمال المراد اضافتها عليه في حالة طلب التعلية‏..‏ هذا الطلب الذي يقدم الي مكاتب المجمعة العشرية للتأمين علي المسئوليية المدينة‏..‏ ولكن للأسف أن بعض هذه التقارير الاستشارية تصدر به دراسة لاتعبر عن الواقع الفعلي لحالة العقار لذلك فان هذه النوعية من التقاير لاتستند علي أسس فنية وهناك بعض من ضعاف النفوس وهم قلة يقومون بكتابة تقارير استشارية غير واقعية وهي ما يطلق عليها تقارير مضروبة وهذه أساس المشكلة بل الكارثة حيث يترتب عليها تحمل العقار لأعمال تعلية لا تتناسب مع قدراته الفعلية أو الحقيقية مما ينتج عنه حدوث كوارث تكون ضحيتها أرواح أبرياء وتخلف مآساة لمن ينجو الذي لا يجد مأوي له بعد ضياع كل ما يملكه تحت أنقاض العقار المنهار‏.‏
تقرير علي بياض‏ :‏
وعن أسباب لجوء بعض ملاك العقارات لمثل هذه النوعية من التقارير الاستشارية غير الحقيقية المضروبة يؤكد أن هناك عدة أسباب منها الرغبة في إخفاء عيوب انشائية بالعقار لا يمكنه من الحصول علي رخصة تعلية مما سيترتب عليه ضياع الربح‏/‏ المنتظر مشروع تعلية العقار‏..‏ هذا بخلاف أن تكلفة التقارير الاستشارية الحقيقية الواقعية والمبنية علي تجارب واختبارات وخبرة عالية تكون مكلفة نسبيا وتستغرق بعض الوقت وذلك مقارنة بالثمن الذي يباع به التقرير الاستشاري المضروب والذي يتم اعداده في أقل من ساعة‏...‏ بل الأدهي من ذلك انه يمكن لصاحب العقار طالب التقرير الحصول عليه دون بيانات مختوما علي بياض ويقوم هو بملء بياناته وتقديمها للجهات المختصة والتي تخص العقار المراد تعليته أو ترميمة‏.‏
ويضيف‏..‏ ومن الأمور المرفوضة في هذه القضية وجود أشخاص يقدمون رسومات وتقارير هندسية استشارية غير مطابقة للواقع لكنها ظاهريا مطابقة ومستوفاة وبمقتضاها تحصل علي رخصة تعلية لأن الاجراء الشكلي والورقي مستوفي وتحقق وبالتالي يصدر له الرخصة بناء علي المستندات المضروبة‏.‏
ويوضح انه في ظل ما يحدث من تجاوزات للقانون يواجه الشخص الملتزم باتباع اللوائح والقوانين العديد من المشكلات والعراقيل ويشعر بأنه غريب في مجتمع ويكتشف التقارير المضروبة هي القاعدة السائدة فيه وعلي الرغم من أن هذه التقارير قليلة الا أنها تسبب كوارث وخيمة لذلك نطالب بألا تتوافر لدي كل مهندس استشاري الخبرة فحسب بل أن يكون لديه أخلاقيات المهنة التي تلزمه بضرورة تقصي الحقائق قبل أن يبادر بكتابة تقرير استشاري‏.‏
عدم الصيانة كارثة‏ :‏
ويؤكد الدكتور خيري سرور أستاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية أن المهندس الاستشاري الذي يقوم بكتابة تقرير استشاري يتعلق بعقار أو مبني يجب أن يلتزم ببعض المعايير الواجب توافرها‏.‏ وأولها نوعية التربة المقام عليها المبني وتدعيمها‏,‏ ونوع أساسات المبني ونوعية المواد المستخدمة في بنائه بالاضافة الي الوقوف الفعلي علي الحالة الراهنة للمبني فمن يمكن أن يكون غير مهتم بصيانته وبالتالي يكون في حالة فقدان للمقاومة كلما أهملت الصيانة له‏.‏
ويستطرد قائلا انه‏..‏ علي سبيل المثال في إتمام مشروع ترميم لعقار فإنه يجب اجراء متابعة فنية من المكتب الاستشاري القائم بالاشراف لحساب طريقة الصب وكيفية تأمين العقار وإذا لم تؤخذ هذه الاعتبارات في الحسبان في حالة غياب الاشراف الهندسي من قبل المهندس الاستشاري يكون المبني عرضة للعديد من المشاكل قد تكون بسيطة يمكن التغلب عليها أو تكون خطيرة يصعب التغلب عليها الا اذا كان هناك مهندس استشاري يعلم حالة العقار طالما قام بمعاينته وأجري الاختبارات اللازمة‏..‏ هنا يمكن أن يحدث انهيار وفي هذا الصدد فإنه بالنسبة للانهيارات التي شهدتها محافظة الاسكندرية لبعض عقاراتها لابد أن تكون قد حدثت احدي المشكلات الكبري والخطيرة أدت إلي حدوث الكارثة لانه من المستحيل ان ينهار العقار من تلقاء نفسه‏.‏
نهايتها كوارث‏ :‏
وعن مدي خطورة التقارير الاستشارية المضروبة يقول الدكتور خيري سرور‏..‏ إن لها آثارا وخيمة علي الثروة العقارية بلا شك وإذا كان المقاول والمهندس الاستشاري قد لاحظا اثناء تنفيذ عملية الترميم ان العقار ضعيف رغم وجود تقارير استشارية تفيد عكس ذلك فإنه ينبغي عليها اتباع الطرق السليمة حتي وإن أهمل بعض النقاط الواردة بالتقرير والتي تعتبر أن العقار جيد ويتحمل التعليات‏.‏
ويشير الي ان الواقع المؤسف ان المقاول والمالك يعتمدان علي هذا التقرير حتي وإن كان الظاهر يخالف ما هو مسجل وبالرغم من أن هناك الآلاف من حالات الترميم والتعلية تتم دون أدني مشاكل بموجب تقارير هندسية استشارية مضروبة فإن هذا لا ينفي أن حدوث كارثة واحدة يعني فقدان جزء من الثروة العقارية والأخطر حصد أرواح أناس أبرياء‏.‏
التقارير الواقعية مكلفة‏ :‏
وهنا يبرز سؤال مهم يجيب عليه الدكتور خيري سرور‏..‏ لماذا يعتمد بعض ملاك العقارات علي هذه النوعية من التقارير الاستشارية المضروبة؟
حيث يوضح انه في بعض الأحيان نجد أن بعض الملاك يكتشف ان التقارير السليمة التي تتم وفقا للأسس العملية والفنية اللازمة فإنها تكبده مبالغ مالية كبيرة وهنا يسلك الطرق غير الدقيقة هندسيا وفي أحيان كثيرة يقوم المالك نفسه بتدوين البيانات بالتقرير الذي يقدمه له بعض الاستشاريين الذين يعتبرون هذه التقارير مصدر دخل اضافي وهذا ما ترفضه اخلاقيات المهنة ولكن للأسف هذه فئة من ضعاف النفوس موجودة في جميع قطاعات ومجالات المجتمع‏..‏ وفي ذات الوقت لا يمكن القول إنها أصبحت ظاهرة لان هناك العديد من الاساتذة والمهندسين يلتزمون بالمعايير الصحيحة وأخلاقيات المهنة‏.‏
أين دور النقابة‏ :‏
ويتساءل الدكتور هشام سعودي وكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة الاسكندرية وأستشاري عمارة وتخطيط‏..‏ أين دور نقابة المهندسين في هذه القضية الخطيرة؟ للأسف ان من يقومون بكتابة هذه التقارير المضروبة أعضاء نقابة مقيدين بها‏...‏ إنه أمر خطير للغاية يجب ان تحكم النقابة مثل هذه التصرفات ولابد أن يكون لها دور في مراجعة هذه التقارير وما تتضمنه من اختبارات قبل تسليمها مختومة لطالبيها لقد اقتصر دور النقابة علي ختم جميع التقارير الاستشارية وتحصيل رسوم فقط دون الاطلاع والتحقق من قيام المهندس الاستشاري بواجبه الفني والعلمي اللازم من اختبارات ومعاينات‏.‏
تقارير للبيع‏ !!‏
ويكشف الدكتور جهاد عز الدين رشاد مدرس بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية عن انه يوجد داخل النقابة ذاتها مهندسون استشاريون يقومون بكتابة التقارير الهندسية الاستشارية المضروبة‏...‏ وإذا أراد أي شخص الحصول علي هذه النوعية من التقارير فما عليه الا عمل رسومات هندسية والوقوف علي باب النقابة والمطالبة بتقرير استشاري سوف يجد عشرات التقارير وعليه أن يختار منها كما يشاء‏..‏ هذا بخلاف الدخلاء علي المهنة حيث يوجد أناس يمتلكون مكاتب استشارية وهم ليسوا من خريجي كليات الهندسة وأيضا ليسوا استشاريين بل منهم مقاولون وعمال وأطباء أيضا‏!‏ ونحن نعاني من هذه الفئة التي لم تجد من يتصدي لها‏...‏ فمن يصدق أن كل خريج من كلية الهندسة يعتبر نفسه مهندسا أستشاريا فور تخرجه دون أدني خبرة أو علم؟‏!‏
ومن هذا المنطلق يعتقد كل منهم أن عملية البناء أو الترميم عملية سهلة للغاية وليست في حاجة الي خبرة أو دراسات وهذا أمر خطير‏.‏ ويستطرد بقوله المشكلة ان النقابة لا تقوم بدورها في ضبط العملية الانشائية بصفة عامة فالمفروض أن تقوم كل فترة معينة بإعادة تقييم كفاءة المهندسين الاستشاريين والتأكد من درجة الكفاءة والخبرة العلمية التي يكتسبها المهندس الاستشاري خلال فترة عمله‏.‏
نعم علي باب النقابة تباع‏ :‏
أما الدكتور مهندس سعد الخوالقة نقيب المهندسين بالاسكندرية فيؤكد أن النقابة العامة تقبل كل من يتقدم لها للحصول علي لقب مهندس استشاري دون معايير واضحة لدرجة انه وصل الأمر بأن قام بعض الاستشاريين الجدد بطباعة التقارير الاستشارية والتوقيع عليها وختمها وبيعها علي بياض لمن يطلبها‏..‏ وأنا كنقيب للمهندسين قمت بضبط بعض هذه الحالات حيث وجدت استشاريين يقومون ببيع التقارير وقمت بطردهم من داخل النقابة مع ايقافهم عن ممارسة المهنة وتم إبلاغ النقابة العامة‏.‏
مهندس عرضحالجي‏ :‏
ويضيف بقوله‏..‏ هناك نوع من الاستشاريين العرضحالجية يقف علي باب النقابة وقد حاولت مرارا منعهم ولكن بلا فائدة فبعد طردهم من داخل النقابة أصبحوا يقفون علي باب النقابة يتصيدون راغبي الحصول علي التقارير الاستشارية مختلفة الأنواع‏,‏ بل الأدهي من ذلك أنني فوجئت بأن البعض لانه قد حصل علي لقب أستشاري في الأساسات وهو ليس له أدني علاقة بها‏!‏
وأقاطعه بسؤالي‏..‏ وعلي أي أساس تم الحصول علي لقب استشاري؟ يجيب قائلا‏:‏ للأسف ان اللجنة لا تدقق في عملية الاختيار لمن يتقدم اليها لذلك نطالب بوقفة جادة لإعادة تقييم كل المهندسين الاستشاريين فلابد أن يقدم الاستشاري شهادة خبرة تشمل كل الاعمال التي قام بها خلال سنوات عمله علي أن تكون موثقة‏..‏ هذا لابد أن يحدث بالفعل‏.‏
وعن دور النقابة في هذه القضية الخطيرة يقول المهندس سعد الخوالقة ان دورها ينحصر في اعتماد هذه التقارير فقط ولا يشمل المراجعة لان أعضاء النقابة ليست مهمتهم أن يصبحوا مهندسين استشاريين علي استشاريين أخرين‏..‏ بل يوجد مهندسون للمراجعة للتأكد من ان مقدم التقرير مهندس استشاري معتمد وعضو نقابة المهندسين فقط هذا هو دور النقابة في هذه القضية‏..‏
مرة أخري أقاطعه بسؤالي‏..‏ وما هو موقف النقابة حيال الدخلاء علي المهنة غير المهندسين من أطباء وعمال ومقاولين؟
بسرعة وبلا تردد يجيب هذه كارثة حقا هل معقول يوجد مثل هذه النوعية أنا ليس لدي أية معلومات وفي حالة توافرها سأقوم بالابلاغ عنهم فورا‏..‏ منهم أرزقية بعد أن أصبحت مهنة المهندس الاستشاري مهنة استرزاق لمن يريد الربح الوفير بلا مجهود‏.‏
وأخيرا‏..‏ لقد استعرضنا أبعاد قضية أخري تعتبر الوجه الغائب في قضية خطيرة وهي مسلسل انهيار العقارات بالاسكندرية ونبلوره في بلاغ رسمي لمن يهمه الأمر فلم يعد الأمر مجرد تجاوز بل أصبح جريمة لابد من التصدي لها وتطبيق القانون علي مرتكبيها‏.‏
المزيد من التحقيقات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.