تعد القري والمناطق الريفية بمحافظات الصعيد من أكثر القري التي عانت خلال عصر النظام السابق نظرا لما شهدته من تردي اقتصادي وسوء الحالة المعيشية خاصة بالقري والمناطق العشوائية التي تتواجد معظمها بالمناطق المحرومة بالصعيد خاصة بالريف في ظل انتشار الجهل واقتصار التعليم بالنسبة للفتيات حتي سن معينة لذلك شكلت محافظات الصعيد عامل حسم في هذا الاستفتاء لصالح تأييد مشروع الدستور، حيث تعيش شريحة كبيرة من المواطنين بمحافظات الصعيد من خلال دخل يومي أو أسبوعي وهو ما يعد معه مطلب الاستقرار هو العامل الأبرز في تحديد اتجاهات التصويت سواء علي التصويت بنعم او لا في استفتاء الدستور أو في انتخابات أخري ويكون الهدف في النهاية بالنسبة للمواطن هو الوصول الي حالة الاستقرار وظهر ذلك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في يونيوالماضي عامل حسم لصالح فوز الرئيس المصري محمد مرسي بعد أن صوتت محافظات قنا والمنيا وبني سويف ب "نعم" بنسب جاوزت ال 80%، بينما صوتت محافظات سوهاج وأسيوط وأسوان بنسب زادت عن ال 76%. ويرجع المراقبون اتجاه التصويت في الصعيد لصالح الدستور إلى التواجد الإسلامي القوي في هذه المحافظات، إضافة إلى كون محافظتي أسوان والأقصر من المحافظات السياحية التي تحتاج إلى الاستقرار، ولهذا السبب جاء تصويت محافظة البحر الأحمر بنسبة 62.6% لصالح الدستور، باعتبارها من المحافظات السياحية أيضا .
وبحسب منظمات حقوقية فان استطلاعات رأى لأصوات الناخبين تبين أن كثيرا منهم قرروا التصويت ب"نعم" على مشروع الدستور أملا أن يكون تمرير الدستور بداية للاستقرار وبناء مؤسسات الدولة وهو السبب ذاته الذي يفسر تصويت محافظة مثل الفيوم لصالح الدستور بنسبة قاربت 90% من أصوات الناخبين والتي تعد ثاني أكبر نسبة تصويت لصالح الدستور حيث أظهرت النتائج النهائية غير الرسمية للاستفتاء على مشروع الدستور المصري بمرحلتيه الأولى والثانية التي أجريت يومي 15 و22 من الشهر الجاري عن تصويت 24 محافظة لصالح مشروع الدستور ، فيما رفضته 3 محافظات فقط وبحسب إحصائية استناد إلى نتائج الانتخابات غير الرسمية في محافظات الجمهورية ال 27فإن محافظات الصعيد شكلت عامل حسم في هذا الاستفتاء لصالح تأييد مشروع الدستور وترجع أسباب التصويت الي عدة أمور تحتكم فيه الي ان أكثر إلى التصويت فى تصويت الأقباط هذه المرة بلا على الدستور ولذلك كان هناك حشد كبير من المسلمين للتصويت بنعم .
حصول الصعيد علي نسبة 30 % هو المستحيل بعد النظر الي مرارة الواقع فى الجنوب وتشابكه وتعقيداته لذلك كان رد الصعايدة قويا بالتصويت بنعم بنسبة تجاوزت 80% الافتراء علي الصعيد أصبح معه حصول المعارضة نسبة 30 فى المئة يستحق اعادة النظر مرة اخري لأن الصعيد المهمش يحتاج الي رعاية وعناية الجميع واهتمام أكثر من الكيانات السياسية والثورية، لأن كتلته التصويتيه أصبحت ترجح كفة من تصوت لصالحه كثيرا فكان عامل حسم لصالح فوز الرئيس المصري محمد مرسي
هل ستذكر السياسة ان الصعيد كان مظلوم دون أن يحاسبه علي التصويت بلا في الدستور؟ الصعيد المنسىلم تذكره الثورة حتي اآن وتخلت عنه القوى الوطنية ثم يأتي من يقول إن الصعايدة تم اجبارهم علي التصويت بنعم ، والحقيقة ان الواقع هو الذي يجيب بمرارة عن الحال في مناطق الصعيد خاصة الجنوبية بما فيها من تعقيد وتشابك.
يقول د.محسن رمضان الخبير بالتنمية البشرية أن هناك عدة أسباب جعلت الصعيد يحسم التصويت في الدستور لصالح نعم وهي حالة التدين الموجودة بمحافظات الوجه القبلي والبعد عن التأثر بالإعلام والنخبة بسبب الانشغال الحياتي الي جانب ان الصعيد يعاني التهميش منذ زمن بعيد وفي حاجه الي الاستقرار الي جانب ان الترابط العائلي والاجتماعي رفع من نسبة التوجيه بشكل كبير ويد القوي الاسلامية طالت جميع المناطق وهو ما يعرف بالتكافل الاجتماعي بمعني أن اعمال البر ما زالت مؤثرة بشكل كبير بكل منطقة وفي هذه الحالة لم يحظي الصعيد باي من جوانب من التنمية علي عكس الوجه البحري الذي يوجد به العديد من المصانع التي استفاد منها ابناء الدلتا والوجه البحري بشكل كبير وخرج منها معظم رجال الاعمال ورجال القوات المسلحة والقضاء حيث كان رئيس لجمهورية السابق ومن قبله من محافظة المنوفية والتي اضفت طابع معين علي المدينة وهو حالة الاستقرار الفعلية علي عكس الصعيد الذي لم يشعر ابناءه بالاستقرار والامان ويحتاج الي التنمية وتابع : علي الأنظمة الحاكمة ان تنشيء خريطة جديدة ويكون هناك من ينقل الهموم ومشاكل الناس بحري او قبلي او سينا و النوبة في ظل توافر عدالة اجتماعية .
وقد تباينت ردود أفعال المواطنين ببني سويف التي تقع ضمن المحافظات التي ستجري بها الانتخابات بالجولة الثانية حول مدي تاثير ذلك علي خروج الناخبين بالمرحلة الثانية من ناحية زيادة الاقبال ومدي التأثير علي قناعة المواطنين في حالة خروج نتيجة التصويت بنعم .
وقال جمال طه مدرس ان الفترة التي تلت طرح مسودة الدستور للاستفتاء كانت محدودة ولم تكن كافية للإطلاع علي مواد الدستور كما أن تلك الفترة شهدت عدد من الأحداث السياسية التي شغلت الرأي العام ولم يتثني لكثير من المواطنين الإطلاع علي الدستور مؤكدا انه صوت بنعم من أجل الاستقرار ولا يوجد ما يعوق المرحلة المقبلة وأشار علي رفضه للمادة الخاصة بالحبس الاحتياطي لمدة 12 ساعة قابلة للتجديد علي حد وصفه مؤكدا أن التصويت بنعم لم يتأثر لانه كان نابعا عن قناعة شخصية مشددا علي ان ابناء الوجه القبلي لديهم وعي وقدرة علي التمييز ويفهمون جيدا في السياسية بدليل خروجه في الجولة الأولي بكثافة ، وتابع : الصعيد غالبا بعيد عن العين والقلب فمن الطبيعي ان يصوت لصالح الاستقرار حسب وصفه