أسدل الستار على معركة الاستفتاء بالأقصر بنتائج غير متوقعة لأى من المتابعين والمهتمين بشأن المحافظة السياحية التى تختلف طبيعتها وتركيبتها السكانية عن كثير من المحافظات، وكان من المتوقع أن تحسم الفئة الرافضة للدستور المنافسة لصالحها بفارق مريح بسبب العدد الهائل من العاملين بالسياحة والأقباط ونشاط القوى الثورية والأحزاب المدنية وتكاتفها للمرة الأولى منذ ثورة يناير. الأقصر التى لم يفز عبر تاريخها البرلمانى الطويل أى نائب إخوانى فى المجالس البرلمانية أو حتى المحلية، ونصرت شفيق فى انتخابات الرئاسة فى الجولة الأولى وفى الإعادة، هى المحافظة الوحيدة فى الصعيد التى حصل فيها الفريق على نسبة أصوات أعلى من مرسى، وافقت على الدستور الذى ترفضه الكثير من القوى المدنية بنسبة اقتربت من 76.6% فى مفاجأة كبيرة وغير متوقعة لأى أحد. ويرى المراقبون للاستفتاء بالأقصر أن السبب الرئيسى لنتيجة الاستفتاء المخيبة للقوى المدنية عزوف الأقباط وأبناء المدن عن المشاركة فى الاستفتاء، إذ بلغ عدد الحضور 187 ألفاً، و132 مواطناً، بنسبة المشاركة تقريبا 28% فقط، برغم أن الجميع كان يتوقع غير ذلك مقارنة بنسبة المشاركة فى انتخابات الرئاسة. كما أن بعض قيادات الحزب الوطنى المنحل فقدوا قدرتهم على الحشد بالرغم أنهم ينتمون لقبائل وعائلات تملك الآلاف من الأصوات وبعضهم سئم العمل السياسى ورفض الدخول فى أى معارك خاصة بالدستور وقرر الابتعاد تماماً مثل عضوى مجلس شعب سابقين كان لهما تأثير كبير على المواطنين قبل ثورة يناير. وجعل موقف شقيق شيخ الأزهر وتصريحه علانية بتصويته بنعم فى الاستفتاء الكثير من محبيه ومريدى الطريقة الخلوتية الحسانية التى يرأسها الشقيق الأكبر له تحول دفة الرافضين إلى مؤيدين، وظهر ذلك جلياً بالأرقام، حيث وافق على الدستور بمنطقة القرنة غرب الأقصر 15 ألف شخص، ورفضه 5 آلاف، بالرغم أن هذه المنطقة بها أكبر عدد من العاملين بالسياحة وبها قيادات مؤثرون للحزب الوطنى. وفى أرمنت، معقل الجماعات الإسلامية فى السبعينات والثمانينات صوت بالموافقة على الدستور نحو 18 ألفاً فى مقابل 5 آلاف صوت رافض للدستور. كما أنه فى قرية الدكتور عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر وعضو الجمعية التأسيسية الوحيد الذى ينتمى للأقصر حدث اكتساح كبير ل«نعم» ولم يصوت ب«لا» سوى عدد محدود بلغ نحو 114 صوتاً. كان المستشار أسامة الرشيدى، رئيس اللجنة العامة للانتخابات بالأقصر قد أعلن النتيجة النهائية للاستفتاء على مشروع الدستور؛ حيث بلغ إجمالى الحضور 187 ألفاً و132 ناخباً وناخبة، وعدد الأصوات الصحيحة 174 ألفاً و620 صوتاً، وعدد الأصوات الباطلة 3512 صوتاً باطلاً. وبلغ عدد من صوتوا بنعم على مشروع الدستور الجديد 133 ألفاً و119 صوتاً، وعدد من صوتوا ب لا 40 ألفاً و841 صوتاً.