كثفت بنوك مصرية من عمليات السحب من أرصدتها بالعملة الأجنبية الموجودة بالخارج (ودائع، أذون، سندات، شهادات، أوعية ادخارية، ومشتقات مالية)، لمواجهة النقص في المعروض المحلي من الدولار، وتلبية تزايد الطلب من عملائها على العملة الأمريكية، وذلك وفقا لما ذكرته العربية نت. وشهد مطار القاهرة الدولي مساء الأحد الماضي وصول 50 مليون دولار قادمة من سويسرا لصالح أحد البنوك الوطنية، كما وصلت مساء الخميس الماضي، 30 مليون دولار قادمة من سويسرا لصالح بنك القاهرة، وذلك على متن طائرة الخطوط الإماراتية، وتسلمها مندوب إحدى شركات نقل الأموال، فيما استقبل المطار في نفس اليوم 45 مليون دولار، لبنوك عامة أخرى. يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه خبراء مصرفيون من توسع البنوك المحلية في السحب من ودائعها، وتوظيفاتها من السيولة بالخارج، ما يشير إلى أزمة في سوق الصرف والعملات الأجنبية، في ظل ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه بنحو 8 قروش خلال أقل من شهر، ما يهدد بعودة ظاهرة الدولرة، والمضاربات، والسوق الموازنة، خاصة مع اتجاه البعض إلى الاكتناز .
ورفض مسؤول بارز بالبنك المركزي التعليق على هذه الإجراءات، مكتفيا بالقول إن “الوضع شائك، ونحتاج إلى الاستقرار، وفقا لقوله”.
من جانبه، أرجع طارق حلمي، الرئيس التنفيذي السابق للمصرف المتحد، اتجاه البنوك إلى السحب من أرصدتها وودائعها الخارجية بالدولار، إلى رغبتها في تعزيز السيولة بالعملة الأجنبية، وتلبية طلبات عملائها، حتى لا يحدث ذعر في السوق، والحد من المضاربات والتي تسبب فيها، حسب قوله، توالى زيادة الدولار مقابل الجنيه، ما ينبئ بمؤشرات خطيرة.
وقال: “لدينا عجز في السيولة الدولارية بالسوق، والاحتياطي لن يغطى سوى 3 شهور واردات سلعية، ولن نستطيع الاعتماد عليه في مساندة سوق الصرف”.