تقدم 25 عضوا من مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالإسكندرية باستقالاتهم من الحزب ، معلنين حل اللجان النوعية والموقعية والوحدات القاعدية التي يمثلونها احتجاجا على ما وصفوه بعدم وضوح الموقف السياسي للحزب من نظام الحكم الحالي الذى تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي الحرية والعدالة ، فضلا عن ما اعتبروه باختراق الحزب من قبل عناصر غير يسارية لها إنتماءات وتوجهات مختلفة عن قوى اليسار مؤكدين أن بعض تلك العناصر له أجندة خاصة يضعها في مرتبة أعلى وأهم من المصلحة العامة للحزب. وأكد الأعضاء المستقيلون فى بيان لهم أن قرار استقالتهم جاء بعد محاولات متكررة لاتخاذ موقف معلن ومحدد من الحزب يدعو لمقاومة أخونة الدولة بكل مظاهرها ، ولاسيما عدم اتخاذ موقف واضح من النظام الحاكم الذى اعتبروه بأنه "نظام حكم طائفي سيطرت فيه جماعة الإخوان المسلمين على كل مفاصل الدولة بإرساء مبدأ المغالبة والإبتعاد عن المشاركة ، ومحاولة إقصاء كل القوى الوطنية لتوجهاتها وتنوعها "، وكذا محاولة الإخوان الهيمنة على مقدرات الوطن والإنفراد بالقرارات وبالسلطات والاستحواذ على المؤسسات واضعين مصلحة الجماعة نصب أعينهم محاولين تنفيذ أجندتهم ولو كانت تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا ، بشكل يجعل الجماعة أولاً ثم يأتي الوطن ثانياً ، على حد قولهم .
وأضافوا أن الحزب أصيب بأمراض أحزاب ما قبل الثورة من شللية وتكتلات جماعية داخلية لها مصالحها الخاصة مما أسهم فى تلاشي العمل الجماعي مما أدي الي ضياع كثير من الوقت والجهد فضلاً عن الإصرار المتعمد على إقصاء بعض أعضاء الحزب الناشطين والتهميش لعدد أخر من الأعضاء ليس بالقليل .
فيما فجر محمد سعد خيرالله أحد الأعضاء المستقيلون مفاجأة من العيار الثقيل ، حيث كشف ل "التحرير" أن القرارات داخل حزب التحالف الشعبى الاشتراكى يتم تمريرها من خلال مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين ، لافتا أن من يدير الحزب فعليا هو المهندس صبرى فوزى عضو الأمانة العامة للحزب ، والذى تربطه مصالح أعمال – حسب تصريحات خيرالله – بنائب مرشد جماعة الإخوان خيرت الشاطر .
وأكد خيرالله أن الحزب بصدد تكوين لجنة مسائلة حزبية بهدف حصر أعضاء الحزب المنتمين للجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر ، وإصدار توصيات بتحويلهم للتحقيق باعتبارهم أعضاء بكيان "عنصري" يضطهد جماعة الإخوان المسلمين .
وتابع خيرالله كشف المعلومات التى أعلن مسؤوليته الكاملة عنها ، حيث أكد أن نصف الحزب يدار بواسطة منظمات المجتمع المدنى الدولية المشبوهة ، مشيرا أن اللائحة الداخلية للحزب تضمن وضعا مميزا لكل من ينتمى لمنظمات المجتمع المدني ، مؤكدا أن بعض العناصر داخل الحزب ينفذ أجندة خاصة يضعها في مرتبة أعلى من المصلحة الوطنية العامة ، مضيفا أن معركة الانتخابات الرئاسية كانت نموذجا واضحا لعمل تلك العناصر التي افتضح أمرها دون أن يكون للحزب موقف واضح ضدهم .
وحصلت التحرير على نسخة من الاستقالة والبيان الموقع من الأعضاء المستقيلون وهم " محمود حال ، يوسف جابر محمود ، محمد سعد خير الله ،هالة إبراهيم العشري ، ابتسام يوسف جابر ،السيد يسرى على ،محمد عبد العزيز محمد ،حازم عبد الحميد ، عبد الوهاب حامد ، نعمة الله إبراهيم عبد العزيز ،رجب حماد حسن ،محمد يوسف جابر ،هند مصطفى على ،هيثم عباس ، سهير صدقى ،محمد السيد محمد ، إيمان يوسف جابر ،مصطفى على شكر الله ،إبراهيم قبارى ، رسمية زكريا ،محمد أحمد حافظ ،صفية عبده محمد ،إسلام أحمد حافظ ،وليد مصطفى عمر،حسام محمد".