الغضب الشعبى يستعد للانفجار فى وجه حكومة الدكتور هشام قنديل بعد أن أثبتت فشلها فى أكثر من موضع فى حماية أرواح المواطنين، حيث اجتمعت القوى السياسية من أحزاب وحركات شبابية، مساء أمس، لمناقشة مظاهرات جمعة الغضب المفترض أن تنطلق غدا، لم يعقد حتى مثول الجريدة للطبع، للاتفاق على فاعليات اليوم ومطالبهم. أمين العمل الجماهيرى فى حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى محمد عرفات قال ل«الدستور الأصلي» إنهم سيشاركون فى فاعليات الجمعة المتفق عليها لإحياء ذكرى محمد محمود والمطالبة بالقصاص لقتلة الثوار والتى ستبدأ بمسيرة تخرج من السيدة زينب، وصولا إلى شارع محمد محمود، لافتا إلى أن هناك اجتماعا للحركات والأحزاب السياسية مساء أمس، لم يعقد حتى مثول الجريدة للطبع، للاتفاق على مطالب وأهداف اليوم فى ضوء تطور الأحداث والاعتداءات الجديدة على متظاهرى محمد محمود.
عرفات قال إن هناك حالة غضب عام فى الشارع من الرئيس والحكومة بسبب الأحداث المتتالية التى أثبتت فشل الحكومة وعجزها عن تقديم حلول للمشكلات، سواء فى حادثة قطار أسيوط، وبعدها الاعتداءات على المتظاهرين فى شارع محمد محمود، موضحا أن الهدف الأساسى لمظاهرات الجمعة سيكون المطالبة برحيل الحكومة، مضيفا «لا بد أن يكون هناك وجود مكثف للحركات والقوى السياسية للمشاركة غدا، لمنع أى احتكاكات، لأنه كلما زاد العدد قلت فرص وجود احتكاكات جديدة».
عضو حركة شباب من أجل العدالة والحرية محمد عواد، قال إنهم سيشاركون بالطبع فى فاعليات الجمعة للمطالبة بالقصاص ورحيل الحكومة، لأنها تعمل بنفس النظام القديم فى عهد النظام السابق، نحتاج لحكومة ثورة حقيقة ليست من الإخوان تعبر عن أهداف الثورة وتُحدث تغييرا حقيقيا داخل مؤسسات الدولة، سواء الداخلية أو غيرها، بالإضافة إلى فتح ملف التحقيقات فى قضايا قتل الثوار بشكل جدى، فحتى الآن لا توجد قضية حقيقة وحتى قناص العيون الذى كان يقتنص عيون الشباب وتم تصويره لم يحاكم بسبب التباطؤ الشديد.
المتحدث الإعلامى لحزب المصريين الأحرار أحمد خيرى قال ل«الدستور الأصلي» إنهم لم يقرروا بعد المشاركة فى فاعليات الجمعة القادمة، وإنه سيتحدث مع شباب الحركات السياسية والأحزاب لتأجيل مظاهرات الجمعة القادمة حتى لا تحدث احتكاكات ومشكلات جديدة، مضيفا «هناك قلق من احتقان الأحداث وإراقة مزيد من الدماء ولا بد من وجود ضبط للنفس، ولذلك أتحفظ على المليونية فى هذا الوقت، حيث نحتاج إلى فترة هدوء والتراجع للخلف وليس معنى ذلك أن ننسى الذين ماتوا أو حقهم فى القصاص، لكن لمنع إراقة مزيد من الدماء».
خيرى أضاف أن على الحكومة أن تتحمل مسؤولية ما يحدث فى محمد محمود ونتساءل بجدية «الحكومة فين مما يحدث؟» فلا يوجد أى تعامل سياسى أو أمنى مع الأحداث والدكتور قنديل ذهب لزيارة مصابى الشرطة، ولكن أين المصابون الآخرون من المتظاهرين الذين تجاوزوا العشرات وليسوا بلطجية كما يقال عنهم؟ وجابر صلاح عضو حزب الدستور الذى ضرب برصاص الشرطة لم يكن بلطجيا، وما حدث معه غير مقبول، ولو استمرت هذه الأحداث لن ترحم ليبراليا ولا إخوانيا.
«أيا كان قرار الحزب فمن المؤكد أن شباب الوفد سيشاركون» هذا هو ملخص ما أكده حسام الخولى سكرتير عام مساعد حزب الوفد الذى أشار إلى أن الوفد رفض المشاركة فى الكثير من التظاهرات بغرض إعطاء مهلة للرئيس وحكومته قبل الحكم على أدائهم إلى أن فاض الكيل»، قائلا «لكل شىء حد ونحن أعطينا الرئيس وحكومته أكثر من فرصة لتغيير الأوضاع، ولكن للأسف لا نجد أى تغيير، فقبل الحكم كانوا يقولون الطرف الثالث والمجلس العسكرى، وهو الذى كان يرعى إخفاء الأدلة، ولكن بعد رحيله ووصولهم إلى الحكم ما زالوا يقولون الطرف الثالث ولم يقتصوا لدماء الشهداء، فالكل غاضبون من الرئيس وحكومته التى لم تفعل أى شىء حتى الآن، فما بالنا بشاب لم يجد قصاصا أو هدفا، ولا أملا، وكل ما يجده محاولات لأخونة الدولة «مشيرا إلى أن الوفد لم يناقش بعد أمر المشاركة فى تظاهرات الجمعة».
الخولى اعتبر ما يحدث حاليا هو نتيجة لاحتقان تولد خلال الفترة الماضية تجاه الرئيس وحكومته الذين لم يفعلوا أى شىء منذ توليهم حتى الآن، متسائلا باستنكار: ما النظام الذى لا يستطيع أن يحكم بلدا ويعلق كل شىء على شماعة الطرف الثالث والنظام القديم؟ متمنيا من الرئيس وحكومته أن يعطوا بعضا من وقتهم لمصر بدلا من إعطاء كل الوقت لغزة، قائلا «غزة على عينّا وراسنا بس ينتبهوا الأول لمصر».
عضو المكتب السياسى لحركة «6 أبريل» عمرو على أشار إلى أن ما يحدث فى شارع محمد محمود الآن هو نتيجة طبيعية للضبابية الموجودة حاليا فى الحياة السياسية وموقف الحكومة غير الواضح من السياسات الاقتصادية والاجتماعية وعجزها عن مواجهة الأزمات ومحاولة الرئيس للتصالح مع الدولة العميقة التى قامت الثورة لتهدمها وتبنى دولة يمقراطية جديدة، إضافه إلى عدم القصاص لدماء الشهداء، قائلا «إذا لم نقتص من الفاسدين فستعود دولة مبارك كما هى ولا نجد دولة التغيير التى نحلم بها»، مؤكدا أنهم بشكل كبير سيشاركون فى فاعليات يوم الجمعة، إلا أنه أشار إلى أن الأمر متوقف على التنسيق مع القوى الأخرى للاتفاق على مطالب وشعارات واحدة، مؤكدا أنهم هذه المرة لن يغادروا الميدان قبل تحقيق مطالبهم.