قررت القوى المدنية فى اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، الإعلان رسميا عن الانسحاب من «التأسيسية» خلال مؤتمر بنقابة الصحفيين اليوم، كما رحبوا بإعلان الكنيسة انسحابها رسميا، فى الوقت الذى لا يعترف فيه تيار الإسلام السياسى، الذى يؤكد أن الوضع ما زال على ما يرام. عضو اللجنة التأسيسية الدكتور جابر نصار، كشف أن القوى المدنية ب«التأسيسية» قررت الانسحاب بالفعل، وأنه سيتم الإعلان خلال مؤتمر صحفى فى نقابة الصحفيين ظهر اليوم للإعلان الرسمى عن الانسحاب. نصار قال فى حديثه ل«الدستور الأصلي» إن الدستور الحالى لا يعبر إلا عن الإسلاميين، وهو ما يدل على خطورة الوضع الحالى، لافتا إلى أنه من الواضح أن الإسلاميين لا يريدون شيئا سوى ما يخدم أهدافهم ومصالحهم. نصار أكد أن انسحاب الكنيسة والقوى المدنية دليل قوى على ضرورة عدم استكمال تمثيلية «التأسيسية» بهذا التشكيل الذى يريد دستورا للإسلاميين، لا دستور لكل المصريين.
الدكتور جمال جبريل، رئيس لجنة نظام الحكم ب«التأسيسية»، قال إن انسحاب الكنيسة من اللجنة التأسيسية للدستور سوف يعيد الأمور إلى نقطة الصفر لأنه لا يجوز استكمال «التأسيسية» دون تمثيل للكنيسة.
جبريل أكد أن انسحاب الكنيسة أصبح أمرًا فى غاية الخطورة، وأنه لا يجوز استمرار كتابة الدستور فى ذلك الوضع المرتبك، ومن الضرورى أن تكون الكلمة النهائية للشعب.
وكشف جبريل أن السبب الحقيقى لخلافات «التأسيسية» يرجع إلى أهداف سياسية تقوم بها بعض القوى المدنية لانهيار «التأسيسية»، مشيرا إلى أنه ضد انسحاب بعض القوى المدنية التى يقودها عمرو موسى لأن هدفها شخصى لإنهاء اللجنة، وطالب جبريل بضرورة الرجوع إلى الشعب فى تشكيل جديد للتأسيسية حتى لا تكون هناك مناورات سياسية.
أما عضو اللجنة التأسيسية للدستور وممثل التيار السفلى محمد سعد الأزهرى، فرأى أن انسحاب الكنيسة من «التأسيسية» لا يمثل أى مشكلة قائلا: «ممثلو الكنيسة ليسوا الشعب كله ونحن نمثل الشعب».
الأزهرى قال فى حديثه ل«الدستور الأصلي» أن انسحاب الكنيسة والقوى المدنية من «التأسيسية» لن يؤثر على عملها بأى شكل من الأشكال، وإن العمل قائم وإنه سوف يتم الانتهاء من المسودة النهائية الأسبوع القادم.
وتساءل الأزهرى: «أين كان عمرو موسى الذى يدعو إلى الانسحاب طوال الشهور الماضية، وهل المواد التى يوجد عليها خلاف ظهرت فجأة كده.. ويا ريت يقول إيه هو الاختلاف؟!».
الأزهرى أشار إلى وجود أهداف وأبعاد سياسية لتفتيت اللجنة من الداخل وتأخير عمل الدستور، لافتا إلى أن القوى التى ستعلن انسحابها سوف يتم نزول الاحتياطيين بدلا منها، قائلا: «اللى ما كانش عاجبه ما كانش يكمل من الأول».. وتمنى الأزهرى أن يتراجع المنسحبون عن قرارهم حتى يخرج الدستور إلى النور.