نفَّذت المنطقة الغربية العسكرية أول من أمس (الثلاثاء) مشروعا تدريبيا بالذخيرة الحية بمنطقة «حباطة» بالصحراء الغربية قرب الحدود مع ليبيا. بمشاركة عديد من تشكيلات القوات المسلحة من القوات الجوية والمدرعات والدفاع الجوى والمشاة والمدفعية، حيث تضمن المراحل الرئيسة للمناورة والتخطيط لضرب أهداف معادية وكيفية تأمين القوات، وأظهر مدى التناسق فى عمل القوات فى أثناء العمليات. واستمع وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى لعرض تقرير الكفاءة القتالية، الذى تضمن الحالة الفنية والإدارية للأنظمة والمعدات المشاركة فى المناورة ومناقشة القادة والضباط المشاركين فى أسلوب تنفيذهم مهامهم، وكيفية اتخاذهم القرار لمواجهة التغيرات المفاجئة لإدارة العمليات، وخلال المناقشة كلف وزير الدفاع عددا من الوحدات الفرعية بتنفيذ عدة مهام غير مخططة، والتأكد من سرعة استجابة القادة والأفراد وقدرتهم على تحقيق المهام القتالية المختلفة بكفاءة عالية. وفى نهاية المناورة أشاد وزير الدفاع بالمستوى المتميز للعناصر المشاركة فى المناورة والجهد الذى يقومون به للحفاظ على الصلاحية الفنية للأسلحة والمعدات، وطالبهم بالتدريب المستمر، وأن يأخذوا بأسباب العلم والمعرفة ومواكبة التطور الهائل فى فنون وأساليب القتال. وشدد على ضرورة البعد عن النمطية فى تخطيط وتنفيذ المهام والأنشطة التدريبية والاهتمام بالتدريب التخصصى وأهمية تنظيم التعاون بين جميع العناصر المشاركة، وتوفير جميع الإمكانيات للارتقاء بالمجندين وتأهيلهم للمهام والواجبات المكلفين بها باعتبارهم الدعامة الأساسية للقوات المسلحة.
وفى كلمته التى وجهها إلى القوات، أكد وزير الدفاع أن القوات المسلحة جزء أصيل من شعب مصر العظيم، وأن رجالها أدوا دورهم الوطنى فى دعم وحماية الثورة بكل إخلاص وتفانٍ، وأن القوات المسلحة ستظل دائما رمز الوطنية المصرية، وستبقى دائما درعا وسيفا لهذا الشعب المصرى الذى لم يبخل عن دعم قواته المسلحة. ولم يفت الفريق السيسى الإشادة بجهود أبناء القوات المسلحة، وعلى رأسهم القادة، فى تحمل مسؤولية العبور بالبلاد إلى بر الأمان رغم الضغوط الكبيرة التى تعرضوا لها والتحلى بالانضباط وضبط النفس لأقصى درجة ممكنة تجسّد ثقة بالنفس والقوة للمحافظة على كيان القوات المسلحة واستقرار مصر، فى إشارة خفية إلى عدم انقلابه على هؤلاء القادة فى المجلس العسكرى، مضيفا أن القوات المسلحة ستظل تؤدى دورها فى حماية الوطن واستقراره مهما كانت الضغوط، مؤكدا أن ولاء القوات المسلحة الوحيد لشعب وأرض مصر.
وأوضح السيسى أن مهمته الرئيسية كقائد عام للقوات المسلحة الحفاظ على وحدة وتماسك ومكانة القوات المسلحة من أصغر جندى إلى أكبر قائد، وأنه لن يسمح بأى تجاوز فى حق أى فرد داخل الجيش، وأشار إلى مطالبهم ومشكلاتهم التى لم تحل، قائلا إن الاهتمام برجال القوات المسلحة والعمل على حق مشكلاتهم هو أحد الأهداف الرئيسية خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا كذلك استعادة الكفاءة القتالية والروح المعنوية للمؤسسة العسكرية. ثم تطرق السيسى إلى الأوضاع الداخلية، والمخاطر التى تتعرض لها مصر، خصوصا ما يتعلق بالوضع الاقتصادى الحرج، مؤكدا أن القوات المسلحة تدعم بكل إمكانياتها الاقتصاد المصرى باعتبارها العمود الرئيسى الذى ترتكز عليه مصر، مما يرجح تغييرات فى وضع المشاريع التى ينفذها الجيش لتمويل القوات ذاتيا وبعيدا عن الحكومة