أن يجتمع البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى وأيمن نور والدكتور زياد بهاء الدين وعبد الغفار شكر والدكتور وحيد عبد المجيد وغيرهم فى فيلا الدكتور أحمد البرعى وزير القوى العاملة السابق للتباحث حول الطغيان الدينى فى كتابة الدستور.. والسيطرة الكاملة للإخوان على الجمعية التأسيسية واتخاذ موقف من ذلك، فهذا أمر طبيعى ويُحمَد. ولكن أن يكون السيد البدوى حاضرا مثل هذا الاجتماع ومعه بعض أركانه.. فهذا أولا يُحمَد عليه.. ويجب على المجتمعين أن يتحسسوا مواقفهم.. فالسيد البدوى رجل لا يُصدَّق.. ويعمل لمصالحه الشخصية.. وبزنسه الخاص.. وعلى استعداد أن يبيع أى موقف ما دام سيحصل على منفعة شخصية.. لقد تناسى المجتمعون لاتخاذ موقف موحَّد من دستور الإخوان الذى نشمّ منه رائحة أسوأ دستور ولا يتفق أبدا مع ثورة قامت ضد الاستبداد والفساد.. وخلعت ديكتاتورا.. وثورة قامت من أجل الحرية والعدالة ودولة القانون والديمقراطية، مواقف السيد البدوى قبل الثورة.. وفى أثناء الثورة.. وبعد الثورة.
لقد تناسى المجتمعون لاتخاذ موقف من دستور الإخوان أن السيد البدوى نفسه كان عرَّاب اتفاق العسكر والإخوان على تشكيل «التأسيسية» الحالية، ولم يتصدَّ الإخوان لها هذه المرة.. وإنما تركوا السيد البدوى ليدير الاتفاق حول نِسب القوى الدينية والمدنية فى تشكيلة «التأسيسية».
وقد لفّ السيد البدوى وناور كعادته من أجل أن يحصل على ثقة الحكام الجدد، دعوكم مما يدّعيه ويقوله وجعل أطراف دينية متحالفة مع الإخوان من حصتهم فى «التأسيسية» من نسبة القوى المدنية.. وقد كانت فضيحة كبرى.. لكن يبدو أن السيد البدوى يعتمد على تناسِى الناس والذاكرة الضعيفة للمصريين.. ويحاول الآن أن يغتسل من مصائبه بما فيها موقفه من «التأسيسية» الحالية التى شارك فى تدشينها ونِسبها ومشاركة أعضاء من حزبه باختياراته الشخصية.. ويحاول أن يتجمل بوقوفه مع قوى حية مدنية تسعى من أجل البلد ومصلحته لا مصلحتها الشخصية وبزنسها الخاص وتجارة الأدوية والفياجر وإعلانات الفضائيات!
فهل نسى هؤلاء موقف السيد البدوى من «التأسيسية» وعمله لصالح «العسكرى» والإخوان معا؟ ف«التأسيسية» الحالية نتاج تعاون عسكرى إخوانى مثل أمور كثيرة، وكان السيد البدوى عرَّاب هذا الاتفاق.
وهل نسى هؤلاء مواقف السيد البدوى السابقة على الثورة وتحالفه مع الحزب الوطنى وصفوت الشريف ومع أمن الدولة؟ هل نسى هؤلاء مواقف السيِّد البدوى من جريدة «الدستور» التى اشتراها مع تابعه رضا إدوارد وقدمها هدية إلى مباك وابنه وعصابتهما فى الداخلية مقابل تسهيلات فى الحصول على أسواق لأدويته وتسجيل أدوية جديدة وأراضٍ لتابعه، وإذا جرى تحقيق معهما فى الكسب غير المشروع سيجد الجهاز بلاوى عندهما لا تقل عن أى من رموز الحزب الوطنى ورجال أعماله؟ وهل نسى هؤلاء موقف السيد البدوى من صحفيى «الدستور» الذين يرفضون التعاون معه، ومماطلته فى الاتفاق وتعويضهم، فرغم توقيع الاتفاق مع نقابة الصحفيين حتى الآن لم يفعل شيئا؟ وتهرب من كل اتفاقاته (واسألوا الأستاذ مكرم محمد أحمد وأعضاء نقابة الصحفيين).. وهل نسى هؤلاء ما يحدث داخل حزب الوفد وتعامله مع القيادات الأصيلة للحزب وتدميره حزبا مدنيا له تاريخ كان يمكن أن يكون له مستقبل؟ لكن السيد البدوى دمره بحمد الله.
وهل نسى هؤلاء ما فعله ويفعله مع صحيفة «الوفد»، واسألوا الصحفيين فيها..؟ فالسيد البدوى رجل يعمل لمصلحته فقط.. فلا تصدقوه.
عيب قوى أن يكون السيد البدوى بين البرادعى وحمدين صباحى!