لا أعرف كيف جرؤ الدكتور محمد سعد الكتاتنى أن يقول فى المؤتمر الصحفى للإعلان عن الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور، إن اختيار 100 شخصية تشكّل تنوعا ثقافيا وسياسيا ومهنيا وجغرافيا، جاء طبقا لاختيارات القوى السياسية وترشيحاتها التى توافقت عليها.. وتكونت من 9 فقهاء للدستور والقانون و6 للهيئات القضائية و5 للأزهر و5 للكنائس المصرية و7 للنقابات المهنية و4 ممثلين للعمال والفلاحين و33 يمثلون الأحزاب و3 للسلطة التنفيذية (الجيش والشرطة والحكومة). فالكل يعلم أن هناك أحزابا ممثَّلة فى البرلمان كأحزاب الكتلة انسحبت من اختيار الجمعية التأسيسية لعدم التوافق على الشخصيات والمحاصصة أو تقسيم الحصص على القوى السياسية الإسلامية والمدنية التى أشرف عليها الإخوان وساعدهم هذه المرة رئيس حزب الوفد السيد البدوى الذى يضع سمعة الحزب فى الطين.
وليس هذا فقط، بل حدث انقسام فى أعضاء حزب الوفد الذين فوجئوا باختيارات رئيسهم السيد البدوى الذى مارس دور «السمسار» الذى تعود عليه للحفاظ على مصالحه الخاصة.. فكان عرَّاب صفقة «التأسيسية».. ووقف ضد القوى المدنية وتنازل عن موقف «الوفد» التاريخى كحزب مدنى علمانى.
وكان عدد كبير من أعضاء مجلس الشعب المستقلين قد أعلنوا انسحابهم من الاجتماع المشترك اعتراضا على اختيارات حزب الإخوان بمشاركة السيد البدوى.
وقد خرجت هذه القوى السياسية والحزبية، وأعلنت فى مؤتمر صحفى أذاعته الفضائيات تعلن انسحابها نتيجة لعدم التوافق.
وكذلك المحكمة الدستورية العليا أعلنت انسحابها.
لكن يبدو أن الدكتور الكتاتنى لم يصل إلى علمه أى شىء من ذلك.. ليصر على أن اختيار لجنة ال100 كان بتوافق القوى السياسية.
أىُّ توافق هذا الذى يدّعيه الكتاتنى اللهم إلا توافقه مع الدكتور السيد البدوى لسبب غريب ومريب يتعلق بمصالحهما؟!
الغريب أيضا ادّعاءات الدكتور الكتاتنى وحزبه وجماعته فى تمثيل قوى الثورة وشبابها لدرجة أنهم يضعون الدكتور معتز عبد الفتاح باعتباره من شباب الثورة.
والله حرام عليكم.
ومع احترامى للصديق الدكتور معتز عبد الفتاح.. فهو لا يمثل أبدا شباب الثورة.. نعم هو أكاديمى ومحلل سياسى، لكن ليست له علاقة بشباب الثورة.. اللهم إلا أنه يعرف بعضهم ويحلل مواقفهم.
ناهيك أيضا باختياراتهم الأخرى لشباب الثورة.. فقد كانت على طريقة «العسكرى» فى تشكيل ائتلافات الثورة لضرب ائتلاف شباب الثورة الأصلى.. فالاختيارات ليس من بينها أحد ينتمى إلى شباب الثورة اللهم إلا أحمد ماهر.
والله عيب يا دكتور كتاتنى عليك أنت وحزبك وجماعتك، أن تكون تلك هى الجمعية التأسيسية التى تعبر عن جميع قوى المجتمع.. يا راجل حرام عليك.. وكفاية ادّعاءات.. ولف ودوران.
اليوم مصر على موعد مصيرى فى حكم «الدستورية العليا» بشأن المطروح عليها من حل مجلس الشعب وعزل أحمد شفيق المرشح الرئاسى وإجراءاته فى إطار «العكّ» الذى وضعَتنا فيه إدارة المجلس العسكرى الفاشلة للمرحلة الانتقالية.
أصبح الأمر فى يد المحكمة الدستورية باستعادة المسار الصحيح بعد أن أصبح المصريون فى موقف صعب بعد ثورتهم العظيمة من انحراف المسار الديمقراطى والحرية والكرامة والعدالة سقط معه آلاف الشهداء والمصابين من أجله.. ليصلوا فى النهاية إلى خيار مُرّ بين المرشح الاستبن محمد مرسى ومرشح الفلول أحمد شفيق.. ليقود أحدهما مصر فى المرحلة القادمة!
لكن يبقى الأمل فى المحكمة الدستورية ومستشاريها من أجل تصحيح المسار والبدء من جديد فى طريق سليم واضح وبلا عك.
فهل يفعلها مستشارو المحكمة الدستورية الذين سيصدرون أحكامهم باسم الشعب؟
فيا أيها الذين فى المحكمة الدستورية.. الشعب يريد استعادة ثورته.. ويريد الديمقراطية السليمة والحرية والكرامة والعدالة.