على الحدود السورية و فى الطريق منها و إليها قابلت الكثير من النازحين السوريين ... لكل لهم قصة عن الرعب بالداخل خصوصا الأيام الأولى للثورة لا تخلو اجساد معظمهم من آثار تعذيب عنيفه لاسابيع أو لأشهر فى فروع النظام الأسدى الأمنيه .. اغلبيتهم أظهرو ان النظام و جلاديه يعذبونهم لأجل الإرهاب و الترهيب و البعض من الجلادين لاجل المتعة و لكنهم يتشاركون جميعا فى " التشفى " بهؤلاء الضحايا ..
بعض الجلادين , تستفزه صلادة و صلابة الضحية , فهو لا يعذب لأجل المعلومات , و بعض الاحيان تتوقف الضحية عن اصدار انات الألم , فيتمادى الجلاد فى التعذيب حتى تدغدغ مسامعه المريضة آنات ألم الضحية المُعذبة ... فى محاولة لكسر الضحية و تحطيمه نفسيا .
بعض الجلادين , تستفزه أنات و صرخات الضحايا المعذبين , فيتفنن فى التعذيب و يتمادى و لا يتوقف الا عندما يشعر بالنشوة " المريضة " و يكتفى فيذهب ليستريح و يعود ليتشفى لاحقا كما شهد بعض الضحايا .
الجلادين فى الفروع الأمنية للنظام المجرم لا ينفكون يبتدعون طرقا أخرى فى التعذيب خصوصا بعد ان أخذو الاوامر بتصفية بعض المعتقلين او تسليمهم للجيش النظامى الذى تحول الى ميليشيا طائفيه لتصفيتهم ..
المعذَبٌون الضحايا , تحولو إلى عسكر مقاومين فى الجيش السورى الحر , و بدأت آثار التعذيب القديمه فى الفروع الأمنيه تمتزج و تخطلت بإصابات أحدث فى ساحات المعارك بين رصاص و شظايا .
التعذيب لم يعد حكرا على الفروع الامنيه بل إمتد منذ أكثر من سنة للجيش النظامى الذى تحول إلى مليشيا تستهدف المدنين ... التعذيب على ايدى هؤلاء العسكر يجرى وفق سياق أمنى و غالبا ينتهى بذبح او قتل الضحية و يتجاوز التعذيب الجسدى و الإنهاك النفسى الى الإنتهاك الجنسى , و لم يعد يفرق بين المدنين ... بل تعامل بعشوائيه شديدة ليستثنى الطائفة الوحيدة التى تدعم النظام .
عشوائية التعذيب قبل الذبح , لا تهدف إلا الى إرهاب المدنين خصوصا عندما أعلن النظام الطاغى الشعب عدواً ليبدأ قصفه و حصاره و إغتصابه و تعذيبه و استخدام كل الالات الحربية ضده .... المعذَبٌون الضحايا الآن فى قدم المساوه مع جلاديهم المجرمين القتلة معظمهم انضمو للجيش السورى الحر ... و لكل منهم قصة عن تجربته فى الفروع الأمنيه او فى التظاهرات , اول يحمل إرثا لقتيل مُعذب مغدور على إيدى النظام الطاغيه ... فهل سيقبل هؤلاء الحل السياسى الذى يؤمن الطغاة من القصاص .. من يشف صدور هؤلاء إذا تم تفعيل الحل " السياسى " ؟؟ خصوصا مع القول السائد المرافق دائما لهذه الحلول تبعا لمن يقترحها " تأمين النظام و تنحى " بشار الأسد و الابقاء على الجيش العسكرى ؟؟
من للحساب و من للعقاب ؟؟؟؟ ام هل سيترك هؤلاء الثكالى و اليتامى و الضحايا المغدورين ... بدون قصاص لحقوقهم , يكتمون غيظهم و يجرعون مرار العجز عن اخذ حقوقهم ؟؟؟ عندما يتم تفعيل الحل السياسى ؟
الهدف الرئيسى للحل السياسى , هو تأمين النظام و الابقاء على الكثير من المجرمين " العملاء " بدون أن يحترقو بعد ان لغت ايديهم و اسلحتهم فى أجساد و ارواح و نفوس الملايين من المغدورين من الشعب .. فالاطاحة بالعدل الإلهى " القصاص " , لا يهدف فقط إلى تدمير الثورة , بل " إختراقها " لاحقا و الانقلاب عليها و الاستعداد لتأمين الكثير من المجرمين القتله بدون خوف من أن يتم محاسبتهم و عقابهم و القصاص منهم على ما إقترفوه.
دعاة الحل السياسى سابقا سواءا روسيا , إيران أو أمريكا أو الأممالمتحده " المجتمع الدولى " , او لاحقا عندما مرروا الحل للمرسى لتتحمل مصر مسؤولية تمريره للداخل السورى و تسويقه عن طريق المعارضة الخارجية يعرفون جيدا ان الابقاء على عملاء غير خائفين من القصاص و مأمنون من العقاب افضل سبيل للإبقاء على ما يمكن ابقاءه من النظام الطائفى ... و هم لن يسمحو بالقصاص او باخذ الحقوقي , إلا بالتضحية ببعض الرؤوس للإبقاء على البعض الآخر .
الحل السلمى يسهل تمريره إذا كان النظام الطاغى لم يتجاوز استهداف المدنين فى التظاهرات السلمية أمنيا , لم يحرك ضدهم قواته العسكرية ليواجه المظاهرات بالقوة العسكرية , و التى لم يستخدمها ضد العدو الذى يدعى ممانعته " كالعاهر المتمنعة كذبا " و هو فعل ما لم يفعله هذا العدو فى أعداءه لأكثر من 50 سنه فى سنة و نصف فقط .
الحل السياسى , قد يكون إذا لم تكن هناك حرب حقيقيه لاتزال تجرى و يكون ضحاياها المئات يوميا من النساء و الاطفال و المدنين بقصف عنيف جوى و مدفعى ... مورس فيه كل انواع القمع و التعذيب و الارهاب , النفسى و الجسدى و الجنسى .
الحل السياسى الآن هو لانقاذ النظام و الدول التى ترتبط مصالحها بالنظام " إيران و إسرائيل , و أمريكا " و التى لم تجد البديل بعد لهذا النظام ليؤمن حدود الربيبة إسرائيل , لذا يصمت العالم بخزى و مماطلة مستمره لأكثر من ثمانية عشر شهرا .
الحل الذى اقترحه مرسى : هو صدى اللعبة السياسية الدولية التى انخرط مرسى فيها .... و التى يبررها البعض من المبربراتيه بالقول : إن مرسى يعبر عن " المؤسسه العسكرية المصرية " .. و الرئاسة المصرية , لكأنما استلم مرسى الوظيفه كإمتداد لنظام مبارك لا كنتيجة لثورة .
أيا كانت الإجابه " لماذا تورط مرسى فى تصفية الثورة السورية " فنحن نبرأ مرسى من " العمى " و " البلاهة السياسية " , و " الحمق السياسى " ... و لكن كل الاجابات التى تتسرب تجعل من مرسى غير ذا سيادة حقيقيه لا ليقيم الوضع فقط .. بل لاتخاذ قرار حقيقى لصالح الثورة السورية .
هل يتحول مرسى إلى أردوغان آخر الذى صرح أمس بأنه سيصلى قريبا فى الجامع الأموى بدمشق فرد الكثير من السوريين " ماذا فعلت سيادتك لتستحق هذا الشرف غير الكلام " ... و ينخرط فى إطار العجز ضد الاستجابة لصرخات الفجوعين و الجزعين و آنات المعذبين و المقهورين و شهقات احتضار الأطفال و النساء و الشيوخ ليصبح و يثبت أنه سقط فى إختبار الخروج بمصر لاطارها الثورى لتكسب احترامها العالميا ليصبح طرطورا مطرطرا للعبة السياسية الدولية التى تقول " إسرائيل فوق الجميع " .. و ينشغل جيل المبربراتيه " لا المبرراتيه " بالتبرير لكل همسة و دخلة حمام لسيادة الرئيس فضلا عن تورطه بالمماطلة و التصفية للثورة السورية ؟؟
متى ستوقف عن ما يؤمر ان يفعل و يطلب منه ان يقول ليبدأ فى ان يقول ما يريد و ما يجب ان يفعل بدلا من ان يتبربر المطبلاتيه بافعاله ليبررو ذبح الشعب السورى ؟
يبدو ايها الرئيس المستجد انك لم تقرأ المصحف منذ توليت الرئاسة لذا نذكرك بالوضع فى سوريا مره أخرى و قول الله تعالى: " قاتلوهم يعذِّبْهم الله بأيديكم ويُخْزهمْ وينصُرْكمْ عليهم ويَشْفِ صدورَ قوم مؤمنين. ويُذهبْ غيظَ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليمٌ حكيم " (التوبة: 14 - 15) .