انتخابات بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 118 سارت فى هدوء وسلام منذ وفاة البابا شنودة الثالث، وطوال الفترة الأولى التى كان يتم فيها تقدم الأساقفة والرهبان بأوراق ترشحهم للكرسي البابوى، وتسجيل أسماء الناخبين، ورغم أن كل مرحلة منهم شهدت بعد الجدل مثل «هل يجوز ترشح الأسقف مخالفة لقوانين الكنيسة؟ رغم إباحة لائحة 1957 التى تجرى الانتخابات من خلالها لترشح الأساقفة»، لكن هذا الأمر اتفق فيه رأس الكنيسة حاليا الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركي، مع المجمع المقدس والمجلس الملى والعلمانيين بان تجرى الانتخابات وفق اللائحة ويؤجل الحديث عن تغيرها إلى بعد انتخاب البابا حتى لا يذهب تغيير او تعديل اللائحة لدهاليز البرلمان السابق الذي كانت أغلبيته «إسلاميين»، وتتعطل الانتخابات، وتظل الكنيسة بدون بطريرك لعدة سنوات قادمة. أما الأمر الثاني فكان فى قيد الناخبين وكيفية تسجيل ناخبين يمثلون أبروشيات المهجر التى لم تكن موجودة بهذا العدد وقت انتخاب البطريركين السابقين شنودة الثالث عام 1971 وكيرلس السادس عام 1959، ولكن قيد الناخبين وإعلان أسمائهم وحاليا تعكف لجنة الطعون على دراسة الطعون المقدمة لإعلان القائمة النهائية للناخبين خلال الأيام القليلة القادمة.
وينتظر الأنبا باخوميوس ولجنتى الترشيحات وقيد الناخبين عدد من الأمور التى قد تؤخر سريان عملية انتخاب البابا، وهي اعتراضات عدد من الأقباط على قوائم الناخبين، وكان آخرها اللقاء الذى تم أمس الجمعة، بين الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة قيد الناخبين، ووفد من حركة «أقباط بلا قيود».
الحكة قالت في بيان صادر عنها بعد اللقاء «فى لقاء اتسم بالمودة والشفافية والمصارحة، أعرب وفد الحركة عن بعض المخاوف التى تتعلق بالطريقة التى تسير بها الإجراءات الخاصة بانتخاب البطريرك، واللغط المثار حول لائحة عام 1957 ومسألة ترشح أساقفة الإبراشيات، وغيرها من الأمور».
البيان أضاف «أبدينا بعض الملاحظات حول جداول الناخبين والطريقة التى تمت بها عملية القيد، بالإضافة إلى تقديم مذكرة تتضمن معلومات عن بعض ممن وردت أسماءهم بكشوف الناخبين، وترى فيهم الحركة أنهم غير مؤهلين لتمثيل الشعب القبطى فى عملية الانتخاب التى تعد خطوة أساسية تمهد للقرعة الهيكلية التى ستتحدد من خلالها هوية البطريرك المُنتظر ويتحدد معها مُستقبل الكنيسة لسنوات قادمة».
وأوضح البيان أن «الأنبا مرقس وعدهم بالتواصل مع لجنة الطعون ومع نيافة القائم مقام لنقل نبض الشارع القبطى والتجمُعات الشبابية التى ستُشكل أساس بناء الكنيسة فى المُستقبل».
«أقباط بلا قيود»، اعترضت على قيد من تم وصفهم من «الأراخنة الأقباط» وعُرف عنهم مُوائمة السلطة على حساب الشعب القبطى وحقوقه، ومنهم من تنكر لأسس الإيمان الإرثوذكسي القويم من خلال كتابات أو تصريحات أدلى بها للصُحف وفى وسائل الإعلام.
كان عدد من «خدام الكنيسة»، قد تقدم بطعون على قيد ناخبين يمثلون الأقباط فى السعودية رغم عدم وجود كنيسة قبطية هناك أو أسقف، ووقوعها فى نطاق أبروشية الشرق الأدنى ومقرها القدس والتى تم انتخاب 12 قبطي منها ليمثلون الأبروشية فى الانتخابات.
المستشار منسى ثابت عضو لجنة قيد الناخبين قال ل «التحرير»، عن هذا الأمر أن لجنة الطعون لن تترك أى طعن دون النظر إليه وتصحيح اى خطأ كان.
وينتظر انتخابات البابا فخ جديد عقب الانتهاء من الطعون على قيد الناخبين يتمثل فى كيفية استبعاد 10 مرشحين للكرسي البابوى على الأقل من ال 17 مرشح، فحتى الان لم يتضح الامر ولم تتضح المعايير التى سيجرى عليها استبعاد المرشحين خصوصا أن هناك بعض الأساقفة لهم مؤيدين يتحركون على الأرض من اجل الترويج لهم وزعزعة الثقة فى المنافسين لهم.