أكد الدكتور محمد سلمان أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية انه انفصال جنوب السودان قد يشكل هذا خطورة على حصة مصر من مياه النيل , جاء هذا خلال الندوة الثانية للموسم الثقافى الخامس للمجلس الأعلى للثقافة –الثلاثاء- تحت عنوان سياسة مصر تجاه حوض النيل . وأضاف سلمان أن كل مناطق حوض النيل جميعها لا يمكن التأثير من خلالها على حصة مصر من مياه النيل فيما عدا شمال السودان وجنوب السودان,موضحا انه والى وقت قصير قد حذرته القيادة المصرية من الحديث عن هذا الموضوع واعلانه , حيث انه عند مدخل النيل الازرق يوجد مثلث عند خط عرض 12 وعنده يشيخ نهر النيل أو يهدأ وبالتالى المنطقة المحيطة به سهلة وممهدة لاقامة أى مشروعات, موضحا أن 85% من حصة مصر من مياه النيل تأتى من النيل الازرق. وبافتراض سوء النوايا-كما يشير سلمان- فمن الممكن ان يكون هناك خطر حقيقى على حصة مصر من مياه النيل خاصة ان مصر تعانى ندرة حقيقية فى المياه بسبب الزيادة السكانية وتفاقم مشكلة الغذاء والتزايد المضطرد فى استخدام المياه. كما أشار سالمان ايضا الى ان دول حوض النيل التى تأخذ موقفا رافضا من المادة 14 من قانون الاتفاقية الاطارية لدول حوض النيل درجة اعتمادها على مياه النيل منخفضة جدا فى سد احتياجاتها المائية حيث تعتمد رواندا على 15.4% من نهر النيل وتقل النسبة في دول أخرى 2.8% بروندى, 6,6 % كينيا ' 2 % اثيوبيا , 1.3% تنزانيا , 0.3 % أوغندا , 0.08% الكونغو الديمقراطية . اما مصر فتعتمد على 97 % من احتياجاتها المائية على نهر النيل.محذرا فى الوقت نفسه من نظرية تحول القوى فقد تقوى هذه الدول الصغيرة بمساندة دول أخرى لها مصالح فى القارة الأفريقية وتنقلب على مصر خاصة أنها تمارس دورا ضاغطا وهى لا تحتاج الى مياه نهر لاعتمادها على مياه الامطار , ومع ندرة المياه وتفاقم مشكلة الجفاف ستزداد حاجتها اليها وبالتالى سيزداد الوضع سوءا , و من هنا تكمن الخطورة وليس أدل على ذلك من رواندا حين كتبت فى احدى مراسلاتها بشان الاختلافات حول مياه حوض النيل "فلتذهب مصر والسودان الى الجحيم" فما كان لها هذا القول الا بمساندة دولية –كما يؤكد سالمان-. واوضح سالمان ان الدولة الوحيدة على مستوى العالم والتى تعانى ندرة شديدة فى المياه منذ انشائها ويصل فيها معدل استهلاك الفرد المائى فيها من 300 الى 400 متر مكعب هى اسرائيل حيث أنها اعلنت انها تريد محاصصة مصر فى نصيبها من مياه النيل وبدا ذلك جليا فى مشروع هرتزل لنقل المياه الى اسرائيل . كما فجر الدكتور صبحى قنصوة رئيس قسم السياسة والاقتصاد بمعهد البحوث والدراسات الافريقية مفاجأة حين أكد أن اكتشاف النفط فى منطقة البحيرات ادوارد والبرت والتى تم الاعلان عنها مؤخرا قد يؤدى الى دخول أطراف دولية الى المنطقة وتزداد حدة التوترات.مؤكدا فى الوقت نفسه أن الاختلاف حول حوض النيل أسبابه ودوافعه سياسية بحتة وليست أسبابا تتعلق بالمياه.