ذكرتني قرارات مرسي التى اخذها أمس بقصة الحمار والبردعة فقد كان هناك أحد الفلاحين يركب حماره فإذا بالحمار يوقعه فى الطريق فقام الفلاح وأمسك بالعصا وخلع البردعة واجهر عليها بالضرب معتقدا بأن البردعة هى المتسببة فى وقوعه ولكن الأمر الطبيعى والمنطقى لكل منا بان الحمار هو المتسبب فى وقوعه هكذا فعل مرسي .
بعد وقوع أحداث مذبحة رفح والتى راح ضحيتها افضل شباب مصر اتهم الجميع مرسى بالتباطوء وعدم الحفاظ على أمن مصر وشعبها و زاد البلة طينة عدم حضوره جنازة الشهداء فإذا بمرسى يأخذ عدة قرارات وان كنت أتفق معه فى بعضها فهو ترك الحمار وامسك البردعة فبدلا من اقالة المسؤول الحقيقى عن المذبحة والمتسبب فى الإهمال قام بإقالة اللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات العامة فهذا غير عادل لقد خرج الرجل وقال ان المخابرات كانت لديها علم وانها ابلغت المسؤولين فمن هم هؤلاء الحمير عفوا المسؤولين ولماذا لم يتخذ مرسى القرارات اللازمة ضدهم .
وبعيدا عن قرارات الأمس نلقى الضوء على اتخاذ مرسى الجنزوري مستشار له وأرى فى قرار مرسي هذا نوعا من التناقض فبالأمس كان مرسى يقول على حكومة الجنزورى فاشلة ولابد لها من الرحيل واليوم يعطيه قلادة الجمهورية ويتخذه مستشارا الا تتذكر ياسيادة الرئيس ان الجنزورى هو الذى رفض أن تقدم الحكومة استقالتها وهدد بحل مجلس الشعب قائلا بأن حكم المحكمة الدستورية فى الدُرج ، الم تعلم بان الجنزورى هو من وقعت فى عهده أحداث مجلس الوزراء ومجزرة بورسعيد فلما الازدواجية فى المواقف يامرسي .
نعود للمسؤولين ناهيك عن اختيار الجنزورى مستشار فما فعله أقل وطاة مما فعله المسؤولين فبدلا من أن يعاقبهم على جرائمهم البشعة ومحاكمة المدنيين عسكريا وعلى سوء ادارتهم للفترة الانتقالية وجدناه فى كل حفل يكرمهم ويمدح فى انجازاتهم ولم يكتفى بهذا فحسب بل اختار أحدهما وزيرا للدفاع والآخر القائد العام للقوات المسلحة احذر التناقض يامرسي .
أعجبنى قرارا أخر وهو الامر الذى أصدره القضاء بالقبض على توفيق عكاشة واغلاق قناة الفرعون التى كانت تثير الفتن والتى أباحت قتل الرئيس بقيادة المعتوه عكاشة وكانه مفتى او ولى ينهى ويجيز وهذا القرا ر وان جاء متأخرا اهنىء القضاء عليه فهى الحسنة الوحيدة بعد الثورة له التى ياخذ قرارا في صالح الوطن .
نخلص من هذا بانه على مرسي أن يحاسب المسؤولين الأصليين عن أحداث رفح ، وعدم التناقض فى أفعاله ، وعدم التاخر فى قراراته وليعلم بان الشعب جانبه اذا أصاب وضده إذا اخطأ ولا تكن حكايتك مثل حكاية صاحب الحمار والبردعة .