تسببت الأمطار الغزيرة والبرق والرعد والعواصف في إغراق السرادقات التي أقامها مشايخ الطرق الصوفية في ميدان الحسين ليحتفلوا فيها بمولد النبي عليه الصلاة والسلام وتم قطع الكهرباء عن الخيام بعد أن تسببت الأمطار في تطاير بعض الشرر من الأسلاك العارية وهو ما كان يهدد باندلاع حرائق، وقد ألغي مشايخ الصوفية حلقات الذكر وقراءة الأوراد التي كان مقررا إقامتها مساء الخميس وتم إغلاق السرادقات وتم إخلاؤها من المقاعد بعد أن أغرقتها المياه في حين هرب عدد كبير من المشايخ والأتباع والمريدين إلي مسجد الإمام الحسين وضريحه، في الوقت الذي هرب فيه الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبي وزملاؤه من المشايخ والأتباع إلي مقر المشيخة العامة للطرق الصوفية في ميدان الحسين. وفي الوقت الذي عصفت الأمطار والبرق والرعد باحتفالات مشايخ الصوفية بمولد النبي في ميدان الحسين تزعم رئيس الشئون الدينية في تركيا الاحتفالات التي أقامها الأتراك بمولد النبي لأول مرة في مسجد الحسين والتي حضرها عدد من المواطنين الأتراك وشاركهم عدد كبير من المصريين ومريدي ومحبي الإمام الحسين وآل البيت، وقد قامت محطات التليفزيون التركية بنقل الاحتفالات من داخل مسجد الحسين في بث مباشر لجميع المدن التركية والفضائيات التركية لجميع أنحاء العالم. في الوقت نفسه نظمت المشيخة العامة للطرق الصوفية أمس موكباً ضخماً شارك فيه الآلاف من الأتباع والمريدين للاحتفال بذكري المولد النبوي، حيث انطلق الموكب من مسجد الشيخ صالح الجعفري بالدراسة إلي مرقد الإمام الحسين مروراً بشارع الأزهر الذي تم إغلاقه أمام السيارات وتم إخلاؤه ليسير فيه الموكب الصوفي الذي تنظمه المشيخة كل عام، وقد رفع أتباع الطرق الصوفية الرايات والأعلام الخضراء ورددوا الأناشيد علي أنغام الطبول والدفوف طوال سيرهم في الموكب إلي أن وصلوا إلي ضريح الإمام الحسين حيث كان في استقبالهم الشيخ عبدالهادي القصبي بوصفه شيخ مشايخ الطرق الصوفية والسيد الشريف نقيب الأشراف. ونفي الشيخ عبدالهادي القصبي في تصريح خاص ل«الدستور» ما تردد عن مقاطعة بعض مشايخ الطرق الصوفية الاحتفالات التي تقيمها المشيخة العامة بمناسبة مولد النبي، وقال إن تغيب بعض المشايخ عن الاحتفالات بسبب سفرهم خارج مصر، مشيراً إلي أن ذلك لن يؤثر في الاحتفالات التي شارك فيها أكثر من 10 آلاف من الأتباع والمريدين رغم سوء الأحوال الجوية، وقال إنه من الطبيعي ألا تحضر كل الطرق نظراً لكثرة عدد مريديها، ويتم التنسيق في كل مرة لتحديد عدد الطرق المشاركة حتي لا تحدث أزمة مرورية، وأكد القصبي أن هناك مجموعة من المنتمين للطرق الصوفية يسافرون للخارج للاحتفال بالمولد النبوي وهذه حرية شخصية لكن هذا ليس معناه أنهم قاطعوا الاحتفال وأيضاً ليس معناه أن معظم أبناء الطرق الصوفية قاطعوا الاحتفال وأن من يقاطع الاحتفال معناه أنه قاطع إحياء ذكري مولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم وهذا غير مقبول بالطبع، مشيراً إلي أن الشيخ علاء أبوالعزايم أكد له أثناء انعقاد اجتماع المجلس الأعلي للطرق الصوفية السبت الماضي أن الطريقة العزمية ستشارك في الاحتفال لكنه اعتذر عن المشاركة في الاحتفالات نظراً لسفره لليبيا للاحتفال هناك بالمولد، علي الصعيد نفسه احتفل الآلاف من أهالي الأقصر بالمولد النبوي في ساحة معبد الكرنك.