رصدت الصحف العالمية ما وقع من اشتباكات أودت إلى مقتل وإصابة العشرات فى اعتصام مؤيدى المرشح الرئاسى المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل، وعديد من القوى الثورية والشبابية فى محيط وزارة الدفاع بمنطقة العباسية. صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية قالت «إن مصر تشهد فوضى سياسية، وإن أحداث العباسية أججت التوتر فى المرحلة الانتقالية»، مضيفة أنه من المقرر أن تعيد الخطوة التالية الممثلة فى الانتخابات الرئاسية مظاهر الحياة الطبيعية إلى البلاد، ولكن أى إجراء آخر من شأنه أن يؤدى إلى هذه الخطوة، كان يسير على نحو سيىء.
واعتبرت أن سقوط الضحايا فى القاهرة بين ليلة وضحاها، يعتبر بمثابة دليل للنشطاء -الإسلاميين منهم والعلمانيين- على أن اللواءات الذين يديرون مصر والمؤسسات التى يتحكمون بها، «ليسوا أهلا للثقة».
وأضافت أن الفشل فى توفير الأمن هذا اليوم، يثير التساؤلات حول مدى تأمين الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التى يتوقع أن تكون نسبة المخاطر فيها مرتفعة. وتابعت أنه إذا لم يظهر الرجال القائمون على الحكم بعض الحكمة، قد يتحول عام 2012، الذى كان من المفترض أن يكون عام إنجازات الثورة، إلى فترة فوضوية من سلطة الشارع والاحتجاجات المضادة، فى وقت لا تبدو فيه المؤسسات التى يفترض أن تمثل طموحات الشعب، تعمل جيدا.
من جانبها قالت «الجارديان» البريطانية إن سقوط قتلى فى الأحداث يضيف إلى الجو المشحون فى مصر بالفعل، مع اقتراب الانتخابات، مضيفة أن مصر تتعرض إلى نوبات متفرقة من العنف منذ سقوط حسنى مبارك، وأن الشكوك تزداد حول ما إذا كان المجلس العسكرى ينوى تسليم السلطة كاملة. أما «التليجراف» البريطانية فرأت فى تقرير بعنوان «الانتخابات الرئاسية المصرية فى فوضى بعد يوم من العنف»، أن نوبة العنف الأخيرة، يكتنفها الغموض، تماما كالنوبات السابقة لها.
صحيفة «آسيا تايمز الصينية» علقت على الأحداث بأن «شبح مبارك يخيم على اليوم الثالث من الدعاية الانتخابية فى مصر»، مضيفة أن ارتفاع عدد القتلى فى مصر «أصبح عادة فظيعة» بعد مرور عام على ثورة 25 يناير.
وأشارت إلى أنها «علامة مشؤومة» أن يكون مبارك قد رحل، ولكن أساليبه لم تنسَ بعد، فقد جرت العادة فى مصر أن يكون التعذيب خلف أبواب أقسام الشرطة وغرف تعذيب أجهزة المخابرات، ولكنه أصبح يحدث الآن فى الشوارع فى وضح النهار، والكاميرات تصور.
ووصفت الصحيفة أحداث العباسية بأنها «خدعة جديدة كخدعة مبارك عندما أرسل بلطجيته ورجال الشرطة فى ملابس مدنية وسجناء تم إطلاق سراحهم، إلى ميدان التحرير للاشتباك مع المتظاهرين ضده».