دعا هاني هلال- وزير التعليم العالي- إلي إعادة النظر في دعم الطاقة وتوجيهه لميزانية التعليم قائلاً: إنه وغيره كثيرون لا يستحقون الحصول علي بنزين بسعر مدعم لسياراتهم، وهذا لا يعقل لأن القادر لابد أن يدفع ثمن بنزين سيارته. واستكمل: «هل يعقل أن ما يخصص للتعليم والصحة معاً لا يتعدي 60% مما يخصص لدعم الطاقة؟ إذا كانت هذه أولويات الدولة والمجتمع فلا يشتك أحد.. ما هو لازم نخرج ناس وحشين». وأكد أن نظام التعليم الحالي رغم مجانيته إلا أنه لا يحفز علي دخول الجامعة سوي القادرين لأنه نظام قائم علي أن «من لديه فلوس هو من يعطي ابنه دروساً خصوصية».. جاء ذلك خلال كلمة هلال أمس الأول بندوة نظمها المجلس الوطني المصري للتنافسية برئاسة الدكتورة مني البرادعي ومؤسسة التدريب الأوروبية حول «التعليم والتدريب والتنافسية في مصر». وأكد هلال أن التعليم هو قضية مجتمع ونحن- والكلام لهلال- نتحدث في الغرف المغلقة ونقول الطالب الراسب نحصل منه فلوس لكن اخرجوا قولوا للناس هذا الكلام.. هل ممكن أقول للراسبين يدفعوا فلوس؟!.. الناس فاكرة إن التعليم ببلاش لكنه يكلف، والطالب لازم يعرف أنه هو من يدفع هذه التكاليف من أموال الضرائب. ووصف قانون الجامعات بأنه سبب نكبة التعليم، وقال إن الرواتب تستحوذ علي نسب تتعدي ال 60% ببعض الجامعات وتصل إلي 80% في موازنة جامعة القاهرة وأنهم يرغبون في تحويل نظام موازنة الجامعات إلي موازنة قائمة علي عدد الطلاب وليس عدد الأساتذة. وفي كلمتها أكدت الدكتورة مني البرادعي أن الدعم في مجانية التعليم يذهب إلي القادرين وليس الفقراء. وقالت إن مؤشرات الإنفاق العائلي علي التعليم تبين أن أغني أسر بالمجتمع المصري تنفق 7 أضعاف ما تنفقه أفقر الفئات وإنه علي مستوي التعليم الثانوي والجامعي الفقراء الذين يدخلون الجامعات نسبتهم 9% مقابل 48% من أغني فئة بالمجتمع المصري بافتراض تقسيم الشعب المصري إلي خمس طبقات، وكأن الدعم في الجامعة يذهب إلي الأغنياء وليس الفقراء. وأضافت أن هناك تفاوتاً كبيراً بين المناطق الأكثر حرماناً في ريف الوجه القبلي ثم ريف الوجه البحري ويعزز هذا تفاوتات الدخل وعدم عدالة توزيعه. وأشارت إلي أن ترتيب مصر في التعليم في تراجع مستمر بعد أن كانت في المركز 52 من بين 117 دولة عام 2005، إذ تراجعت 11 درجة إلي المركز ال 81 من بين 134 دولة في 2009 وكذلك في المحاور التي ترتبط بالتعليم فإن ترتيب مصر فيها سيئ جداً مثل كفاءة سوق العمل، وتحتل مصر فيه الدولة 126، والتعليم الأساسي والصحة ترتيبها 84، ونوعية التعليم 123، ونوعية العلوم والرياضيات 124، ونوعية الإدارة بالمدارس 114، وهجرة العقول للدولة 123، وفي الابتكار يوجد مهندسون ولكن ليس لهم قدرة علي الابتكار.