ينظم العاملون والمرضى بمستشفى العباسية للصحة النفسية غدا -الأحد- وقفه احتجاجية أمام حديقة المستشفى والتي تعد أولى خطوات التصعيد ضد سطو محافظة القاهرة على حديقة المستشفى والتي أطلق عليها اسم "حديقه العروبة "، وقد يتضامن مع المرضى والعاملين بالمستشفى كل من الدكتور أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والأمانة العامة للصحة النفسية والمجلس القومي للصحة النفسية والجمعية المصريه للطب النفسي ونقابة الأطباء ومركز النديم لتأهيل ضحايا العنف ولجنه الدفاع عن الحق في الصحة وحركة أطباء بلا حقوق وجمعية أطباء التحرير . وتأتي تلك الوقفة بعد تكرار محاولات الاستيلاء على أراضي مستشفى العباسية للصحة النفسية والتي تستبيح آلام المرضى على مر العقود حيث استقطع في عهد النظام البائد من أرض مستشفى من قطع الأراضي مثل مساكن ضباط القوات المُسلحة وأرض المعارض وهيئة الاستثمار ، ولم يلقى المرضى وقتها صوت يجهر بحقوقهم وحتى إن كان فقد سكن الحناجر، وكانت آخر تلك الصفقات محاولات فاشلة من الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق لإجلاء المرضى النفسيين إلى صحراء مدينه بدر.
المؤامرة الجديدة بدأت بالاستيلاء على حدائق مُستشفى العباسية في عام 1993 بحجة مساهمة محافظة القاهرة ممثلة في الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة في تجميل الحدائق وإعادة زرعها مع التأكيد على ثبات ملكية الحدائق للمستشفى ولكن بدأت محافظة القاهرة في طمس معالم الملكية فوضعوا لافتات باسم حدائق العروبة ، لتصير في عهد المخلوع مقرا للأمن في تأمين مسار المخلوع مبارك أثناء مروره بطريق صلاح سالم مُحرمين دخولها على المرضى والمواطنين ، وتغير اسم الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة إلى مشروع الحدائق المُتخصصة، وبعد قيام ثورة 25يناير ومع عدم وجود أي داعي لتأمين موكب المخلوع بدأ التفكير في استغلال هذه الحديقه لتدير الربح بقيام الحفلات فيها ومنع دخول المرضى فيها وإعلان المحافظة ضم الحديقه إليها، بالرغم أنها ملك المرضى النفسيين.
الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء ومدير إدارة الإعلام بمستشفى العباسية أكد أن أرض مستشفى العباسية للصحة النفسية مازالت على مر التاريخ مطمع لرجال الأعمال يعقدون الصفقات فيها مع المسئولين المرتشين الذين سكنت ضمائرهم القبور فاستحالوا المتاجرة بمستشفيات المرضى لعقد صفقات مشبوهة، مؤكدا على أن أرض مستشفى العباسية قد تبرعت بها الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل للمرضى النفسيين، ورغماً عن ذلك استباحها على مر العقود المتاجرين بآلام المرضى مستضعفين سكانها مُستغلين في ذلك ظلم المجتمع لهم بوصمهم بالمرضى النفسيين .
وأشار إلى أن صاحب الصفقه الجديدة وهو اللواء عادل طه صاحب العديد من الوظائف الرسمية بداية من سكرتير عام محافظة القاهرة مروراً برئيس مشروع الحدائق المتخصصة، ليتفق ذهنه يومياً على الوسائل أياً كانت التي يستغلها ليزيد أرباحه منها، ففرض رسوم دخول اثنين جنيها على المترددين على الحديقة وأولهم العاملين بالمستشفى وأصدر فرماناً بتحريم دخولها على المرضى رغم إنهم المالك الشرعي للأرض، ثم قام بتأجير كافتريات بها ، ولا مانع من تجميل الصورة إن كان معه زيادة الربح ففام بتأجير بعض الحديقة كملاهي للأطفال برسم خمسة جنيهات للطفل الواحد .
وأستكمل حسين لكن تلك الأرباح لم تكف نفوس المسئولين التي لا تشبع ، فتعاقد اللواء عادل طه على صحة المرضى والعاملون ليقوم بإبرام عقد مع الشركة المصرية لخدمات المحمول (اتصالات مصر) لإنشاء محطة تقوية محمول بأرض احدى الحدائق داخل حدود المستشفى ضارباً بخطورة تلك الأشعة الكهرومغناطيسية التي تُصدرها تلك المحطة على صحة المرضى والعاملين عرض الحائط.
كما أكد الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي أن صفقه السطو على حديقة المستشفى بدأت عام 1993مشيرا إلى أن الدكتور عادل طه تفنن في الاستيلاء على حديقة مستشفى الصحة النفسية حيث بدء في إنشاء محطة خدمات محمول على هيئة نخلة لكي لا تظهر آثار الجريمة ولكن العاملون بالمستشفى اكتشفوا المؤامرة وقاموا بتحرير محضر ضده بقسم شرطة مدينة نصر رقم رقم 4306 بتاريخ 17/11/2012 مشيرا إلى أن هناك محطات عديدة على ذات الغرار في الحدائق العامة ومنها القريب من المُستشفيات فعلى سبيل المثال حديقة أم كلثوم بمستشفى القصر العيني ، وحديقة الأورمان بالجيزة وأمام حديقة الأزهر بصلاح سالم.
كما أكد عكاشة على أن محافظات القاهرة تحاول السطو على أملاك المستشفى التي هي في الحقيقة أملاك المرضى تضامنه مع مرضى النفسيين المالكين لحديقه المستشفى بعد رفض محافظة القاهرة مراراً تسليم الحدائق إلى المستشفى رغم نداءات العاملين المتكررة إليها لحاجة المستشفى لها في استخدامها لتأهيل المرضى مستنكرا إصرار المحافظة على التحكم في الحديقة والإعلان عن إقامة حفلة يوم شم النسيم يُحيها العديد من الفنانون المشاهير، فارضين الرسوم على مرتادي الحفل وبالطبع ممنوع على ملاك الحديقة (المرضى) وكذلك العاملين بالمستشفى من دخول تلك الحفلة .